| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نوري جاسم المياحي
Nouri1939@yahoo.com

 

 

 

الأحد 12/8/ 2012




الفقير بين تمساح شرير او بريصي حقير

نوري جاسم المياحي

التمساح هو من الحيوانات المعروفة بشراستها وهي كبيرة الحجم قد يصل طولها الى خمسة امتار ... وهي قاسية المظهر وعندها قابلية وامكانية ابتلاع البشر والبقر ...

اما البريصي ... والعراقيون يسمونه (ابو بريص) وهو حيوان صغير الحجم ( طوله حوالي 10 سنتيمتر يشبه من حيث الشكل التمساح في مظهره وشكله ومشيته وحتى في سكونه قبل ابتلاع الفريسة ...والتي هي عبارة عن حشرات صغيرة كالنمل والبق والذباب (يعني حيوان راضي برزقه ويكركط على كيفه )...وهي ناعمة المظهر سهلة ضعيفة ...ويسهل على الطفل قتلها وسحقها بحذائه الصغير...

من الجدير بالذكر ان التمساح لم يكن معروفا عند العراقيين (قبل الغزو والاحتلال الامريكي) ولكن التسمية انتشرت...وعندما يراد وصف فلان من السياسيين يوصف بأنه من التماسيح ما بعد الاحتلال ولاسيما التماسيح التي تحمل الجنسية الامريكية والبريطانية ...والبعض منهم معروف بالاسم ...كأيهم السامرائي وكريم وحيد وحازم الشعلان والسوداني والعيساوي والجبوري...والالاف من غيرهم ومن كل الالقاب وينتسبون لكل المحافظات العراقية من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب والبعض منهم رافع لواء النزاهة كذبا وافتراء ....

المواطن العراقي الفقير المسكين من امثالنا ينوء تحت ضغط فقدان الامن والعدل والفقر والمرض وطيحان الحظ ...ويصيح ويستغيث ليلا ونهارا ولا من مجيب او مغيث يغيثه ...وبصراخه ملأ الدنيا والكل يرى ويسمع ولا احد يحرك ساكن (لان المنطقة الخضراء محصنة وكاتمة للصوت مثل مسدساتهم)...في كل يوم وفي كل ساعة ...ويسمع المواطن بالفضيحة من لسان الحرامية انفسهم (عندما يقع الخلاف و الاختلاف فيما بينهم على تقيسم الكيكة او الكعكة كما يقال) فيبدأون بفضح بعضهم البعض في الاعلام ..وهنا تطفو على السطح فضيحة بالمليارات بالرغم من كونها معروفة للقاصي والداني والفقراء المساكين من امثالي وسبق ان كتبنا وكتبنا ولكن لا احد يجيب دعوة الداعي اذا دعى ...رب العالمين جل جلاله يجيب دعوة المظلوم وحكامنا الاشاوس لا يجيبون ...

بالامس مثلا تناقلت وسائل الاعلام خبر فضيحة غسيل الاموال بالبنك المركزي ...والمستفيد منها بعض كبار المسؤولين المعروفين ( ويقال الربح اليومي للحرامية 10—15 مليون دولار يوميا ) من مزاد العملة الصعبة ..(والله شغلة مريحة وما بيهه تعب ولا شكه واضربوا بيهه يا ملاعين .. ويا اخوان الشيطان وخلوا الشعب بلا كبرياء ولا كهرباء وكاتلهم الجوع والمرض والغلاء الفاحش ... لعنة الله عليكم )..هذولة ما طلعوا تماسيح ...طلعوا حيتان بيض وزرق ونيلي وبنفسجي !!! اما المصيبة الاعظم ...ففلوس الشعب هذه تروح للارهابيين حتى يقتلون ولد الخايبة الفقراء والعاطلين عن العمل ... بربكم شايفيين هيجي حقارة ؟؟؟ وجمالة حكومة النهب الوطنية ... ساكتة وما تحرك ساكن ...الله واكبر على كل ظالم ...

