| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نوري جاسم المياحي
Nouri1939@yahoo.com

 

 

 

السبت 1/12/ 2012



خيمة صفوان وخيمة بغداد
(2)

نوري جاسم المياحي

في الجزء الاول من موضوعنا هذا توصلنا الى ما يلي :-

اولا : الحروب كارثية بنتائجها ...ويدفع ثمنها المنتصر والمهزوم .. في آن واحد ..

ثانيا : الفقراء والمساكين هم وقود الحروب

ثالثا : الدوافع الحقيقية وراء الحروب الحديثة استعمارية ولاسباب اقتصادية او لاسباب شوفينية تعصبية رجعية

رابعا : من يعلن الحروب هم القادة المغامرون والمستهترون والطامحون للمجد الشخصي على حساب الشعوب

ولكي نقترب مما يحدث اليوم في العراق خاصة ومنطقة الشرق الاوسط عامة علينا ... ان نعود بالذاكرة للوراء قليلا الى الحكم العثماني للعراق وقبل الحرب العالمية الاولى وما تلاها من انتصار للحلفاء واختفاء الدولة العثمانية الاسلامية وقيام تركيا العلمانية ... وقيام الدولة العراقية الحديثة والمرور بشكل سريع وموجز لنظم الحكم العراقي التي توالت على حكم العراق ... ونقاط القوة والضعف التي مررنا بها طيلة العقود التسعة الماضية (1921 – 2012 ) وتآمر دول الجوار على شعب العراق .. واسباب انهيار وتخلف عراقنا الحبيب ..

ولهذه الغاية سأتوقف في عدة محطات ولو بسرعة وعجالة واهمها حقد وكره العائلة السعودية الوهابية المذهب على العائلة الهاشمية الحنفية المذهب والمشكلة الكردية وما تحمله العراقيين جراء ذلك  .

تنازلات خيمة صفوان لطرف عراقي خاسر ومنهزم وقيادة سياسية حريصة على البقاء في السلطة بوجه شعب منتفض ثائرا بسبب هول الصدمة الناتجة عن الهزيمة والخسائر التي تكبدوها وبشكل مفاجيء وسريع وغير متوقع ..

ولن نقف عند هذا الحد من المراجعة السريعة وانما ما دفعه الشعب من ثمن باهض وخسائر فادحة في المال والارواح والكرامة والسيادة ووحدة الشعب ... بسبب الاحتلال الامريكي اللعين ... وخططه لتقسيم العراق ... والتي شجعت على تمادى وتجاوز بعض المتطرفين ولاسيما بعد انقلاب موازين القوة والضعف ... عندما اصبح القوي ضعيفا والضعيف قويا ... وتغير التحالفات مع الاقاليم المجاورة ... بحيث ان اصدقاء الامس اصبحوا اعداء اليوم والعكس صحيح ايضا ...

ومراهنة البعض على جعل وتصوير الصراع الجاري حاليا طائفي عربي – عربي او عربي – كردي او بين محورين سني ( تركيا – السعودية – قطر ودول الخليج واكراد العراق ) ومحور شيعي ( ايران – عرب العراق – سوريا – لبنان المقاوم ) ... او بين حلف موالي لروسيا وحلف موالي لامريكا واسرائيل  .

وفي الايام الاخيرة ازدادت التحديات والتهديدات بالاعلام والتصريحات الى درجة وكأن الحرب بين العرب والاكراد اصبحت على الابواب ... او قاب قوسين وادنى ...

وعندما راقبت اجتماعات وفد اقليم كردستان (البيشمركة) ووفد الجيش العراقي ووزارة الدفاع المركزية ... احسست بشعور كما لو كانت مفاوضات خيمة صفوان تتكرر في (خيمة بغداد) المنصوبة في وزارة الدفاع .. والمفاوضات بين قائدين عراقيين احدهما عربي اسمه نوري المالكي والثاني كردي اسمه مسعود البرزاني ... وليس بين قائد امريكي اسمه شوارتزكوف وقائد عراقي اسمه ثابت سلطان ... ويبدو لي انهما اتفقا على ان لا يتفقا ..

و (عقلي المليء بالشك والريبة والظنون يقول لي) ربما يكون هناك احتمال اخر او اتفاق سري بين اطراف الحكم الحاليين وغير معلن للشعب كغيره من اتفاقيات سرية كاتفاقية اربيل مثلا .. و ربما غير واضح للعيان وغير لافت لانتباه الكثير من المتابعين لما يجري من حرب كلامية وازمات وحركات قطعات عسكرية وبرعاية واشراف ليس ببعيد عن تخطيط المحتل الامريكي والهم الصهيوني الاسرائيلي في مجال التوطين (ولكنه محتمل ووارد جدا كما اعتقد ..) اي بكلمات واضحة وصريحة ... ان كل ما يجري هو عبارة عن تمثيلية متقنة الاخراج الامريكي تصب في مشروع الشرق الاوسط الجديد (الخاص بتقسيم المقسم)... وهو اتفاق موجود ومسبق على تقسيم العراق الى ثلاثة اقاليم (كردي – سني – شيعي) ... واليوم وصلنا الى مرحلة التنفيذ ... بحجة تخويف الشعب العراقي من اندلاع الحرب بين العرب والاكراد ... فيرضون بالتقسيم ... لانهم ملوا من الحروب ... ويقبلون بأهون الشرين وهو الانفصال بدون حرب ...

وكلنا نذكر كيف و لماذا فرضت الولايات المتحدة مناطق الحضر الجوي شمال خط العرض 36 (الذي يشمل المحافظات الكردية اربيل والسليمانية ودهوك) اي اقليم كردستان الحالي ... وعلى جنوب خط العرض 32 الذي يشمل المحافظات الجنوبية الشيعية ... والغريب ان قيادة الحزبين الكرديين قبلت بهذا التقسيم انذاك ... واليوم وبعد الاحتلال ترفضه ...

فكروا معي ... اليس من حقي وحقكم التساؤل ؟؟؟.. اليست هذه التمثيلية واردة والسيناريو محتمل التطبيق وبالتوافقات الملعونة بين العملاء والفاسدين والذين باعوا العراق بثمن بخس وهم يمثلون الاغلبية بين ساسة اليوم وبين من كتب ووافق على الدستور الملغوم ؟؟؟

علما انهم انفسهم من يديرون دفة البلاد ويتحكمون برقاب العباد ... من فقراء ومساكين العراق .. من العرب والاكراد ... من السنة والشيعة ؟؟؟

الا تتفقون معي بالتشكيك بمن نهب ثروات الوطن ولم يصدق بوعد واحد مع شعبه ولو لمرة واحدة ؟؟؟

اذن لنعد في تفكيرنا وتحليلنا للوراء في حديث قادم لنتبين على اية ارضية نقف ... ومن وراء الاحداث الجارية والاحتمالات المقبلة ... صحيح اننا لن نغير شي مما هو مخطط ومرسوم مسبقا .. ولكن توقع الاحداث وما سيقع افضل من المفاجأة بوقوعة ..

اللهم احفظ العراق واهله ...اينما حلوا او ارتحلوا ..

 

free web counter