| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نوري جاسم المياحي
Nouri1939@yahoo.com

 

 

 

الجمعة 18/9/ 2009



بايدن والمهمة الصعبة

نوري جاسم المياحي

السؤال المطروح .. هل تمكن نائب الرئيس الامريكي المستر بايدن من تحقيق الاهداف التي حددها له الرئيس اوباما والبيت الابيض في زيارته الاخيرة للعراق ؟؟؟ والتي هي  :

1- مواصلة العمل على تهياة الظروف لسحب القوات الامريكية من العراق بحلول عام  2011 ليس حبا بالعراقيين وانما خدمة للاستراتيجية الامريكية الاقليمية والعالمية ووضعت خطة تكتيكية جديدة وهي تعتمد الاستعاضة بشركات الحماية الخاصة بدلا من الجيش الامريكي

2- العمل على تقليص الخلافات بين مكونات الشعب العراقي المتمثلة في الكتل السياسية المتصارعة للسيطرة على السلطة من خلال طرح شعار المصالحة الوطنية وتفعيله على ارض الواقع واشراك البعثيين في العملية السياسية

3- التزام الولايات المتحدة بوحدة العراق وهذا ما اكدة الناطق باسم البيت الابيض في بدء زيارة المستر بايدن للعراق العوامل المؤثرة على نجاح او فشل مهمة بايدن هي متعلقة بملفات اقليمية قبل ان تكون عراقية ..

* حلحلة موقف اليمين الاسرائيلي المتزمت والمتطرف تجاه حل المشكلة الفلسطينية والمرتبط بموقف سوريا العربي الصلب في ان لامصالحة واعتراف باسرائيل ما لم تعد الجولان وحصول الفلسطنين على بعض حقوقهم المشروعة التي تحفظ لهم ماء الوجه وكما حصل في لبنان

*
سوريا تحاول الضغط على اسرائيل من خلال مساعدة المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية والمقاومة العراقية بوجه الاحتلالين الاسرائيلي للاراضي العربية والامريكي للعراق .. ولكنها اصطدمت بتخلي الدول العربية السائرة في الركب الامريكي وفي مقدمتهم السعودية ومصر ودول الخليج .. كما اصطدمت بايران التي لها اجندتها الخاصة بالسيطرة على العراق من خلال تقسيمه واضعافه .. اما الذهاب الى مجلس الامن الدولي .. فهو لعبة مكشوفة للضغط على السوريين لزحزة مواقفه لخدمة المخطط الاستراتيجي الامريكي

* ايران واطماعها في العراق تاريخية .. وتستخدم الدين وسيلة لتحقيق اهدافها والدليل على ذلك كان شيعة العراق وقود للحرب العراقية الايرانية التي دامت ئماني سنوات ..

اما اليوم فتريد فرض هيبتها ونفوذها على الولايات المتحدة في العراق وافغانستان وما الملف النووي الا فقاعة صابون ..خلقتها اسرائيل .. وتبنتها الولايات المتحدة تخدع الامريكان والمجتمع الدولي .. والحقيقة صراع ارادات ومصالح

* تركيا الوريثة الشرعية للدولة العثمانية .. وبروز الاسلام كقوة فاعلة في الصراع الدولي .. فشلت في الانتماء الى الاتحاد الاوربي ( المسيحي ) تركز جهودها على العراق .. لسببين وجود اقلية تركمانية كبيرة مهددة .. خطر امتداد النزعة الانفصالية الى اكراد تركيا .. ومن هنا يبرز اهمية الاتفاق الستراتيجي التركي – السوري .. التركي – العراقي وربما غدا التركي – الايراني

* اسرائيل .. قبل الاحتلال كان النفوذ الاسرائيلي محصور في كردستان العراق .. ولكن وبعد الاحتلال .. امتد الى كل شبر في العراق وبشكل خفي وغير ملحوظ تحس به ولا تراه .. واكبر دليل على ذلك .. هو تجاهل كل القادة الحاليين من السياسين ورجال الدين من كل الطوائف والاديان والاعراق للدور الاسرائيلي في ساحة الصراع العراقي ( كأنها حمل وديع وحمامة سلام )

* اكراد العراق .. هذا هو الرقم الصعب بالنسبة للامريكان .. ان الاستاذ مسعود البارازاني بالنسبة للامة الكردية . كجمال عبد الناصر في الخمسينات بالنسبة للامة العربية ..
ويعتبر الرجل الاقوى والفاعل الاساسي في توجيه اللعبة السياسية على الصعيدين القطري والاقليمي .. لما يتميز به من تجربة قيادية .. هدف مشروع ينادي به .. شجاعة شخصية .. صلابه وعناد كردي .. فهل سينجح بايدن في زحزته عن مواقفه .. لا اعتقد ذلك .. قد يتراجع خطوة من اجل خطوتين للامام ...

ملاحظات سريعة تساعد على الاستنتاج
1- في لقطة سريعة جدا بتتها فضائية الحرة عراق لاستقبال نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي في مقره لنائب الرئيس الامريكي بايدن .. كان خفيفا غير مستقر عند جلوسه على الكرسي .. هل كان خائفا ؟؟ متملقا ؟؟ ام طبيعية وعفوية ؟؟ اما الذي لفت انتباهي ان اللقطة قطعت فورا مع اعتذار بخلل فني ولم تبث ثانية .. وبما الدكتور عادل احد قيادي المجلس الاعلى الحليف التقليدي لايران .. قد يفسر هذا قلق ايران من زيارة بايدن

2- الانكفاء السريع للوساطة الايرانية في النزاع العراقي السوري حول المحكمة الجنائية الدولية ضد سوريا .. والتغير العلني لموقف الدكتور عادل منها ؟؟

3- فشل المباحثات السورية – العراقية – التركية الاخيرة تركيا والتزمت العراقي ( بقيادة هوشيار زيباري وسياسته المعروفة ) والاهداف الامريكية من وراءها

4- الرسالة التي ارسلتها المقاومة العراقية للمستر بايدن حال وصوله المنطقة الخضراء بواسطة صواريخ الكاتيوشا التي سقطت بالقرب من السفارة الامريكية ..والاعلان الفوري عنها وعن خسائره .. تنطوي على مدلولات خاصة

5- الزيارة القصيرة التي قام بها المستر بايدن الى اربيل واقتصار المؤتمر الصحفي على الكلمات دون السماح للصحفيين بطرح الاسئلة .. يحمل دلالة خاصة

6- العبوس الذي اكتسى ملامح الاستاذ نوري المالكي وهو يلقي كلمته في المؤتمر الصحفي .. الذي عقده مع نائب الرئيس الامريكي

الخلاصة
رأيي الشخصي .. ان المستر بايدن فشل في اقناع الاطراف المتنازعة والتراجع عن مواقفها واعتقد انه توصل الى فرض حلول وسطية مخدرة ومسكنة ترضي القوي على حساب الضعيف ومن خلال تنازلات على ارض الواقع .. وعلى الاكثر تشمل المصادقة على قانون الانتخابات .. الميزانية التكميلية .. موافقة الحكومة على العقود النفطية التي وقعتها حكومة كردستان والتي ستوقعها .. وربما الموافقة على نشر القوات المشتركة في المناطق المتنازع عليها بقيادة امريكية ( كلها على اساس صفقة واحدة ) .. بانتظار نتائج الانتخابات المقبلة .. والله اعلم بما دار وراء الكواليس والراسخون في العمالة .
 


 

free web counter