| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نوري جاسم المياحي
Nouri1939@yahoo.com

 

 

 

الثلاثاء 17/4/ 2012




المبالغة بالاجراءات الامنية اساءة للحكومة والمواطن

نوري جاسم المياحي

في الساعة السابعة الا ثلث من صباح كل يوم اخرج لايصال حفيدتي الى مدرستها ..فأمر على نقطة تفتيش الالبان التابعة للواء 25 (قضاء ابو غريب) .. وعادة يتواجد في هذه النقطة ضابط برتبة ملازم اول ..عمره يتجاوز الثلاثينات .. مريح لطيف مرح بشوش .. وكلما يراني وكما يبدو لي انه قد تعوّد على مشاهدتي في صباح كل يوم واصبح يعرفني من شيبتي وشيخوختي وهو لا يعرف ان هذا الشايب كان في يوم الايام ضابطا وبرتبة عالية .. ايام كانت للرتبة قيمتها واحترامها ... فيأمر الرجل حرسه بتمريري ... دون تأخير او عرقلة ... (بعبارته اللطيفة .. خلو الحجي يمر) وبصراحة اقولها .. كنت اشعر بالامتنان والتقدير والاحترام لهذا الضابط لانه يعرف الناس ويقدرهم من خلال الفراسة وحبه للواجب ..

ولكن حدث معي صبيحة هذا اليوم الاحد 16/4 /2012... موقف ازعجني وقلب يومي الى تعاسة وحزن والم بسبب الغضب والعجز لانني لا استطيع التعبير عن ارادتي وحقي كمواطن عراقي .. حيث كان يشرف على نقطة التفتيش المذكورة شاب حدث لا يتجاوز عمره العشرين سنة وقد اخفى عينية بنظارة سوداء كما يفعل ابطال الافلام الامريكية ... وكانت نقطة التفتيش هرج ومرج ونظام الاصطفاف للسيارات (مخربط) وبعد ان وصل الدور لي بالمرور.. وبعد ان مرت ثلاث سيارات قبلي ... امرني بالعودة الى نهاية الخط (ومن يعيش في بغداد يعرف ماذا يعني ذلك من تأخير) ... وبالرغم من الرجاء والتوسل ... ركب رأسه وأصر على الوقوف في نهاية الرتل ...فاضطررت للانسحاب خوفا على كرامتي من هذا الشاب الارعن وما لا تحمد عقباه ... وفعلا وبعد لحظات من انسحابي ... سحب مسدسه واطلق في الهواء ثلاث طلقات بحركات مسرحية ... لا تليق بضابط يحمل رتبة عسكرية .. بتصرف اقل ما يوصف به (مستهتر)..

عندها اضطررت لتنزيل حفيدتي لتجتاز نقطة التفتيش سيرا على لاقدام لتركب سيارة كيا ... حيث تقف الكيات عادة بعد نقطة التفتيش مباشرة لتنقل المواطن المستعجل او المتأخر... لان الناس لا تتحمل التأخير الذي تسببه هذه النقطة بلا مبرر يستوجب ذلك (على الاقل من وجهة نظري الشخصية كضابط سابق) ..

وهنا لابد لي ان اقف محللا وبنفس امني لمثل هذه المواقف .. ضابط برتبة صغيرة .. حديث العهد بالمسؤولية ولا يجيد اسلوب التعامل مع المواطنين .. ويسيء بتصرفه هذا ولاسيما بسحب المسدس واطلاق النار بالهواء مستهترا بمشاعر المواطنين ... ألا يسيء ؟؟ الى آمر سريته وآمر فوجه وآمر لواءه ( العميد رحيم البيضاني ) وهم جلوس في مقراتهم .. فمن الوم ؟؟؟ االوم الضابط الحدث ام الوم القادة ؟؟؟ ام اشمل اللوم قيادة الفرقة و قائدها بالذات ..او اوسع دائرة اللوم والعتب لتشمل قيادة بغداد وحتى القيادة العامة برئاسة نوري المالكي .؟؟؟

بالتاكيد القائد الاعلى او الامر ..لايدري ولا يعرف ما يفعله المادون ..ولكن هذا لايعفي المافوق من المسؤولية حيث حماية وامن وراحة المواطن هي مسؤولية الجميع ..هناك ضوابط وقواعديجب احترامها ..

