| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نوري جاسم المياحي
Nouri1939@yahoo.com

 

 

 

الثلاثاء 24/7/ 2012




بوادر الثورة الشعبية العراقية

نوري جاسم المياحي

تناقلت اليوم وكالات الاخبار خبر خروج جماهير مدينة الديوانية الغاضبة والمحتجة على الانفجار الذي حدث اليوم في المدينة واوقع عدد من الشهداء والجرحى ... مما دفع الجماهير الثائرة للاندفاع غضبا (وكرد فعل عفوي غير مخطط له من حزب سياسي كما هو معروف) وهاجموا بعض الدوائر الحكومية ... مما اضطر قوات الامن الى اطلاق النار على المتظاهرين ويقال ان احدهم سقط قتيلا برصاص قوات الامن ... هذا ما تناقلته الاخبار ولا ادري شخصيا دقة هذه المعلومات ومدى صحتها ... ولكنني وبكل تواضع اعتبرها (ان صحت الاخبار) مؤشر خطير ينبأ عن شر مستطير ولاسيما وان كل المؤشرات تؤكد ان المواطن العراقي قد مل وبدأ يفقد صبره ...وكفر بكل العملية السياسية والمشاركين فيها ...وللاسف تثبت الايام ان هؤلاء السياسيين بعيدين كل البعد عن نبض الشارع العراقي الحقيقي ويتصورون ان الشعب راضي عنهم وعن طريقتهم بالحكم او يتظاهرون ويقنعون انفسهم بذلك...

اما واقع الحال الذي نلمسه كمراقبين ...فالمواطن العراقي كفر بكل ما له علاقة بالسياسة والسياسيين ويتربص وينتظر وانا واثق من تجارب الماضي انه سيقتنص اية فرصة تسنح له لتمزيق السياسي اربا اربا ...لشدة غضبه وحقده على المسؤولين الحكوميين واسلوب تعاملهم اللا أخلاقي مع الناس...

ولو سألتم اليوم اي مواطن عراقي بسيط (وغير مستفيد ماديا من الوضع القائم ) ..سيجيبك انه يلعن سلفة سلفات المسؤولين ...وابسط وصف قد يصفهم به...انهم عملاء وحرامية ...

وللاسف هؤلاء القادة والمسؤولين مستمرين في غيهم غير مبالين بمعاناة المواطن وكانهم لا يعرفون هذه الحقيقة المرة ...او هم يعرفوها ويحرفوها لصالحهم ...كالاغبياء والحمقى ..واقولها وبصراحة ان العراقيين يرقصون الما وحزنا واسفا على بركان يغلي غضبا وحقدا ويأسا وبالتاكيد وحتما سينفجر هذا البركان المكبوت ...وتبرز هذه الحالة للعيان كلما وقع عمل انفجاري ارهابي يودي بحياة العشرات من الابرياء الفقراء ..وبلا خجل يتسابق السياسيون المحليين والدوليين اللتصريح على الفضائيات للادانة والاستنكار وبذل واطلاق الوعود بصرف الاضرار وتعويض الشهداء وعوائلهم ...وكان الدنانير تعيد للعائلة والارملة واليتيم معيلهم ؟؟؟والادهى من ذلك ...وبعد اختفاء اتربة الانفجار ينسى المسؤول ما وعد ذوي الضحايا ...ليبدأ المتضررون رحلة التوسل والاستجداء ...في متاهات دوائر الدولة الفاسدة ..

انا شخصيا اظن واعتقد جازما ومع استمرار سوء الخدمات والنهب فان الثورة الجماهيرية ستندلع ...ولكن متى واين وكيف ؟؟؟ فهذا ما لايعلمه الا الله والراسخون بالعلم والذين لهم علاقات غرامية حميمة باجهزة المخابرات الاجنبية داخل وخارج الحدود العراقية والاقليمية والذين يهتمون بالنفط وأمن اسرائيل ...فهل يدرك خبثاء وعناترة السياسة العراقية الفطاحل هذا الموقف المتأزم والحرج ؟؟؟ ويعملون على تجنيب هذا الشعب المظلوم خطر المهالك التي تحيق به من كل جانب ؟؟؟ وهذا يتطلب منهم تناسي مصالحهم الشخصية واحلامهم الطوباوية وجيوبهم التي لاتمتلء وبطونهم التي لاتشبع ...

ان التفجيرات الاخيرة (التي تجاوزت العشرات )حدثت بالامس واليوم عبارة عن رسائل واضحة وموجهه لتجار السياسة العراقية والمرتزقة عسى ان يفهموها ويقرؤوها جيدا ... فتواتر الاخبار السريعة التي افادت

- اشاعات وانباء (غير متأكد من صحتها ) باشتراك قوات البيشمركة الكردية او متمردين اكراد مسلحين وانفصاليين باحتلال مدينة سورية ومعابر حدودية بين البلدين وبتشجيع من حكومة الاقليم وتركيا للسيطرة على شريط يوصل اقليم كردستان الى البحر الابيض وكمنفذ بحري للدولة الكردية المزمع اعلانها ...

- التحركات العسكرية التركية ونصب الصواريخ على الحدود السورية

- حشد الاساطيل الامريكية في الخليج والبحر الابيض المتوسط ...

- وتشغيل الاسطوانة الاسرائيلية المتعلقة بالاسلحة الكيماوية السورية والخوف من تسليمها الى حزب الله اللبناني..وهو الوتر المعروف الذي اصبحت تدق علية الالة العسكرية الاسرائيلية كلما نوت على شن عدوان على العرب وبحجة وقوعه بايدي حزب الله ...وكذريعة السلاح النووي الايراني المزعوم او اسلحة الدمار الشامل العراقية والتي ثبت كذبها بعد الاحتلال ..

