| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نوري جاسم المياحي
Nouri1939@yahoo.com

 

 

 

الجمعة 23/3/ 2012



الجريمة البشعة في العراق بلا صدى او رد فعل

نوري جاسم المياحي

يبدو لي ان العراقيين فقدوا عواطفهم واحساسهم الى درجة وكأنهم اموات ... والسبب هو سلوكية القائمين على الامر من المسؤولين اللامبالية تجاه المواطن وبما يحدث وكأن كل منهم يعيش في واد ...

بالامس تناقلت وكالات الانباء ... خبرين لجريمتين احداهما وقعت في فرنسا (تولوز) والاخرى وقعت في بغداد (الزعفرانية) ... المشتركات بين الجريمتين .. عدد الضحايا ... هنا اربع ضحايا وهناك ايضا اربع ضحايا ... هنا قتل امرأة بالغة وثلاثة اطفال ... هناك قتل حاخام يهودي بالغ وثلاثة اطفال يهود ... هنا نحروا بالسكين كالدجاج .. وهناك قتلوا برصاص مسدس ... هنا اعلنت اخبار الجريمة بلا ردة فعل ظاهرية ... وهناك انقلبت الدنيا وعلى لسان كل القادة والساسة معلنين الشجب والاستنكارات والاحزان والتعازي بما فيهم قادة الامم المتحدة وفي مقدمتهم الامين العام والجامعة العربية واسرائيل ... وهنا مر الخبر مرور الكرام .. كلمات لا تتجاوز عدد اصابع اليد في تايتل الفضائيات بالرغم من بشاعة الجريمة ...

الخبر يقول ... ان امرأة (عراقية) اسمها سارة وعمرها 25 سنة و اطفالها الثلاث .. وجدت جثثهم منحورين في بيتهم ... هذا كل ما تناقلته الانباء وليس كما حدث في فرنسا (عرفوا البير منو حفره والنغل منو بزره ... ومن وراء الجريمة ودوافعها ).. وحاصروا القاتل والقوا القبض على اخيه ...

عندنا ضاعت الجريمة والمجرم بين الجرائم التي ترتكب يوميا وبلا حساب .. سوى توجيه الاتهامات وتنظيم الاضابير واعطائها ارقام وخزنها فوق الرفوف العالية ... والغريب المؤلم تفكيرهم باصدار قانون العفو العام .. فممن يخاف القاتل او المجرم الجاني ؟؟؟اذا كان يقتل وينتظر قانون للعفو للافراج عنه ؟؟

لنعد الى تحليل الجريمة وبشاعتها ... فلو فرضنا ان الضحية المغدورة تزوجت وكان عمرها 15 سنة (اي طفلة) وانجبت الاطفال الثلاث ... ففي كل الاحوال لا يتجاوز عمر اكبر اطفالها التسع سنوات ... واصغرهم ربما عمره سنة او سنتين ... وهنا أسأل ... ما جريمة هؤلاء الاطفال الابرياء ليذبحوا بالسكين كالدجاج ؟؟؟ وماذا قالت ارواحهم الزكية لحظة الذبح ... وهم يتحسسون السكين تنحر رقابهم الطرية (الله واكبر على كل ظالم )... فمهما تكن دوافع الجريمة ... فهي لا تبيح للمجرم ان يجرأ على فعل ذلك ... ولكن وكما يبدو لي شخصيا ان ما يجري يستهدف قتل المشاعر الانسانية والبشرية عند العراقي (اذا ما زالت عنده مشاعر ).. والا ما معني عرض صور ضحية الايمو وهو محطم الرأس بالبلوكة ؟؟؟ وعرض افلام تجميع اشلاء ضحايا الانفجارات والدماء تصبغ ارض الشوارع ؟؟ وافلام مصاصي الدماء في الفضائيات بلا رادع او رقابة ؟؟؟

يبدو لي ان الهدف من وراء هذه الجرائم والتعامل معها في الاعلام وفشل الحكومة والمؤسسات المختصة والامنية يؤكد ان الهدف من وراءها ترويع ونشر الرعب بين الناس وترويضهم على القساوة والتي يمكن ان اسميها بأسلوب او سيناريو المجرم (ابو طبر المشهورة) .. ويمكن حصر واختصار الاسباب والدوافع بما يلي :-
- خسة ودناءة الصراعات السياسية والطائفية بين الكتل الحاكمة الهتهم عن الانتباه للانحدار الاخلاقي والانساني والسلوكي الذي اصاب المجتمع العراقي ...
- قساوة ووحشية القتل عند البعض من المجرمين وهذه ظاهرة نفسية اجتماعية ولابد للمؤسسات من دراستها ومعالجتها ..
- دور حكومة الفشل والفاشلين ... التي تتاجر (بين حين واخر) بالاعلان عن العفو عن القتلة والفاسدين والمزورين والحرامية والمرتشين ... والنتيجة الحتمية لهذه السلوكية .. هي تدمير بنية وقيم واخلاقية المجتمع بنشر الخوف والرعب في صفوفة وعجز الحكومة عن حمايته ...

اي باختصار ... الجريمة والامعان في بشاعتها تستغل لاغراض سياسية معشعشة في عقلية السياسي المريض نفسيا ... ولاسيما عندما تكون عقلية هذا السياسي اجرامية .. وما اكثر هذه النماذج المريضة في عراق اليوم للاسف الشديد ...

اللهم احفظ العراق واهله ...اينما حلوا او ارتحلوا ...
 

free web counter