| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نوري جاسم المياحي
Nouri1939@yahoo.com

 

 

 

الجمعة 22/2/ 2013



الطائفية الملعونة في خدمة السياسة

نوري جاسم المياحي 

لا يخفى على احد ما يجري في الوطن العربي من تدمير مبرمج يهدف الى اضعاف الدول القائمة وتقسيمها الى دويلات هزيلة وضعيفة ومنهوبة اقتصاديا (مشروع الشرق الاوسط الجديد) ومن خلال تدمير البنى التحتية ونشر الفوضى الخلاقة وشعارات الديمقراطية ( التي زيفت للاسف الشديد ) وحقوق الانسان ( التي انتهكها الطائفيون )

وتمزيق للوحدة الشعبية من خلال استخدام سلاح الطائفية القذر لانه ثبت ان هذا السلاح من اقذر الاسلحة وانجعها لكونه سلاح يستهدف العواطف على حساب شلل العقل ... وبما ان العراقيين عاطفيين بطبعهم وطبيعتهم ... فقد نجح هذا السلاح معهم نجاح باهر وسريع النتائج كما يلاحظ ...

وبكلمات اوضح جعل الانسان يركض عاطفيا ومندفعا وبلا ادراك عقلاني مبني على اسس موضوعية علمية واقعية للقيام باعمال يستهجنها الانسان الطبيعي العاقل كذبح الانسان لاخيه بالسكين وكالخراف وهو ينادي الله واكبر ...

وبحيث يتحول بشكل لا ارادي الى انسان الغاية عنده تبرر الوسيلة ( النهج الميكافيلي ) .. ومثلا على ذلك الانتحار والقتل العشوائي للابرياء من خلال التفجيرات والتفخيخات التي تحدث يوميا في العراق وسوريا وقتل الاطفال والنساء ، والضحايا هم من الفقراء بالذات وبلا تمييز بين عرق او مذهب أو دين وكسلاح لتأجيج الطائفية يستخدمه السياسيون لتحقيق اهدافهم الانانية الحقيرة ( كالفوز بالانتخابات مثلا كما يحدث حاليا في العراق هذه الايام ) ..

ولابد لنا ولكي نفهم معنى (الطائفية) وتعريفها وكما اتفق عليه غالبية المختصين ... انها في معظم الأحيان تكون "الطائفية" السياسية مكرسة من ساسة ليس لديهم التزام ديني أو مذهبي ( حقيقي وانما أدعائي تظاهري ) بل هو موقف انتهازي سياسي للحصول على "عصبية" شعبية او فئوية او عشائرية او مناطقية ليكون الانتهازي السياسي قادرا على الوصول إلى السلطة والثروة .

إن مجرد الانتماء إلى طائفة أو دين (مسلم - مسيحي )أو مذهب (سني - شيعي )او مدينة ( نجف - فلوجة ) او عشيرة ( دليمي - ناصري ) لجعل الإنسان المنتمي إلى تلك الطائفة طائفيا ... لجني الارباح الانتخابية ..

والغريب المستهجن ... وفي الواقع لا يجعله طائفيا لان عمله لا يصب لتحسين أوضاع طائفته أو المنطقة التي يعيشون فيها ودون ان يلحق إضرار بحق الآخرين،( ويلاحظ ان الطائفيين لم يعمروا كريلاء او الانبار مثلا وانما عمروا جيوبهم ) و الطائفي هو الذي يرفض الطوائف الأخرى ويغمطها حقوقها و يكسب لطائفته تلك الحقوق التي لغيرها تعاليا عليها أو تجاهلا لها وتعصبا ضدها.... ليس حبا بها وانما انانية وشخصنة لذاته وطموحاته الذاتية وبالذات الاقربين منه من ذوي المصالح المشتركة ...