- الاعتراف السوري بامتلاكه للسلاح الكيمياوي .... وانها ستخدمه في حالة شن اسرائيل عدوان عسكري عليها ( اي اعتباره كسلاح ردع لايستخدم الا عند الضرورة القصوى ) مقابل الاسلحة النووية التي تمتلكها اسرائيل ...وهذا حق مشروع للدفاع عن الوطن ضد العدوان الخارجي ...

- حزب الله وتهديدات السيد حسن نصر الله في خطابه الاخير ودخوله على الخط الى جانب سوريا بقوة ...

- ايران والتهديد بغلق مضيق هرمز ولاسيما بعد موافقة مجلس النواب الايراني على ذلك واتخاذه لموقف مؤيد للغلق ...عند الضرورة

- الاجتماع الاخير والمؤجج للفتنة الطائفية لجامعة الدول العربية وطلبها من المعارضة السورية تشكيل حكومة بديلة بدلا من الحكومة الشرعية والمنتخبة.دستوريا ..

- ولم يكتفي المجتمعون ولاسيما الخليجيون والسعوديون بذلك وانما طلبوا من الرئيس السوري التنحي والتنازل عن الحكم وترك سوريا للمتمردين .. وعلى طبق من فضة (وببلاش )

- الموقف المشرف والصلب والصامد لكل من روسيا والصين بوجه التأمر الدولي المفضوح ضد مصالح وحرية الشعوب الضعيفة ومنها الشعب السوري ..ولاسيما باستخدام حق الفيتو المتكرر بمجلس الامن الدولي لافشال التامر الاستعماري الجديد ضد الشعوب المستضعفة ..مما يحي في نفوسنا (نحن العلمانيين واليساريين في الشرق العربي ) الامل من جديد بعودة اليسار الروسي والصيني الى نجدة ومساندة حركات اليسار والعلمانية في العالم ومقاومة اطماع القطب الاوحد الامريكي والرأسمالي البغيض للسيطرة على العالم ..وان لايكرروا العدوان الثلاثيني على العراق ...

كل هذه المؤشرات لاتشير الى شهر عسل سعيد او تبشر بخيرللعرب او الاسلام الحقيقي المتحرر او الجماهير العلمانية ...فمن يتصور ان تهديدات البرزاني او اردوغان التركماني او تصريحات جوقة تجارالسياسية العربية الخليجيين والسائرين في ركب الحركة الاستعمارية الجديدة ...عفوية أومزاح فهو غلطان ويبدوا لي انها جدية وخطرة على مستقبلنا كعراقيين ...فمخطط الحرب الطائفية والاثنية القومية العربية الكردية التركية الفارسية متهيأة ومنتظرة على الابواب ..(كما يقول لي عقلي) ..تعددت الاسباب وتدمير وتمزيق المنطقة العربية والشرق اوسطية واحد ...والعراق هو هدف رئيسي استراتيجي خطيركما يوصف عسكريا ...نفذت الولايات المتحدة وبريطانيا صفحتة الاولى منه بغزوه وتدمير قواه العسكرية وبناه التحتية وتنصيب العملاء لحكمه وستنفذ الصفحة الثانية بتقسيمه وشرذمة شعبه بالتزامن مع الصفحة السورية اللبنانية ..وربما الاردنية السعودية ..

ولكي لا اطيل عليكم ....فسانشر في مقالات لاحقة نماذج يومية مما يعانيه المواطن والمرأة والموظف والطالب العراقي ..في حياته اليومية العادية والتي تمزقه نفسيا الى درجة الغليان وهو عاجز عن الشكوى ويكبت ذلك في نفسه والتي ربما ستدفعه للانفجار ولثورة دموية والمسؤول الحكومي والحزبي لايهتم وكأنه في عالم بعيد عن العراق والمنطقة والشعب... فالعجز والفشل الحكومي والسياسي المتعاظم يوما بعد يوم ...لا اظن ان جماهير شعبنا ستبقى ساكتة ولاسيما العجز الواضح في الملف الامني والتبريرات السخيفة التي تصاحب كل يوم دموي تسيل فيه انهار الدم البريء للفقراء ...فمن المعروف ان غالبية الشعب العظمى محرومة وكلهم فقراء وجياع ومعدمين وهم الضحية ...

ولابد للاصطفاف الطائفي ان يفقد بهرجه ولمعانه والتي تراهن عليه الزمر والكتل المشتركة بالوزارة والحكم ... وعندها ودون ان يشعروا وبغفلة من الزمن سيقع المحذور وبدون سابق انذاروسيفور التنور وسنكون نحن فقراء الشعب الضحية ووقوده ومن سيدفع الثمن ..

فاي مراقب لما يحدث مثلا في وزارات الدولة ودوائرها ومؤسساتها كالعلوم والتكنلوجيا او التعليم العالي او الزراعة او الصحة او العدل ...وجميع وزارات الشراكة الوطنية للنهب والفرهود ...وللفساد والظلم المنتشر ...سيخرج بقناعة واعتقاد...ان الانتفاضة الشعبية قادمة بدون شك ما دام الحال كما هو عليه لم يتغير منذ السقوط ...
وهنا لابد لي ان اعترف وبألم ومرارة ..وحزن وحسرة ان الجماهير العراقية ( اذا ثارت وانفجرت كما اتوقع ) سواء في الشمال او الوسط والجنوب سيقودها قادة وساسة (لسانهم عراقي ...وولاءهم امريكي بريطاني اسرائيلي ...وراياتهم المرفوعة تركية ايرانية سعودية قطرية ... )

وللاسف سيبقى فقراء شعبنا هم الخاسرون (وأدعو واتمنى ان يكون الله في عونهم )

اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ...

 

free web counter