| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نوري جاسم المياحي
Nouri1939@yahoo.com

 

 

 

الأربعاء 15/8/ 2012



مقارنة بين مرسينا العراقي ومرسيهم المصري

نوري جاسم المياحي

المقصود بمرسينا العراقي ...الاستاذ نوري المالكي ..القائد العام للقوات المسلحة العراقية ورئيس الوزراء الحالي..اما المرسي المصري فهو الدكتور محمد مرسي القائد العام للقوات المسلحة المصرية ورئيس جمهورية مصر العربية ...

لا ادري ما الذي دفعني للتفكير بالمقارنة بين القائدين العامين ...علما ان المقارنة ليست للانتقاص او المساس بمقام اي منهما ...ولكن يحز في نفسي وانا كضابط سابق وانا ارى جيشنا العراقي لاي حتل المكانة التي اتمناها له ...او ان يأتي يوم لتكون الجيوش العربية كالريشة في مهب الريح ...لا يعرف احد مهما كان عبقريا ...اين ستقف هذه الريشة بسلام ...

- الاستاذ نوري المالكي...استلم منصب القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية منذ عام 2006 وحسب ما قرره الدستور (الذي اعتبره فاشلا) ...اضافة الى كونه رئيسا للوزراء والمسؤول الاول عن السلطة التنفيذية ...ولم يكتفي بذلك وانما احتفظ لنفسه بمنصب وزير الدفاع والداخلية وكل المفاصل الامنية الاخرى ...وللاسف اعتقد انه فشل في اعطاء هذه المناصب حقها من الفعالية ..

- الدكتور المهندس محمد مرسي انتخب رئيسا لمصر كاول رئيس مدني منذ فترة وجيزة لم تتجاوز الشهر ...وفرض نفسه قائدا عاما للقوات المسلحة ...منذ ثلاثة ايام فقط ...واثبت للعالم انه جدير بهذا المنصب وحتى هذه اللحظة ...

- الاستاذ نوري المالكي من مواليد 1950 وولد في طويريج اما الدكتور محمد مرسي فمن مواليد 1951 وولد في قرية العدوة ...اي الاثنان متقاربين في السن وطبيعة مكان الولادة .

- الاستاذ المالكي حصل على شهادة البكالوريوس من كلية (اصول الدين) في بغداد وعلى الماجستير في (اللغة العربية) من اربيل ...(اي ان الرجل معلوماته العسكرية شبه معدومة) .والف كتاب عن الشاعر ابو المحاسن ...
اما الدكتور محمد مرسي .. فقد حصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة 1975 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وبعدها ماجستير في هندسة الفلزات جامعة القاهرة 1978 ..وعلى ماجستير ودكتوراه في الهندسة من جامعة جنوب كاليفورنيا 1982 في حماية محركات (مركبات الفضاء) و عمل معيدًا ومدرسًا مساعدًا بكلية الهندسة جامعة القاهرة، ومدرس مساعد بجامعة جنوب كاليفورنيا وأستاذ مساعد في جامعة كاليفورنيا،وأستاذ ورئيس قسم هندسة المواد بكلية الهندسة - جامعة الزقازيق من العام 1985 وحتى العام 2010. كما قام بالتدريس في جامعة جنوب كاليفورنيا وجامعة كاليفورنيا، نورث ردج و لوس أنجلوس وجامعة القاهرة وجامعة الزقازيق وجامعة الفاتح في طرابلس في ليبيا، وله عشرات الأبحاث في ”معالجة أسطح المعادن“،
واترك للقاريء الكريم المقارنة بين مستوى الرجلين العلمي والثقافي ..الاول في اختصاص في اصول الدين والاخر في اختصاص في التقدم العلمي ...وما له علاقة بالفضاء

- الاستاذ المالكي ... إنظم إلى حزب الدعوة الإسلامية في عام 1970، وأصبح عضوا في قيادة الحزب ومسؤولًا عن تنظيمات الداخل طيلة فترة تواجده في المنفى،وتولي مسؤولية رئاسة لجنة الأمن والدفاع في الجمعية الوطنية. والغريب شارك في لجنة صياغة الدستور العراقي الذي كان عضوا فيها ويتحمل مسؤولية ادبية عما اصاب العراق من مشاكل بسبب هذه الدستور ...وكل عراقي وطني شريف وعنده ذرة من الغيرة على هذا الوطن الذبيح ...يدرك ان هذا الدستور الفاسد الفاشل هو سبب النكبة والمصيبة التي حلت بالعراق ومزق شعبه طائفيا وعرقيا وسيؤدي حتما الى تقسيمه ... ويؤلمني ان تكون للاستاذ المالكي يد في صياغته !!!!
علما ان المالكي اصبح الامين العام لحزب الدعوة الاسلامي عندما اصبح رئيسا للوزراء ...ولازال حتى يومنا هذا يشغل هذا المنصب ...

- اما الدكتور محمد مرسي فقد انظم الى تنظيم الاخوان المسلمين عام 1979 و انتخبه مجلس شورى الإخوان في 30 أبريل 2011 رئيسا لحزب الحرية والعدالة الذي أنشأته الجماعة ...وبعد انتخابه رئيسا لمصر ...قدم استقالته من رئاسة الحزب ...معلنا نفسه رئيسا لكل المصريين وليس للاخوان فقط وبذلك اعطى نموذجا راقيا للاحساس بمسؤولية المنصب ...وكان المفروض والاجدى بالرؤساء ...المالكي والطالباني والبرزاني التخلي عن مناصبهم الحزبية ولكن للاسف لم يفعلوها ...