ولنعد الى حكايتنا .. وحديث الفساد المالي والاداري والاخلاقي وهذا الحديث يحتاج الى مجلدات (ولو اخواننا الكتاب والمؤلفين الشرفاء وليس الحزبيين الطائفيين جا يكتبون وما مقصرين ...واقول .. رحمة الله على الديس اللي رضعهم وكثر الله من امثالهم وكتاباتهم) لان العراق اصبح منبع للفساد يشع نوره لكل العالم العربي والاسلامي ... وكتابة القليل عنه وباستمرار افضل من تركه نهائيا ... لان افكار اليساريين الاشتراكيين ودفاعهم عن الفقراء والمساكين وبؤسهم راح تزنجر وتصدي وبعدين يتقاعدون ويبقى الدار لمطيرة وتطير فرد طيرة ولو الحرامية هم هسه لا صادود ولا رادود وينهبون براحتهم ولا اكو دولة قانون ولا بطيخ ...بس اكل الهريسة واللطم على اولياء الاسلام من السلف الصالح ...

واعود واسأل ؟؟؟ لماذا سماهم الشعب العراقي بالتماسيح .؟؟؟..التسمية توصيفية ومجازية فهم عملاء كبار بامتياز ...حرامية ومعلمين كبار ومهنيين باختصاص ...ومصاصين لدماء الفقراء والمساكين بلا توقف وبلا ذمة ولا ضمير ولا عندهم ذرة رحمة ... ولا يقبلون ولا يقنعون بنهب الملايين وانما يتونسون عندما يكون النهب بالمليارات (الاعداد ذات التسع ارقام )...واليوم البعض بدأ بتصنيفهم بتسميتهم بالحيتان ليميز الرؤوس عن الاقل نهبا من الذيول ,,,مثل اللي تعرفوهم واخاف اجيب اسماءهم ...

ولنعد للكلام عن ابو بريص العراقي ... وهذا اشد نقمة على الفقير ...لانه يتعامل معه يوميا وباحتكاك مباشر ...وللاسف هؤلاء يعدون بمئات الالوف عددا ...لانهم هم من طبقة الفقراء والمتوسطة ويريدون وعن طريق النهب والغش والنصب يحاولون ان يقلدوا التماسيح والحيتان ...ولكن ينسون حقيقة ان (العين لا تعلو على الحاجب) فهؤلاء مهما حاولوا من غش ونصب واحتيال ورشوة ... فهم يبقون صغارا ولا يمكن ان ينتقلوا من طبقة الفقراء الى طبقة الاغنياء والنبلاء ...

فكما يعلم خبراء الاقتصاد في النظام الرأسمالي (كلما زاد رأس المال المستثمر ..كلما زاد الربح) وهذا ينطبق على السرقة والنهب ...السرقة بالمليارات والملايين ...لا يمكن مقارنتها بسرقة الملاليم كما يقول المصريون ...ولكن ظاهرة سرقة الملاليم اصبحت شائعة بالعراق ويعاني منها الفقير يوميا ...حيث اصبحت منتشرة في كل مناحي الحياة ..في الدائرة والسوق والمستشفى والمدرسة وحتى في الجيش والاجهزة الامنية والمحاكم والسجون ...ولهذا ضاعت القيم والاخلاق والبعض من المتشائمين يقول ( العراق انتهى وبعد ما تصير له جارة ) ..

ولكي اوضح الفكرة بشرح معاناة الفقراء على ايدي الفاسدين الصغار نحتاج الى سلسلة من المقالات لان البعض قد يعتبرها غير مهمة ... ولكني اعتقد ان الفساد المنتشر مؤلم وخطر ولا يختلف ان كان صغيرا او كبيرا فهو مؤذي في كل الاحوال ويحتاج الى حزم وجدية وشرفاء في المعالجة :-

المثل الاول :

اصحاب المولدات الاهلية واذلالهم للمشتركين:-

مصيبة الكهرباء التي اصبحت الشغل الشاغل لكل عراقي وعراقية ... فقد خرجت علينا الحكومة الفاشلة بفكرة المولدات الاهلية والتي اجهضت في مهدها بسبب الفساد المعشعش في عقول الجميع ... وكما يلي :

اولا - بدأت الاستهانة بالعقل العراقي من صاحب الفكرة المقترحة ... ومن تبناها ونفذها... وبدأوا بوزارة النفط والمجالس المحلية في الناحية والقضاء والمحافظة ...وشملت المجهز والناقل ...واخيرا صاحب المولدة ...والمحصلة احدهم يحلب الاخر بالتسلسل ...وفي الختام تقع المصيبة على راس المستهلك ...

