| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نوري جاسم المياحي
Nouri1939@yahoo.com

 

 

 

الأحد 21/4/ 2013



هل من الممكن سرقة اصواتنا الانتخابية ؟؟

نوري جاسم المياحي 

يقال ... ان التجربة خير من البرهان ... فبالامس جرت الانتخابات العراقية لاختيار ممثلي الشعب في المحافظات ... والعالم كله يراقب مجريات الامور وبتلهف واضح .. وقلق مشروع بسبب الاسباب الامنية المتردية .. اما المواطن المعني بهذه الانتخابات والمواطن الحائر والمتردد بين ان يشارك بالانتخاب او يقاطعها ... فبالامس حسم وحزم امره .. من اختار المشاركة ذهب الى مراكز الاقتراع وانتخب ... ومن اختار المقاطعة بقي في بيته .. ومن ارااد الانتخاب ولم يجد اسمه في السجل عاد لى بيته بخفي حنين ...

ومن واقع تجربتنا سأكلمكم عن خيارات عائلتي الخاصة في قرار الانتخابات ويمكنكم اعتبارها أحد الامثلة من الواقع الانتخابي كقياس لما يحدث اليوم في العراق الديمقراطي المتبني امريكيا ... وعلينا ان لا نصدق كل ما يقال في الاعلام الحكومي والتجاري ..

ولكي لا يساء فهمي شخصيا كالعادة ... فانا عراقي مستقل .. لست مع العملية السياسية ولا ضدها .. لا مع هذا التكتل االسياسي ولا ضد ذاك ولست طائفيا او متعصبا ولا اسلاميا متطرفا ... وانما انا محب وعاشق للعراق واهله جميعا وبلا استثناء ... ارى الحق فامدحه وادعو لاتباعه ,,وارى الشر والسيء فاذمه وادعو لمحاربته ..

انا بغدادي ومع هذا سكنت وعائلتي الكبيرة ( 18 عراقي وعراقية ) قضاء ابو غريب منذ 40 سنة مضت ... ويؤكد ذلك سند الارض والبطاقة السكنية والبطاقة التموينية .. ونستلم الطحين والحصة من نفس الوكلاء طيلة اكثر من عقدين من الزمن ... وشاركنا في انتخابات سابقة واسماءنا مثبتة في سجلات الناخبين ولا توجد اية مشكلة صادفتنا في السابق ...

اما في انتخابات البارحة ... فحدث امر غريب ومستهجن ... قررت العائلة المشاركة بالانتخابات كحق شرعي ودستوري وربما محاولة منهم بالمشاركة بالتغيير المأمول ... ولكنهم وبعد مسيرة مسافة طويلة على الاقدام للوصول الى مراكز الاقتراع ... صدموا بان اسماءهم ليست في سجلات الناخبين ... وهكذا عادوا الى البيت محبطين ومحزونين على التعب والمشقة التي لاقوها بلا فائدة ... والغريب ... اتصلوا هاتفيا ببعض المعارف والاصدقاء في المنطقة ... لمعرفة اخر اخبار الانتخابات ... ففوجئوا بان العديد منهم لم يتمكن من المشاركة بسبب عدم ورود اسماءهم في سجلات الناخبين ...

هنا يبرز سؤال كبير عن ظاهرة غريبة عانى منها الكثير من الناخبين ... الا وهي عدم درج الاسماء في السجلات ؟؟؟ اسهوا حدث هذا ام عمدا ؟؟؟ وما الغاية ؟؟؟ وهل مفوضية الانتخابات نزيهة في عملها ؟؟؟

انا شخصيا لا افهم في الانتخابات ولا في حيلها ولا ألاعبيها .. ولكنني اعتقد انها مقصودة ... والغاية منها سرقة اصواتنا لصالح جهة من الجهات المشاركة والمستفيدة ... وربما بقصد وسبق اصرار .. والا كيف يعقل ان تنسى اسماء عائلتي وجذرونا ممتدة في المنطقة 40 سنة ؟؟؟ اليس هذا غريبا ولافتا للانتباه ... وتتكرر الحالة في الكثير من المناطق والمحافظات ومراكز الاقتراع ؟؟؟

نحن نعلم وانتم تعلمون ... ان كل شيء في العراق يمكن ان يسرق .. لقد سرقوا حتى لقمة عيش الفقير ... وسرقوا البسمة من وجوه الاطفال ... فليس غريبا ان تسرق اصوات الناس في الانتخابات ... وكلنا نشاهد ان حياتهم تسرق يوميا وبعلم العالم اجمع .. عن طريق السيارات المفخخة واالانتحاريين وكاتمات االصوت .. والاغذية المسمومة ..

الغريب واللافت للنظر ... الفرح والسرور والتهاني بنجاح العملية الانتخابية تردد على السنة كبار المسؤولين والمنتفعين من نتائج هذه الانتخابات .. وبما فيهم المفوضية المستقلة للانتخابات (والتي اعتقد اانها الفاعل الرئيسي باللعبة وضياع الاسماء) وحتى شملت الفرحة كل من كوبلر ممثل الامم المتحدة بالعراق والسفارة الامريكية في بغداد ...؟؟؟

احقا نجحت الانتخابات ؟؟ ودولة القانون والمجلس الاعلى لعمار الحكيم حصدت معظم المقاعد كما يدعون في الاعلام ؟؟؟ اترسيخ للفشل وعودة للفاشلين مرة ثانية ؟؟؟

اكرر واقول ... انني لا افهم بحيل والاعيب الانتخابات ...وعلينا ان ننتظر النتائج النهائية .. لنميز بين الخيط الابيض والخيط الاسود ... وايهما الغالب ؟؟ وربما ستضاف اربع سنوات جديدة وفوضوية ومأساوية لحياة الفقراء والمساكين ؟؟؟

الانتخابات النزيهة والحرة هي المخرج الوحيد لانقاذ العراقيين من ورطتهم الحالية وبناء دولتهم الحضارية المدنية ... فهل سيسمح اصدقاء زلماي خليل زاده ومؤتمري لندن المنتفعين من الاحتلال بهذه الفرصة عن طريق الانتخابات الحرة ؟؟؟ لا اعتقد ذلك

لك لله يا عراق ...وان غدا لناظره قريب ...

والله يكون في عونكم يا فقراء ومساكين العراق ... ولاسيما الارامل والايتام ..

اللهم احفظ العراق واهله ... اينما حلوا او ارتحلوا ...
 

 

free web counter