| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نوري جاسم المياحي
Nouri1939@yahoo.com

 

 

 

الثلاثاء 12/3/ 2013



جواب لسؤال ... ما الحل ؟؟

نوري جاسم المياحي 

بعد ان وهب الله العراقيين ثروة النفط ..وللاسف قسمت بين المواطنين قسمة ظالمة وغير عادلة ..فتحولت الغالبية العظمى من الشعب الى فقراء مدقعين ...والقلة من المنتفعين الى متخومين بالمال ..

ولكن مع هذا لو تمعنت بالواقع على الارض لوجدت انه لا يوجد بيت فيه سقف مصبوب بالكونكريت او معقود بالشيلمان والطابوق الا و فية جهاز تلفزيون وستلايت لالتقاط البث الفضائي من اقمار صناعية عددها بالالاف تبث ليلا ونهار ولا هم لها ...الا زرع ثقافات موجهة ... بين الدعوة للاديان وصراع الحضارات وبين فساد الاخلاق التي تنشر الخلاعة والفساد والعنف بين الاطفال والشباب ..

ان المصيبة التي ابتلي شعب العراق عموما ( وبكافة اديانه وقومياته وطوائفه ) هذا العدد الكبير من الفضائيات وهي توزع الحقد والكراهية والفرقة والفتنة بين المواطنين ..

كما ابتلي شعبنا بفئة باغية لعينة من الساسة والقادة ورجال الدين ممن لا يخافون الله ولا يراعون اية ذمة في نتائج اقوالهم ومواقفهم وتصريحاتهم واصواتهم المبحوحة ..

الكل منها تدفع باتجاه واحد وهو الحفاظ على مكاسبها ومنافعها الذاتية ..ومهما كانت ردود الفعل على المواطن الفقير المسكين ..وبما انهم يجلسون في الرفوف العالية ويتفرجون فهم لا يدركون كيف يفكر المواطن وما هي معاناته اليومية وهو ينتظر نتائج صراعاتهم وسجالاتهم ومناكفاتهم المكروهة والملعونة ..

اقولها وبصراحة ابو كاطع ..ان العراقي المظلوم عبر العصور والدهور ..اصبح ضحية ليس للمفخخات والقتل بكواتم الصوت فقط ..وانما ضحية للتشويش والقلق المرعب ...ويتساءل مع نفسه ومع الاخرين ...ما الحل ؟؟؟وما الطريقة التي يخرج بها من هذه الورطة والمصيبة ؟؟؟

وثقوا بالله وبالرغم من المناقشات المكثفة بين المثقفين والوطنيين المهتمين بالشأن العام ..نجد ان الكثير من المقترحات والحلول المفترضة العديدة التي تطرح ...ولكن لا احد يجزم انه قد توصل الى الحل الاكيد والناجع في الخروج من هذه الورطة والمصيبة ..ولاسيما ان تجار الفتنة والعملاء والمرتزقة وعلى نهجهم الذي عودونا عليه ..ينعقون ويزعقون ليلا ونهار ..

ولهذا نسمع أحدهم يقترح ...الرجوع للديكتاتورية ....واخر يقترح ...الحل بالحاكم العادل ...اخر ..يقترح الاستفادة من الانتخابات ونظام الديمقراطية ...واخر يقترح ...اسلوب البتر والقطع المتمثل بالكفاح المسلح ...والغريب ..ان البعض يقترح اللجوء الى الدين لحل المشاكل ...وهناك اخرون يؤكدين بل ويصرون ان رجال الدين (وليس الدين نفسه) هم راس المصيبة والبلاء وتقتضي المصلحة اجتثاثهم كاجتثاث البعثيين .. واخرون يقترحون الدولة المدنية ودولة القانون .. وهناك من يقترح ...الصبر وانتظار خروج او ظهور المسيح المخلص او المهدي المنتظر ..وهكذا دواليك ..

وفي نهاية المطاف ...وانا المتفرج والمستمع لكل هذه المناقشات والمقترحات .. اخرج بنتيجة واحدة وهي ان الجميع اتفقوا على ان لا يتفقوا وللاسف هذه حال العرب والعرااقيين منذ ان وعينا الحياة ومنذ ان فتحنا عيوننا على البؤس والشقاء...

وفي هذه اللحظة التفت صاحبي الجالس الى جواري وسألني ما الحل ؟؟؟ اين نلجأ اذا اندلعت الفتنة الطائفية ثانية ؟؟؟

فانت تعلم ان الشعب السوري ..هو اليوم حائر بنكبته ..وكما تعلم وقف الى جانب العراقيين في الفتنة الاولى واحتضننا بالاحضان ..واليوم هم لاجئون ومشردين ...والشعب الاردني لا يستقبل الا الاغنياء ..ودول االخليج ولاسيما الكويت والسعودية ستفتح لك ابواب السجون ...اما ايران وتركيا فتفتح لك ابواب المعسكرات ومشاجب السلاح ...لتدربك وتسلحك وتعيدك للعراق بالقوة او المروة لتقاتل اخوانك في الداخل ؟؟؟

ويستمر الاخ الجالس الى جواري يلح ويتساءل مجددا ..وبحسرة والم وقلق ..ما الحل واين سنعطي وجوهنا انا وعائلتي واطفالي والى اين سنهرب ونلجأ ؟؟

ومن لا يخاف الله من السياسيين ورجال الدين (المزعومين) وهم مستمرين في النعيق والنهيق من الفضائيات وهم يثيرون الفتنة ويطالبون بالاقتتال والانفصال ...؟؟؟ وكأن الفقير العراقي لعبة بايدي الساسة وشيوخ العشائر ورجال الدين من العملاء والمنافقين  .

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ... يارب ليس لنا غيرك ..اليك نلجأ وبك نستعين ..فانصرنا على القوم الظالمين ...

اللهم احفظ العراق واهله ...اينما حلوا او ارتحلوا ...
 

free web counter