|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  14  / 11 / 2015                                نوري جاسم المياحي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

 الدينار العراقي عنوان عزتنا

نوري جاسم المياحي
(موقع الناس)

هموم العراقيين .. اصبحت اشكال والوان .. اينما تلتفت تصطدم بمشكلة او بمصيبة ... تبدأ في البيت ومهزلة جيل الموبايلات الذي يزداد غباءا ولا مبالاة واستحمارا... ام تسمع شكاوي الناس وقصص معاناتهم فتزداد هما على هم .. وان مرض احد افراد العائلة فتلك ام المصائب .. وان خرجت للشارع .. فتشاهد صورا لا تتمناها لأعدائك ... اما اذا نزلت للسوق لتتسوق فتلك هي اللعنة الحقيقية والمعاناة الجيبية والحسابات المعقدة ..

نحن الشياب والمسنين نعيش ازمة اسميها معاناة الزمن الاغبر .. فقد عشنا زمن الدينار العراقي عندما كان يغرد المقام وبصوت قوي يتباهى بين دنانير المنطقة كالدينار الأردني والكويتي ويشاطر الباوند الإنكليزي هيبته ... ويتعالى على الدولار بمكانته .. حتى الفلس المعدني الأصفر كانت له قيمته .. كنا نشري به كركري ..

اليوم تتعامل بألاف الدنانير وبحزم من الأوراق ... وتحتقر قيمتها وكميتها عندما تتعامل معها او عندما تقبض راتبك او عندما تشتري لحم او خضروات ...

الناس تحلم بقوة دينارها ونحن أصبحنا نحلم بدينار يملأ العين ويسر الانفس وله هيبة وبلا أصفار. ولكن للأسف كل دنانير المنطقة أصبحت تبول على الدينار العراقي وربما يستخدم في المرافق الصحية ... لأنه أرخص من الورق الذي يطبع عليه وبفضل همة الغيارى من الحرامية والفاسدين من العراقيين والامريكان.

اليوم احزنني خروجي للسوق للتسوق .. أذ انتبهت لمجموعة من الملاحظات .. اولا كل الخضر والفاكهة مستوردة .. وان صدق ظني فمعظمها إسرائيلي ومستورد عن طريق الأردن او إيراني او تركي ... اما الالبان والاجبان فسعودية او إيرانية ... والسعر خيالي ... لا شي سعره الف دينار ..

الشيء الثاني ... الاف البقالين ينتشرون على الأرصفة وهم يفرخون اكثر من تفريخ البزازين وان دل هذا على شيء فيدل على البطالة والعطالة وكما يقال (الناس تريد تعيش فتشتغل لو بقال لو سائق تكسي)

ولاحظت اسلوب التعامل بين الناس يمكن وصفه بافتقاده الى لغة (الاغاتي وتاج راسي القديمة) وحل محلها .. جواب البائع الخشن (هذا الموجود وهذا سعرنا) وحتى ان البائع لا يتعب نفسه ليجاوبك ... وبما معناه (عجبك عجبك وان ما عجبك روح على غيري والغريب كلهم (واحد تافل بحلك الاخر) كما يقول العراقيين ..

المهم ترضه ما ترضه ... تصرف مبلغ محترم يقدر بعشرات الالاف من الدنانير وانت الممنون (خو ما تموّت جهالك من الجوع) وانت تردد وي نفسك (الله ينتقم من كل من صار السبب)

واليوم وانا اتصفح صفحات الفيس بوك واذا بي اقرأ خبر اصدار البنك المركزي ورقة نقدية بقيمة 50 ألف دينار فرددت مع نفسي (جانت عايزة والتمت) على قول العراقيين .. واقسم لكم باغلظ الايمان انني صعقت وحزنت على حال العراق والعراقيين المأساوية والى اية مهزلة وصل الاقتصاد العراقي ... بدلا من قيام حكومة المحاصصة الطائفية وادعياء الدين الحرامية بحماية الدينار العراقي ورفع الاصفار التي ضحكوا بها علينا ... اذا بهم يزيدون الاصفار ... وان دل هذا على شيء .. فيدل على ان أمريكا وبريطانيا واذنابهم والجيران السيئين لازالوا مصرين ومع سبق الإصرار على تدمير العراق اقتصاديا وقتل شعبه جوعا ..

انا اعلم ان هذا الكلام معروف لكل العراقيين ولاسيما فقراء المزابل والعشوائيات والمظلومين في مخيمات اللاجئين والعاطلين والمهمشين والارامل والايتام .. وأنا متأكد انه لا توجد فائدة من تكرار الحديث ... ولكنني سأنفجر ان لم افضفض ..

ويراودني سؤال قد يكون (فطيرا على وصف العراقيين) .. ما دام العراق اصبح بعد الاحتلال ولاية أمريكية وما دام العراقيين امريكان وان لم يتجنسوا ... وما دام النفط بفضل تراخيص شركات النفط الشهرستانية اصبح ملك أمريكا .. فلماذا لا تكون رواتبنا وبيعنا وشراءنا بالدولار الأمريكي ؟؟ .. ونخلص من سالفة الاصفار ونتباهى بعملتنا الوطنية الجديدة والقوية والمحترمة في كل العالم الغني والفقير .؟؟ ونتشرف بالتعرف على قيمة السنت الأمريكي ... وبنفس الوقت راح يتعرف الفقير العراقي ويكتشف قيمة الملايين من الدولارات التي يبيعها البنك المركزي العراقي (بلا وجع قلب) ويوميا ويحولها الحرامية بلا خوف ولا خجل الى الخارج ... بربكم مو احسن واليق ...؟؟ على الأقل نوفر فلوس الطبع والورق والعمولات من طبع الاف الاطنان من عملتنا الورقية ... والرجاء من كلمن يؤيد اقتراحي ... خلي يرفع ايده ..

اللهم احفظ العراق وأهله أينما حلوا او ارتحلوا .

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter