| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نوري جاسم المياحي
Nouri1939@yahoo.com

 

 

 

السبت 22/8/ 2009



الى متى يبقى صراع المخابرات الاجنبية على الارض العراقية ؟؟؟؟

نوري جاسم المياحي

من المؤلم والمحزن بل والمبكي ان يدفع العراقيون الابرياء ثمنا باهضا من دمائهم البريئه ويوميا لا لذنب ارتكبوه ولا لقرار اتخذوه وانما لقرارات تتخذ خارج الحدود ويدفع ثمنها العراقي المظلوم والمسلوب الارادة والتي تنفذ بايادي العملاء العراقيين الذين باعوا انفسهم وضمائرهم بثمن بخس للاجنبي .. لنراجع احصائيات قتلى الشعوب المبتلية مثلنا بحروب الاخرين على ارضها كالصومال والسودان وباكستان .. نجد ان ما يدفعه العراقيون من عدد الضحايا لما تسميه الولايات المتحدة بالحرب العالمية على الارهاب يزيد على مجموع ما تدفعه كل دول العالم مجتمعة في اليوم الواحد .. والى درجة اصبح العراقي المسكين وقد اصابه الملل والاحباط من كثرة البكاء والعويل ولا احد يهتم لامره ومصيبته .. العالم كله يستنكر ويدين لمدة يوم او يومين يشترك فيها القاتل والمجرم وذوي الضحايا ، الكل تستنكر وتدين (وكما يقول العراقيون يقتل القتيل ويمشي بجنازته ) .. وبعد يومين او ثلاث ترتكب جريمة جديدة ويلف ما قبلها النسيان .. كم من جريمة ارتكبت بحق الشعب المظلوم ونسيت .. مجزرة جسر الائمة التي ذهب ضحيتها اكثر من الف شهيد . . ومجزرة البطحاء وغيرها والتي تعد بالالاف من الجرائم .. فقط خلال الشهر الاخير حدثت مجزرة تازة وتلعفر وخزنة وكركوك وفضيحة مصرف الزوية واخرها تفجيرات بغداد الاخيرة .. والقادم امر واتعس ... والكل تستنكر وتدين .. بدءا برئيس الجمهورية وانتهاءا باصغر مسؤول امني وسياسي .. والكل لا تخجل ولا تستحي مما يصيب المواطن البريء .. ولاسيما الفقراء منهم .. انها فرصة ذهبية لهؤلاء المبحوحة اصواتهم من السياسيين لاسيما وان الانتخابات على الابواب والكذب على المواطن وخداعه يخدمهم هذه الايام للخروج على الفضائيات ليحلل ويحّمل هذه الجهة او تلك مسؤولية الجريمة دون ان يقدم دليل او برهان على ما يقول وكما يقول العراقيون (كلمن عدوه بين عيونه) ونحن الذين لا نؤيد هذه الجهة او تلك تائهين حائرين لا نعرف الحقيقة اين ؟؟ ولا تساعدنا الحكومة على معرفة القتلة.. والادهى من هذا صبغة هذه الجرائم بصبغة طائفية حقيرة لانهم اصبحوا يدركون ان الشعب كشفهم وعراهم وتخلى عنهم فيريدون اعادة العراقيين للاصطفاف الطائفي الذي اوصلهم لمراكزهم الحالية .. ولكن هيهات ان تنطلي اللعبة على العراقيين ثانية ..

لقد كشفهم الشعب وكشف عمالتهم .. وتأكد انه لا يوجد اي تكتل سياسي او مسؤول سياسي الا ويدين بالولاء والعمالة لهذه الدولة او تلك اما الاصوات والشخصيات الوطنية الشريفة الصادقة فهي مهمشة ومهددة بالقتل والتصفية .. و بما انني سياسي عراقي مستقل سأحاول ان اشرح وجهة نظري بما يحدث وحدث او سيحدث على الساحة العراقية ومن وجهة نظر محايدة  .

