| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نوري جاسم المياحي
Nouri1939@yahoo.com

 

 

 

الخميس 24/1/ 2013



أيقظة ضمير ؟؟ ام تكتيك انتخابي ؟؟؟

نوري جاسم المياحي 

كنت اتابع احدى الحوارات التلفزيونية وعلى احدى الفضائيات مع السيد حيدر الملا الناطق الرسمي باسم كتلة العراقية (سابقا) .. والذي انسحب منها وكما اعلن شخصيا لانحراف الكتلة بسبب الاصطفاف الطائفي وكما اعلن الرجل انه يرفض ويدين هذا النهج المعيب .. وانني شخصيا اثمن هذا الموقف الشريف (حتى لو كان اعلاميا ولاغراض انتخابية صرفة) ومن اي عراقي اخر ينبذ الطائفة والطائفيين علنا او في قرارة نفسه ... وبكافة اشكالها او مصادرها لانها اس بلاء شعبنا العراقي والمصيبة التي ستحل وتقتل الفقراء والضعفاء والمساكين من اهلنا...

وكما يقال ان السيد حيدر الملا محسوب كنائب في مجلس النواب على جماعة الحوار الوطني الذي يترأسها السيد صالح المطلك ... وهم حلفاء في الكتلة العراقية التي يرأسها الدكتور علاوي مع الحزب الاسلامي (والذي يقال انه يمثل جماعة الاخوان المسلمين في العراق) ... والذي ثبت انهم يعملون المستحيل في سبيل السيطرة على الحكم والسلطة في دول ما يسمى بالربيع العربي مصر وتونس وليبيا وسوريا ... ويبدو ان دور العراق قد وصل ..

وفي المقابلة التلفزيونية المذكورة ... اتهم النائب الملا الحزب الاسلامي وقياداته بمحاولة تبني وتزعم واحتواء مظاهرات الانبار خاصة وبقية المحافظات عامة .. سواء من خلال الاعلام والخطب والقيادات الميدانية والحشد الكثيف لرجال الدين المعممين على منصات الخطابة والجوامع ... اضافة الى الشعارات الطائفية التي صاحبت بداياتها ...

وقد اثار اعجابي واستغرابي الصراحة التي تكلم بها النائب حيدر الملا عندما اعترف واتهم كل القيادات السياسية وبدون استثناء والمشاركة في العملية السياسية الحالية ... بانهم اناس لا يهتمون بما سيصيب الشعب العراقي في دعواتهم الطائفية وفي حالة اشتعال الحرب الاهلية الطائفية (لاسامح الله)... حيث قال بالنص (جميع عوائل المسؤوليين وبما فيهم عائلتي انا شخصيا موجودين وبأمان في خارج العراق ... ومتى اندلعت الفتنة .. نركب الطائرة ونهرب .. وسيدفع المواطن الثمن الباقي في الداخل) في هذه العبارة الصادقة والواضحة والنبيلة ... اصاب حيدر الملا كبد الحقيقة ... وانه كان صادقا كل الصدق في توصيفه للحالة ونتائج الحرب الطائفية والفتنة الطائفية والتي اتهم فيها قادة ما يسمى بالتيار الاسلامي وبكل طوائفهم لتأجيجها وعلى حساب المواطن العراقي البسيط ...

من هنا نستنتج ان البعض من القادة السياسيين وفي سبيل مصالحهم الشخصية وانانيتهم وربما لغايات انتخابية رخيصة مستعدين لقتل وحرق الناس في سبيل الحفاظ على مكاسبهم وامتيازاتهم ومناصبهم الحقيرة ... ولنا عبرة في ما اصاب شعبنا طيلة السنوات العشر الماضية من مآسي يندى لها الجبين ... وما يصيب اهلنا اليوم في سوريا الحبيبة من قتل وتدمير وتشريد وجوع وذل بسبب عمالة مجموعة من العملاء والخونة والمرتزقة الذين ادخلوا شعبهم دوامة من العنف والفوضى باسم التعصب الطائفي وباسم الاسلام وتحت عناوين الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان الكذابة ... وهاهو الشعب السوري يعيش في الخيام ذليلا يموت من البرد تحت تلال الجليد الذي لا يرحم بعد ان كانوا اعزاء في وطنهم الغالي... وبنفس الوقت نرى الخائن برهان غليون وزملاءه العملاء يتنقلون بين فنادق الدرجة الاولى في عواصم العالم ولا زالوا يدّعون ويكذبون انهم يناضلون من اجل شعبهم ... لكنهم يكذبون على شعوبهم بكل قباحة وصلافة وكما يفعل قادتنا اليوم في العراق وفي ساحات الاعتصام يحاولون ركوب الموجة الجماهيرية بعد ان خانوهم طيلة السنوات الماضية ...

فهم يكذبون على الشعب في سبيل البقاء في السلطة والعودة للحكم ثانية وعلى اكتاف الجياع والمهمشين ... فعلى الجماهير المظلومة وفي كافة انحاء العراق الانتباه الى ما يحيكه السياسيون والمرتزقة من احابيل وخدع وضحك على الذقون ... وليتذكروا دائما وابدا ان الشعارات الطائفية والتي تداعب العواطف والتعصب الطائفي لن تخدم مصالحهم وانما تخدم مصالح القادة والاحزاب الطائفية العفنة ...

الحذر ... الحذر .. من الطائفيين وشعاراتهم المغشوشة والمخادعة ... ولتكن شعاراتكم موحدة وشاملة ولكل العراقيين ... فكل الشعب العراقي مهمش ... وكل المحافظات مظلومة .. ولا فرق بين ابن الشمال والجنوب والوسط ... الجميع منكوب بالفساد والقهر والقمع ... ولتكن شعارات المتظاهرين مشروعة وعادلة وشاملة وموحدة وتوحد صفوف الشعب لا كما يريدها اعداءكم ليفرقوكم وليصعدوا على اكتافكم باسم الطائفية والدين ...

اللهم احفظ العراق واهله ...اينما حلوا او ارتحلوا ...

 

free web counter