| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نوري جاسم المياحي
Nouri1939@yahoo.com

 

 

 

الجمعة 17/8/ 2012



احذروا .. امننا اوهن من بيت العنكبوت

نوري جاسم المياحي

تذكرنا انفجارات الامس واليوم وما قبلها وبالرغم من محاولات الاعلام الحكومي التخفيف من الاخفاقات الامنية ... ولكن الشمس لا يغطيها غربال... فالامن قابل للانهيار وبشكل مفاجيء وبدون انذار ... بالرغم من محاولات القيادات الامنية الايحاء بانها مسيطرة سيطرة تامة ... وانا اظن ان حساب البيدر يختلف عن حساب الميزان ... فقد تعلمنا من خبرة العمر الطويل .. لا يوجد موظف حكومي امني او غير امني يعترف بالحقيقة اذا كانت مرة .. حتى ان العراقيين عندهم مقولة تصف هذه الحالة بدقة حيث تقول (ما كو واحد يكول لبني حامض ) ... وقناعتي هذه نابعة من ملاحظات عديدة احاول اختصارها ... ومن باب التنبيه لمحذور احتمال وقوعه وارد جدا ان لم اؤكد انه حتمي ... وهي :-
اولا - مؤسسات الدولة مفككة وهزيلة وليست ذات قرار وطني مستقل وبسبب المحاصصة الطائفية ... فقد انسحب على كفاءة وخبرة ومهنية الموظفين واخلاصهم للوطن ... واستشراء الفساد في كل مرافق الدولة وبشكل مخزي ومخجل ...

ثانيا - في الاونة الاخيرة كثرت التفجيرات والمفخخات والاغتيالات بمسدسات كاتمة الصوت ... ويبدو لي مما تتناقله الاخبار مؤخرا ان اسلوب الهجوم بالاسلحة والقنابل اليدوية ... دخل كأسلوب جديد ..

ثالثا - الرأي العام في الشارع قلق وبدأ يشكك ولا يثق باجراءات الاجهزة الامنية وحتى بكل الحكومة ووعودها... ويمكن لاي مراقب ملاحظة ذلك من تعليقات المواطنين واحاديثهم في مجالسهم الخاصة والعامة ...

رابعا - انتشار الاشاعة كإنتشار النار في الهشيم ... وما ظاهرة ازمة وفقدان قناني الغاز المنزلية (والموسم صيف اي حاجة المواطن اقل ما تكون للغاز في هذه الايام )... ومع هذا وصل سعر القنينة الى (25-30) الف دينار ... وخلال يومين .. وبعد تدخل الحكومة اصبحت ب10 الاف بعد ان كان سعرها 6000 دينار قبل الازمة ... اي لازال المستغلون يستغلون الازمة ... اما سعر لتر الكاز اليوم فهو 900 دينار وشحيح .. في حين سعره الرسمي 400 دينار  للتر في البانزينخانات وبالرغم من توزيعه مجانا لاصحاب المولدات الاهلية .. والدلالة من هذه الظاهرة المرضية ... هناك شعب خائف وقلق وقوى سياسية ومخابراتية قوية ومتمكنة من خلق الفوضى ونشر الاشاعات المؤذية للمواطن والتلاعب بالسوق .. وهناك مواطن يستجيب بردود فعله للشائعات...

خامسا - الغلاء الفاحش للخضروات والفواكه بحيث ارهقت المواطن .. كان الفقير العراقي يقول ( اكل خبز وبصل والحمد لله ) واليوم سعر كيلو البصل ب2500 دينار بعد ان كان 250 دينار... واما طحين الحصة فهو معفن ومدود (مسلبح) و لا تتمناه لعدوك ..ومع هذا نرى المواطن معرض للقتل وحتى لو وقف بالمسطر وهو ينتظر فرصة عمل .. او نام في بيته .

سادسا - الصراع في سوريا ودخول الاتراك والاكراد والايرانيين وقطر والاردن والسعودية واللبنانيين على خط النار لتأجيجه ... ومحاولة صبغه بالصبغة الطائفية ... ان اخطر ما يحدث اليوم هو الكم الهائل من معسكرات التدريب الطائفية المدعومة امريكيا.. وكميات الاسلحة ومن احدثها ... ومليارات الدولارات التي تضخ لتأجيج الصراع والحرب النفسية والاعلامية ... وخلق جماعات مرتزقة لا هم لها سوى القتل والتخريب وبلا وازع من ضمير ... ان اي مراقب محايد ومنصف ومستقل يرى بوضوح ان الشعب اصبح ضحية وسوريا بطريقها الى الدمار الشامل .. وسيتحول الشعب السوري الى شعب جائع ومشرد ويستجدي المعونات بعد ان كان حرا ابيا ... وبعد ان كان ملاذا امناً لكل احرار ومشردي العرب .. وبعد ان كان موفرا سلة الغذاء الرخيص للعراقيين ..