الاهداف المرسومة لما يجري تنفيذه
*
ان هدف الولايات المتحدة المعلن وغير المعلن هو حماية امن دولة اسرائيل وتحطيم اي هدف ممكن ان يمثل تهديد لامن اسرائيل والعراق القوي والموحد والمستقل كان يمثل تهديدا مستمرا فوضعت الخطط لتمزيقه واضعافه.
* من المعروف والواضح ان لايران اطماعها في العراق وتعتبر ان العراق العمق الاستراتيجي لها ولهذا تعمل المستحيل للحفاظ على نفوذها في العراق .
* السعودية ودول الخليج التي تتبنى نهج طائفي معارض للنهج الطائفي الايراني تستقتل وبكل الوسائل المتاحة لوقف انتشار النفوذ الايراني ولاسيما العراق ذو الاغلبية الشيعية .
* من سوء حظ العراق والعراقيين ان بعض الكتل السياسية العراقية تتفق مع الولايات المتحدة في اضعاف العراق وتمزيق وحدته خدمة لاجندات خاصة بها او لتحقيق رغبات دول مجاورة عربية واسلامية في ان يبقى العراق ممزقا ضعيفا .
* النفط العراقي الذي اصبح وبال ونقمة على العراقيين و يمثل الاحتياط الاول في العالم والذي يسيل له لعاب الدول الاستعمارية ويعتبر سلاح اقتصادي فاعل لمن يسيطر عليه   .. ووجود عراق مستقل قوي وحر لن يسمح لاي دولة مهما تكن من نهب اموال العراقيين ولهذا استوجب تنصيب حكومات عميلة لتمرير المخططات المرسومة ووضع اليد على هذا العصب الحيوي من قبل الدول الاستعمارية وشركات النفط العملاقة .

الاجراءات المتخذة لتحقيق الاهداف اعلاه
- استمرار الولايات المتحدة وحلفائها من الدول الغربية والعربية والاسلامية في تدمير العراق وشعبه من خلال الهجمات العسكرية المستمرة طيلة 12 سنة والحصار الظالم واخرها احتلال العراق عسكريا عام 2003 بحجج واهية لا اساس لها من الصحة والتي ثبت كذبها فيما بعد .
- التدمير الشامل للبنية التحتية والخدمية العراقية  .
- تكليف السفير بريمر بادارة شؤون دولة العراق وهو لا يمتلك الخبرة والكفاءة لادارة العراق فحلّ مؤسسات ووزارات الدولة العراقية والجيش والاجهزة الامنية وجمّد القوانين والدستور وتصرّف باموال العراق واهدرها على العملاء بلا هدف .
- فتح الحدود على مصراعيها وهذا لم يحدث لاي دولة محتلة ..وسمح لكل الطامعين واعداء العراق بانشاء المليشيات والاحزاب بلا اي ضوابط .
- السماح لشركات الحماية الخاصة والتي تجاوز عدد افرادها اعداد الجيوش المحتلة بنهب العراق والتصرف الكيفي وعلى مزاجهم وحريتهم وبدون اية مراقبة مسؤولة او محاسبة وامّن لهم الحصانة القانونية عندما يقتلون وينهبون ويغتصبون متى شاءوا واينما شاؤا وكيفما شاؤا .
- المشاكل بدأت عندما شكل مجلس الحكم على اسس طائفية واثنية ومن قبل اشخاص لا يمتلكون من الخبرة والكفاءة والاخلاص والحرية في العمل لانقاذ العراق والشعب العراقي ولم يكن لهم هم سوى اشغال المناصب ونهب المال العام والتملق للسفير بريمر والقادة العسكريين الامريكان.
- سن الدستور المكتوب من قبل نوح فريدمان وروّج له العملاء وصوّت عليه الشعب بالحيلة والخداع مما خلق الفوضى والمشاكل عند تطبيقه وهو مليء بالقنابل الموقوته التي قد تهدد وحدة واستقرار الشعب العراقي.
- مجلس النواب الذي يجب ان يمثل طموحات الشعب ويعمل لخدمته تحوّل الى مهزلة ومسرح لصراع الكتل السياسية بعيدا عن المصلحة الحقيقية للمواطن وبسبب القائمة المغلقة التي اوصلت للمجلس نواب نفعيين وصوليين غير كفوئين ولا يمثلون من انتخبهم.
- الطائفية البغيضة التي خلقوها وما سببته الحرب الطائفية من تمزيق لوحدة الشعب وتشكيل الجيش والاجهزة الامنية والدوائر الحكومية .
- المحاصصة اللعينة ..هذا كردي وهذا عربي وهذا سني وهذ شيعي ساهمت في تمزيق لحمة الشعب العراقي.
- الديمقراطية التوافقية وفي الحقيقة اللاتوافقية التي وقفت طيلة السنوات الماضية عقبة كأداء في طريق اعادة اعمار العراق.
- اعتماد الادارة الامريكية على المستشارين من عراقيي المهجر والتعاقد معهم بعد ادخالهم دورات تأهيلية قبل الاحتلال وتكليفهم بادارة شؤون الدولة العراقية ومع الاسف الشديد لم يكن ولائهم للوطن الام العراق وانما لدول المهجر والتي يحملون جنسيتها مما زاد الطين بلة.
- لقد نشر هؤلاء الفساد الاداري والمالي بين العراقيين وشجعوا عليه بحيث اصبح اليوم وباء لا يعرف المرأ كيفية معالجته ..مثل حازم الشعلان وايهم السامرائي وراضي الراضي وفلاح السوداني والقائمة طويلة وعريضة ويعرفهم العراقيون جيدا.
- كل هذه العوامل وغيرها ممن لم تذكر وهي كثيرة وعديدة وفرت التربة الخصبة لتمرير مخططات المخابرات ولكل دول العالم التي لها مصالح واطماع في العراق للعمل بحرية وتشكيل عصابات للقتل والتدمير ونقل صراعاتها وحروبها الى العراق دون الاخذ بعين الاعتبار ما يصيب العراقيين من مصائب وويلات لا ناقة ولا جمل ولا مصلحة للعراقيين بها سوى سيول من الدماء البريئة على مسرح هذه العمليات القذرة .
- دمروا الصناعة والزراعة والتي هي الة الانتاج الحقيقية للعراقيين وحولوهم الى عاطلين وتنبلية ينتظرون الراتب لوظائف وهمية كالشرطة والجيش وبطالة مقنعة في دوائر الدولة او يعتمدون على معونات الرعاية الاجتماعية .. وبذلك دفعوا بالكثير من الشباب الى احضان القتلة والمجرمين وتغذية المخابرات الاجنبية بعناصر التنفيذ الرخيصة والمستعدة لتنفيذ اقذر الاعمال من اجل دولارات بسيطة .