ان من المظاهر المؤلمة والتي تثير الغضب في نفس المواطن ... هو الاهتمام غير المعقول او غير المقبول بامن وراحة المسؤول أو الضابط او رجل الامن . وبشكل واضح وفاضح .. مع اسفاف في اهانة وتأخير المواطن ففي كل نقطة تفتيش يوجد ممران .. واحد تتكدس فيه مئات وربما الاف السيارات الخاصة بالمواطن العادي والاخر خالي ومخصص لمرور الافندي .. المسؤول او الضابط او المسؤول الامني دون تأخير او انتظار اسوة بالمواطنين ...وكان هناك تمييز عنصري بينهما ؟؟

اليوم بالذات وليس غيره .. يقال انه يوم العلم .. لتكريم العلماء من قبل الاستاذ علي الاديب (ادام الله ظله) .. فاقيمت احتفالية بهذه المناسبة حضرها الاستاذ المذكور.. وتحول هذا اليوم من يوم علم الى يوم حزن وغم والم وانتقام بالنسبة للمواطنين ولاسيما تلاميذ الجامعة في الجادرية وموظفي الوزارات الواقعة في الكرادة (العلوم والتكنولوجيا والزراعة).. حيث اغلقت الطرق المؤدية للجامعة مقر الاحتفال وتأخرت (امة محمد وعيسى) كلها لمدة اربع ساعات ونصف محبوسين في السيارات والكثير من الموظفين مشوا سيراً على الاقدام ... حتى ان أحدهم شبه المسيرة هذا اليوم بمسيرة الزيارات العاشورائية ... بربكم في اية دولة تحترم نفسها ونظامها وشعبها .. يحدث هذا ؟؟؟.. لكي يحضر وزير احتفالية .. تعطل الحياة الحكومية من خلال الاختناقات المرورية ... ومثل هذه الامور قد تكون حدثت في اماكن ومحافظات اخرى وفي مناسبات ولاغراض مختلفة .. بحجة الامن .. والمواطن يتعذب .. وكلها اعمال يحملها ويعزوها المواطن الى ادارة المالكي الفاشلة في التعامل مع القضايا التي تهم المواطن مباشرة ووضع المسؤول غير المناسب بالمكان غير المناسب بسبب المحاصصة الطائفية )... وانني اعتقد ان الكثير من هذه الاعمال ربما هي مقصودة ومتعمدة وموجهة ... وهدفها واضح وهو حرق واسقاط رئيس الوزراء نوري المالكي وحزبه حزب الدعوة بسبب مواقفه من تحديات وتهديدات الاستاذ رئيس اقليم كردستان .. والاستاذ طارق الهاشمي ومواقفه من سوريا (التي لا تعجب امريكا وتركيا وقطر والسعودية).. وبقية خصومه السياسيين في التحالف الوطني نفسه .. كالمجلس الاعلى والصدريين ولاسيما الشاب مقتدى الصدر ..

فهل يدرك من بيده الامر من القادة والسياسيين .. ان هناك اساليب خبيثة يستخدمها البعض لحرق الافلام واسقاط القادة السياسيين بعضهم للبعض الاخر ... الكلام والخطب والتصريحات لا تكفي لاصلاح العلاقة بين المواطن والحكومة .. المواقف العادلة والمنصفة على الارض وفي التطبيق العملي هي التي تفيد وتنفع وتوكل خبز .. اما ان يبقى المسؤول جبان وخائف ومرعوب وبعيدا عن هموم المواطن ... اقولها بصراحة ان المواطن سينفجر وبدون سبق انذار وسيحرق الاخضر واليابس .. فاتقوا الله يا قادة ونواب ومسؤوليين في شعبكم ..

اللهم احفظ العراق واهله ...اينما حلوا او ارتحلوا ..
 

free web counter