سابعا - يمكننا ان نستنتج ان الصراع السوري وكلما يزداد شراسة .. فانه سينتشر (بالضرورة) الى دول الجوار وبالذات العراق الضعيف المفكك ... وبما النظام العراقي الحاكم ( اقصد حكومة المالكي ) متهم ومحسوب على محور ايران – سوريا ... لهذا اعلنت الحرب عليه وعلى العراقيين ... ولاسيما من تركيا والسعودية ودول الخليج ... ونسوا ان هذه الحكومة مشكلة من الاطياف الثلاثة المعروفة المكونة للشعب وليس من طيف واحد كما يصورونه ... ومن هنا نجد الساحة العراقية مرشحة للاتحاد بالساحة السورية .. لتصبح ساحة حرب وصراع ونكبات واحدة ...

ثامنا - ولكي لا نكون كالنعامة وندفن رؤوسنا بالتراب... ان الاصطفاف الطائفي في العراق من جديد بعد خفوته مرحليا بدأ يتجذر ويأخذ منحى خطيرا بالرغم من الجهود الجبارة التي يبذلها المثقفون اليساريون والعلمانيون لمحاربته... والتي لازالت تراوح في مكانها وسبب الفشل هو بذل المال السياسي .. وتبني الولايات المتحدة وبريطانيا تغذية هذا الصراع ..وللاسف شعبنا جاهل وامعة يستجيب للشحن الطائفي ... مع الاسف .

تاسعا - تأجيج الصراع القومي العربي – الكردي ... وانسحابه الى صراع علني واعلامي بين حكومة الاقليم والمركز ... وهذا الصراع ممكن نقله الى المواطنين الجهلة والمتعصبين في بغداد والمحافظات العربية .. لان اخواننا الاكراد متواجدين في كل زاوية عراقية .. ومن مصلحة اعداء الشعب العراقي تأجيج هذا الصراع القومي الى جوار الصراع المذهبي الطائفي ... وهنا الطامة الكبرى والفجيعة العظمى ... اذ سوف يقتل ويشرد الابرياء ولاسيما الفقراء والمساكين؟؟؟ فما ذنبهم ؟؟؟ لان يفقد الاحبة وتشرد العوائل ويخسرون المال والاهل والاصدقاء ؟؟؟ اكراما للدولة الفلانية او عيون السياسي الفلاني ؟؟؟ وكلها اجندات خارجية ... ماذا استفاد شعبنا العراقي من فتنة الطائفية 2005 ؟؟؟ وامامكم نموذج أخر حي ...معاناة اهلنا اليوم في سوريا ... نفس سيناريو العراق ينفذ ... قتل العلماء والضباط ومن كل الاختصاصات ... تدمير البنى التحتية ... تفتيت الجيش .. لمصلحة من ؟؟؟ نشر الحقد والكراهية بين المواطنين ؟؟؟ أتسمى هذه حرية وعدالة وديمقراطية ؟؟؟ سواء ان بقي الاسد او رحل كما تخطط امريكا ... ففي كل الاحوال وللاسف الشديد سيموت الشعب السوري كما مات اخيه الشعب العراقي قبله...

فكل المؤشرات تؤكد ان شعبنا مقبل على مخاض عسير ... مما يقتضي من الوطنيين والعقلاء ان يتحركوا سريعا لوأد الفتنة الطائفية في مهدها ... والا ستحل ساعة الندم خلال اسابيع كلما تأزم الوضع السوري.. فهل سيتضرر الاغنياء وتجار السياسة والحروب ؟؟؟ من المؤكد انهم لن يتضرروا ولن يصيبهم اذى ... وسيهربون الى خارج العراق هم وعوائلهم ؟؟؟ المصيبة ستقع على رؤوسنا نحن طبقة المساكين من العرب والاكراد ... عراقيين وسوريين .. والناس اجمعين ..

وتذكروا دائما ان الحالة الامنية في العراق اوهن من بيت العنكبوت وهي مهددة فعلا بالانهيار ... ولن ينفعنا لا زيد ولا عمر ... فقط ينفعنا عراقنا المستقل ..

اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا
 

free web counter