الانفجارات الاخيرة ومن وراءها ؟؟
¤ من قتل السيد مجيد الخوئي وقد كان من اوائل الداخلين مع الاحتلال ؟؟ قتلته معروفين ولحد يومنا هذا طليقين
¤ من قتل عزالدين سليم وهو عضو في مجلس الحكم والامين العام لحزب الدعوة تنظيم العراق ؟؟
¤ من فجر السفارة الاردنية في بدايات الاحتلال ؟؟
¤ من قتل الدبلوماسيين الروس الاربعة  ؟؟
¤ من قتل الدبلوماسي المصري ؟؟
¤ من قتل ضابط المخابرات الايطالي؟؟
¤ من اشرف على عملية تصفية كبار الضباط العراقيين ومن لم يصلوا اليه صفوا عوائلته وابنائه وبشكل مبرمج ؟؟؟
¤ من قتل العلماء والمفكرين العراقيين ورجال الدين من الطائفتين ؟؟
¤ من اباد قرى كاملة في شمال العراق بحجة انهم ينتمون للقاعدة ..؟؟ وخلال الايام الاولى وعن طريق القصف بالطائرات .
¤ من سرق ارشيف العراق من الوثائق ودمر المكتبات واحرقها ؟؟
¤ من سرق اثار العراق واحتل الاماكن والمواقع الاثارية ولاسيما اثار بابل ؟؟؟
¤ من اباح سرقة البنك المركزي العراقي ؟؟؟ ونهب امواله ؟؟
¤ من اباح بيع اسلحة الجيش العراقي بسعر 10000 دينار ( اقل من 8 دولار ) للطن الواحد وهي صالحة للاستخدام وتصديرها خارج العراق كسكراب ؟؟؟ وتركوا القنابل والصواريخ والعتاد الخفيف لاستخدامها كمفخخات ضد الشعب ؟؟
¤ من اشعل نار الفتنة الطائفية والعنصرية ؟؟ اليس هم السفير بريمر وزلماي خليل زادة والملعون نكروبونتي ؟؟
¤ من رمّل نساءنا ويتم اطفالنا ؟؟ ومن ساعد المخابرات الاجنبية على ذلك ؟ اليسوا هم انفسهم المسيطرون الان ؟؟
¤ من ومن ومن الى ما لا نهاية من الاسئلة ؟؟؟ و التي يعرف مثقفي شعبنا من وراءها ..