ثانيا - في البداية كانت الفكرة توزيعها على المناطق الفقيرة مجانا .. واذا بها تتحول لكل المناطق غنيها وفقيرها ...لكي يزداد الوارد من الرشاوي ...ويقال ان 200 مولدة توزع شهريا ..

ثالثا - فكرة توزيع المولدات مجانا ...على اساس لكل 300 بطاقة تموينية تصرف مولدة 150 كي في اي.. فاذا بها توزع للقرايب والحبايب وحبال المضيف ... ولمن يدفع اكثر من الاكراميات (الرشاوي) والتي تدفع في كل مكتب تمر به المعاملة ... فتصوروا عدد المستفيدين ممن اسميهم ( الابو بريصات الصغار ) ...

رابعا - في المنطقة التي اسكنها لا توجد فيها 300 عائلة او بطاقة تموينية ومع هذا توجد اربع مولدات ...اي المفروض وجود 1200 بطاقة تموينية او عائلة وهذا مؤشر اكيد على الفساد الذي يكلف الميزانية مبالغ طائلة ولا يستفيد منها المواطن المستهلك للكهرباء ...

خامسا - في البداية ... كان الوقود يصرف مقابل ثمن ... وبعد ان ازداد سعر الامبير من قبل اصحاب المولدات الاهلية ووصل الى سعر خيالي ... وضج الناس بالاحتجاج ولاسيما الفقراء وذوي الدخل المحدود منهم.... تفتقت عبقرية المسؤولين النشامى وكحل ترقيعي وكالعادة (وهب الامير ما لا يملك)...عن تزويد اصحاب المولدات بالوقود مجانا ... وتفتقت عبقرية مجهزي الوقود بطرق جديدة لحلب وابتزاز اصحاب المولدات الاهلية ... وهؤلاء ايضا تفتقت عبقريتهم بطرق حلب وابتزاز المواطن المسكين ...

سادسا - اشترطت الحكومة على صاحب المولدة ان يشغل 12 ساعة يوميا مقابل الوقود المصروف له مجانا (علما انه يبيع الامبير للمواطن ب7000 دينار للامبير) ... وبما ان الكهرباء الوطنية تجهز ايضا للمواطن ...والمفروض بصاحب المولدة ان يعوض فترة تجهيز الوطنية ... وبسبب غياب الرقابة الحكومية (لانه ماكو حكومة كما يردد ابن الشارع ) ...فصاحب المولدة يبقى يلعب بحريته ولا يعوض ...وفي كثير من الاحيان لا يجهز اكثر من ثلاث ساعات يوميا ... صاحب المولدة رابح والمسؤول ما خسران شيء من جيبه ..

سابعا - ومن الاعيب اصحاب المولدات ...ابتداع فكرة منح المولدة ساعة استراحة بعد كل ثلاث ساعات اشتغال اذا لم تأتي الوطنية ... لاحظو كم مسكينة المولدة فهي تجوع وتعطش وينشلع كلبهه فلازم تكعد ساعة ترتاح ( تاكل وتشرب جاي وتدخن جم جيكارة ) .. والمواطن يبقى بالظلمة ساعة لو يروح ينام غصبا ما على الخلفوه ...