- غادرالمالكي عام 1979هاربا منفيا من العراق الى ايران ومنها الى سوريا لاسباب سياسية ...ولم يعد الى العراق الا بعد الاحتلال الامريكي وسقوط النظام ...وهنا لابد لي ان اراعي ظروف السياسيين الهاربين خارج القطر بسبب معارضتهم لنظام صدام حسين المخيف للجميع انذاك ...فشبح الملاحقة والتصفية كانت تلاحقهم اينما ذهبوا ...فكانوا يعيشون خائفين مرعوبين من اقرب الناس اليهم ..فكيف واجهزة المخابرات لدول اللجوء التي لجأوا اليها ...والتي كانت تعاملهم بالاذلال والابتزاز والتسخير لاهدافهم ...فمن المؤكد ان هذا الوضع سينعكس على نفسية اللاجيء السياسي حيث تبقى نفسيته حبيسة للشعور بالمهانة والحقارة...حتى لو اخفاها امام الناس ..وحتى لو تظاهر بالعنتريات والبطولات الكاذبة ...فالاحساس بالظلم والذلة يبقى كامنا في نفسيته وينعكس على سلوكيته وتصرفاته..حتى لو اصبح رئيسا للجمهورية ...او اي منصب قيادي يشغله ...لان حياة المنفى علمته على الحذر والشك والتحوط فيما تخبئه له الايام ..
هذا ما مر به الاستاذ المالكي وكل الساسة العراقيين الذين عادوا مع الدبابات الامريكية وهذا الوضع النفسي لم يمر به الاستاذ محمد مرسي...فقد عاش استاذا اكاديميا محترما معززا ..ولم يهرب من وطنه ولم يتعرض للاذلال...

- اكثر من ست سنوات اشغل المالكي منصب القائد العام ..تشكلت عشرات الفرق العسكرية (التي تفتقر للتسليح الحديث والتدريب الراقي ويفتقرون الى القيادات التي قضت عمرها في الخدمة وتدرجت بها مسلحين بالكفاءة والخبرة) ..اضافة الى الفساد الذي نخر في هيبة القوات المسلحة واضعفها بل انهكها ...وبالتأكيد هذه مسؤولية القيادة العامة...ولهذا علينا ان نعترف بان ما يحصل من خروقات امنية واستهتار البعض بالقيادة المركزية يعود (وحسب رأيي المتواضع) الى القيادة الضعيفة الخائفة المترددة وغير المدربة مع قلة الخبرة ...ومن هنا يسمع العراقي جعجة ولا يشاهد طحنا ...في كل مناحي القوات المسلحة العراقية ...

اما في مصر ...فقرارات الرئيس المصري كقائد عام للقوات المسلحة ...كانت تدل على قوة وثقة بالنفس والشعب والقوات المسلحة ...حيث احال على التقاعد كل الرموز العسكرية التي مارست السلطة العسكرية في زمن الرئيس مبارك ومارست السلطة التنفيذية والتشريعية لسنوات قبل الثورة الشعبية ولاكثر من سنة ونصف بعد الثورة وحافظت على تراص ووحدة صفوف الجيوش المصرية الجديرة بالاعجاب والاعتزاز والتقدير ..عكس انجازات الاستاذ مرسينا العراقي ...الذي شن صولة الفرسان على جيش المهدي وحقق نجاحات لا بأس بها ولكنها وبعد فترة قصيرة خفتت الى ان توقفت بالاخير..والكل يعلم ان جيش المهدي اصبح اليوم اكثر سرية وافضل تنظيما واقوى مما كان عليه انذاك ...والسبب بسيط ...الصولة كان نفسها قصير ولم تتواصل بالاندفاع لكي تكون عبرة لبقية الميليشيات المسلحة للاحزاب الاخرى ...ولكن كانت كما يوصفها المثل العراقي (مثل خيل الشرطة ...بس اول هده)...وكلنا نعلم ان مرسينا العراقي مشلول دستوريا وواقعيا ولا يتمكن من نقل مدير شرطة محافظة فكيف بقائد فرقة مثلا ؟؟؟...فهل يسطيع تبديل رئيس اركان الجيش الكردي او قائد القوة الجوية مثلا ؟؟؟ اما مرسيهم المصري فقد قاد الحملة العسكرية في سيناء شخصيا وبدون تردد ضد الارهابيين ولم يكتفي بذلك وبجرة قلم وبلا خوف او تردد احال المشير طنطاوي وكل قادته الكبار على التقاعد ...

واقولها بصراحة ان الدكتور مرسي اذا نجح بمنع الجيش من التعاطي بالسياسة مستقبلا ...فانا واثق ان الجيش المصري سيصبح من افضل الجيوش العربية في الشرق الاوسط قوة وتنظيما...
وان اقام الدولة المصرية المدنية المعاصرة ...وبعيدا عن الدولة الاسلامية ...فان المستقبل الزاهر والمستقر في صالح الشعب ..لان الشعب المصري خلاق وعظيم ومسالم ...

- تبقى الفقرة الاخيرة للمقارنة بين المرسي العراقي والمصري ...الاثنان محظوظان بالمباركة الامريكية...

اللهم احفظ العراق واهله ..اينما حلوا او ارتحلوا ..
 

free web counter