والخلاصة ان التفجيرات التي حدثت من حيث التوقيت والشدة والاهداف وبدراسة موضوعية ومحايدة نجد انها لا يمكن تنفيذها من قبل افراد او احزاب قادتها من الجهلة والنفعيين كما حدث في جريمة مصرف الزوية .. وانما من قبل اجهزة مخابراتية مهنية متخصصة ومع الاسف الشديد نفذت بايادي عراقية ومن قبل اشخاص ضمائرهم ميتة .. والادهى من هذا ان كل المسؤولين العراقيين يعرفون من وراءها ولكنهم جبناء لا يفضحون الفاعلين خوفا على مناصبهم ..

انني اتساءل ماذا كان يفعل الشيخ خالد العطية صاحب العمامة البيضاء قبل اسابيع في امريكا ؟؟؟ ومن امثاله كثر .. وبالامس يستنكر ويدين على الفضائيات و يجمع النواب لبحث التفجيرات الاخيرة ..انها تمثليات لخداع المواطن المسكين والمظلوم ودعاية انتخابية لشخصه وحزبه ..انتظروا يا اخوان.. ايام وستنسى الجريمة برمتها كسابقاتها من الجرائم .. والحرامية يخططون لضرب ضربتهم من اعادة اعمار جسر محمد القاسم وابنية الوزارات !! اما الضحايا من الفقراء سينسون كما نسيت ضحايا تازة وكركوك والموصل والثورة والكاظمية والانبار والفلوجة .. اما المخابرات الاجنبية فهي الان تخطط لمجزرة جديدة لانها لم ترتوي وتشبع من الدم العراقي .. انهم يخططون لاشعال الفتنة الطائفية ثانية وبعون الله وارادة ووعي الغيارى من الوطنيين العراقيين سيفشلون .. ولكنهم هل سيتركون الشعب العراقي يداوي جراحه ؟؟؟؟ لا اعتقد بذلك ... لانني لاحظت ان بعض الصحف الامريكية والاعلام الغربي يدق على وتر الحرب الاهلية العربية الكردية ويهيأ لها وما زيارة نائب الرئيس الامريكي بايدن .. واعقبها زيارة القادة الامريكان وفي مقدمتهم مولن والمرشح الجمهوري للرئاسة الفاشل جون ماكين وزيارة السفير زلماي خليل زادة والسفير الامريكي كرستوفر هيل لكركوك واربيل ... كل هذه النشاطات المشبوهة لن تكون في صالح الشعب العراقي وعلى العقلاء والمخلصين من العرب والاكراد تفويت الفرصة على من يريد اشعال الحرب الاهلية وافشال المخططات الاجنبية .. اليوم حل شهر رمضان المبارك على كل العراقيين .. وكل المسلمين صيام ... فهل سيمر هذا الشهر الفضيل بسلام على العراقيين ؟؟؟؟

ما الحل ؟؟؟
لقد قال العرب : وداوني بالتي كانت هي الداء .. الحل بيد الولايات المتحدة هي السبب فيما حل بالعراق وبيدها انقاذه ولاسيما وان الاتفاقية الامنية التي ضمنت مصالح الولايات المتحدة ولم تقدم للعراقيين شيء ستعرض على تصويت الشعب العراقي ..وستحاول تمريرها بكل الوسائل الممكنة المشروعة وغير المشروعة .. فهل ستمرر كما حدث في المرة السابقة أو لا ؟؟ يعتمد هذا على دور الاعلام ومواقف السياسيين الشرفاء .. لقد نصح حسني مبارك صدام حسين عند احتلاله الكويت عندما قال له ( عمي دي امريكا ) ولكن صدام لم يسمع النصيحة وانظروا ما حل بالشعب العراقي ..
 


 

free web counter