ما يحدث اليوم من استغلال سيء لساسة فاسدين لسلاح الطاثفية القذر في العراق الحبيب (وحتى في سوريا العربية) هو لاغراض سياسية بحته .. ولاسيما في العراق .. حيث تمكن المحتل الامريكي وبنصيحة من العجوز البريطانية وبمساعدة خونة وعملاء عراقيين ولتسهيل عملية الهيمنة والسيطرة على مقدرات العراق السياسية والاقتصادية ... اختارت احزاب معينة قومية كردية ... او اسلامية طائفية كالدعوة والمجلس الاعلى ( شيعة ) والاسلامي والاخوان المسلمين (سنة ) ..

ولا يخفى على المراقبين لما يجري ومنذ عشرة سنوات من قتال دامي وتصفيات حساب فوضوية من قبل هذه الاحزاب ورموزها لبعضهم البعض للبقاء في السلطة والسيطرة على الثروة مهما كلف الشعب المسكين من ثمن وتضحيات ...

ولا يغيب عن بالنا ... ان الحكومة الحالية حددت يوم 25 نيسان المقبل لاجراء انتخابات مجالس الاقضية والمحافظات والتي تعتبر المرحلة الاولى للصراع بين الاحزاب المذكورة اعلاه للتمسك بتلابيب الحكم والسلطة والثروة.. فنقلوا الصراع الى الشارع المحتقن اصلا بفسادهم والشعب المحبط بسبب استهتارهم وفسادهم وفضائحهم التي ازكمت الانوف خلال فترة حكمهم ( ومن يريد التأكد من ذلك ليتابع برنامج الساعة التاسعة مساء كل يوم يبث من فضائية البغداادية هذا البرنامج الصادق الناطق بالوثائق والذي يفضح الفساد والمفسدين في العراق )...ولمقتضيات المعركة الانتخابية ورص الصفوف حولهم ثانية .. لجأوا الى تأجيج الفتنة الطائفية .. فانبرى الحاقدون من كلا الطائفتين لشحذ الهمم ورفع السلاح وتصعيد اللهجة والتهديدات لخداع جماهير الجياع والفقراء ...

كما نلاحط ويوميا حشود العمائم البيضاء والخضراء والسوداء وشيوخ العشائر بعقالهم البيضاء والحمراء والسوداء وهم يتصدرون المعتصمين والمتظاهرين ... وكأنهم يمثلون حجري الرحى ... التي تدور وهي تسحق فئات الفقراء والكادحين ( الذين هم بالاساس مسحوقين ) من خلال وعود حكومية عرقوبية .. ومؤتمرات مصالحة جوفاء (للكلاوجية) .. ومواقف لقادة دونكيشوتيه ... وتصريحات وتهديدات لاناس شقاوات وشلاتية ..

وكلها تصب في خداع المواطن البسيط وكسب صوته الانتخابي والفوز ثانية بالعملية الانتخابية ...

فهل يرجع المواطن المنهوب والمسحوق ويكرر نفس الغلطة ؟؟؟ ولكي يلعب ثانية دور الطلي والطلية ...؟؟؟؟؟؟ كالراعي للقطيع والرعية ؟؟

وهنا لابد لي ان اضم صوتي الى اصوات كل من يحب العراق .. وادعو جماهير الشعب المنتفظة بالانبار ونينوى وسامراء وفي كل ساحة وجامع ... سواء في محافظات المنطقة الغربية ... او اهلنا في المنطقة الشمالية والوسط والجنوبية الغاضبون على الفاسدين والفاشلين والانتهازيين والنفعيين من القادة والسياسيين ... ان ينتبهوا الى ما يخطط لهم من تأجيج الفتنة الطائفية لاغراض انتخابية ... واقطعوا الطريق على كل من يريد بكم الشر والسوء ...ولاسيما اولئك الذين اثبتت السنين الماضية فشلهم وتبعيتهم للاجنبي ودول الجوار ... ولا تسمحوا لهم بامتطائكم مرة ثانية ... من خلال طرد القيادات الفاشلة والفاسدة وانتخبوا قيادات ليبرالية ديمقراطية جديدة ترفض االطائفية والطائفيين ( عسى ولعلها تكون نزيهة وشريفة ووطنية وتنقذ العراق وشعبه من مصيبة الطائفية التي ابتلينا بها )

اللهم احفظ العراق واهله ...اينما حلوا أو أرتحلوا ..

 

free web counter