ثامنا - من المعروف ...ان الكهرباء الوطنية مثل الراقصة بالملهى ... كل ربع خاشة طالعة ... اي تجي ربع ساعة وتروح ساعتين ...والافندي ابو المولدة محظوظ ويستفيد من هذه الدورة المكوكية ...وبعد انقطاع الوطنية بربع ساعة ... يتكرم علينا الافندي ويشغل المحروسة مولدته...
علما الان توجد آلية تشغيل المولدة فورا واتوماتيكيا بعد انقطاع الوطنية (ولكن هذه الالية ما تصرف لاصحاب المولدات)

تاسعا - لكي يقلل الافندي صاحب المولدة ...صرفيات الوقود (الكاز) يلجأ الى تقليل سرعة المحرك ...ومثل ما يعرف مهندسو الكهرباء ، هذا العمل ...سيؤدي الى تقليل الفولتية الى 180 - 200 فولت ...بدلا من 220 - 230 فولت المصمم عليها كل الاجهزة الكهربائية وكذلك التردد ينزل من 50 هرتز الى 48 هرتز ... وهذا مؤذي للاجهزة وللمواطن ...المروحة او المبردة ...صحيح انها تدور وتشتغل ولكنها لا تعطي الهواء المطلوب ...وفي كثير من الاحيان تحترق الاجهزة ... والمواطن لا يستطيع الشكوى او الاحتجاج لانه لا يوجد مولدة بديلة قرب داره... واذا اراد ان يشتكي ... سيوقع نفسه بورطة ...لان صاحب المولدة علاقته بالمسؤول المحلي مدهونة بدهن حر خالص..

عاشرا - لاحظ المواطنين في المنطقة التي اسكن فيها ... ان الوطنية بدأت تجهز بنفس الفترة والتوقيتات التي تشتغل فيها المولدة الاهلية ...والغريب يتزامن الانقطاع مع الفترات التي لا تشتغل المولدة (فترة الاستراحة الخاصة بها)... والناس تستغرب من هذه الظاهرة ... والعراقي كما تعلمون ... يحفر البير بابرة .. ويبحبش على الاسباب والحقيقة ... وهي وكما وصلنا حقيقة مرة ، يقال ان بعض اعضاء المجلس المحلي و دائرة الكهرباء واصحاب المولدات الاهلية متفاهمين متفقين وحبيا على الثمن الواجب دفعه (اي رشوة) لتجهيز الوطنية بدلا عما نسميه كهرباء السحب ...

مما سبق نجد ان السمكة جايفة مو بس الراس ...وانما الخياس انتشر بكل الجسم ...و الضحية هو العراقي الفقير المسكين الذي لا حول ولا قوة عنده ...وممن ؟؟؟ من ابو بريصات صغيرة ...محصورة اما بين عضو مجلس محلي (وكان نكرة قبل الاحتلال واصبح عضو في مجلس محلي وبمساعدة الامريكان) او موظف صغير بالكهرباء او صاحب مولدة حرامي وجشع حقير ... وبنفس الوقت المحاسبة الحكومية مفقودة ... لان ما بني على خطأ وباطل لا ينتج غير الخراب والباطل ...

ولنعد الى الحيتان وتماسيح الكهرباء ...فهم لم يكتفوا ولم يشبعوا بما فرهدوه ونهبوه من مليارات الدولارات منذ السقوط وحتى يومنا هذا ... وبعد ان اصبحت الفضائح تزكم الانوف وفاحت الروائح الجايفة ... لجأ مجلس النواب وحكومة الفرهود الوطنية الى طريقة جديدة للفرهود من خلال أصدار قانون لخصخصة قطاع الكهرباء ...وأقول لكل من لا يعرف معنى الخصخصة ... هي فتح الباب على مصراعيه لنهب ما تبقى من منشآت واراضي ومعدات وبفلوس التراب ووفقا للقانون ... وهذا يعني ان الحرامية ... يخططون للنهب وفقا للقانون والدستور والشريعة الامريكية ... فالف مبروك لفقراء العراق ...

والى مقال قادم لمجال اخر يرتع فيه الابو بريصات الصغار ... والذين ينهشون لحم الفقراء بلا خوف او رادع ...لانه لا توجد حكومة حريصة على الشعب ...

اللهم احفظ العراق واهله ...اينما حلوا او ارتحلوا ...

free web counter