| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نوري جاسم المياحي
Nouri1939@yahoo.com

 

 

 

الثلاثاء 11/9/ 2012



وهكذا تعاد الاسطوانة بعد كل يوم دامي

نوري جاسم المياحي

البارحة كان يوم الاحد الدامي ولم يكن هو اليوم الاول في مسلسل الايام الدامية ولن يكون الاخير بالتأكيد ...وانما سيبقى احد الايام الدامية المستمرة في السلسلة لحين تحقيق اهداف اعداء العراق والامة العربية والاسلام اهدافهم المجرمة في ابادة العرب وتشويه صورة الدين الاسلامي الحنيف والحقيقي وتقليص عدد سكان البشرية ...

وانا واثق ان المسلسل لن يتوقف بعد سقوط النظام السوري او الايراني او الافغاني او القضاء على المقاومة العربية والاسلامية ...وانما سيستمر القتل والتدمير والتخريب لعشرات السنين المقبلة والويل للاجيال القادمة و لنا في الصومال والسودان وافغانستان امثلة جلية وشاهدة على المؤامرة التي بدأت قبل عقود ولا زالت تنفذ حتى هذه الايام في العديد من المناطق العربية والاسلامية ...

اذن لنتفق ان القتل والتخريب سيستمران والذي يهمني شخصيا ما يحدث في وطني الحبيب والصغير (العراق) ... فبالامس تدّعي حكومتنا ...(حكومة الشراكة الوطنية !!!!!)...ان منفذي التفجيرات والقتل هم البعثيين والصداميين والقاعدة ... واليوم يتهمون انصار طارق الهاشمي من حركة تجديد والحزب الاسلامي (اي بالمختصر المفيد وراء التفجيرات هم الاخوان المسلمين) ... وانا بدوري اوجه اصابع الاتهام للمجرمين الحقيقيين ولا استثني احدا وهم كل من يريد اضعاف العراق جيشا وشعبا ودولة ... ويدفع بالعراق الى التقسيم ... ويبدو لي ان التقسيم اصبح هدف لكل مكونات الشعب وطوائفه وفي مقدمتهم جماعة البرزاني ... (من البديهي والمؤكد) انا لا ابرأ البارازني من رغبته في الانفصال ولكن يبدو لي ان كل من كتب ووافق على الدستور الحالي يعمل جاهدا من اجل تقسيم العراق بما فيهم السنة والشيعة (العرب والاعاجم للاسف الشديد) وعكس ما يدّعون ويعلنون في خطبهم لانهم عملاء للخارج وخدم لاعداء العراق الموحد والقوي ... وبحجة ان الامن لن يتحقق الا بالتقسيم .. اذ كل المؤشرات تشير الى ذلك ... حتى اخوتنا الصابئة المندائيين الذين لا يتجاوز عددهم اليوم في العراق 6000 نسمة سيطالبون بدولة مستقلة خاصة بهم كالفاتيكان ...

الكل تريد تصير زعماء ورؤساء ووزراء ونواب (على الاقل في محافظته ومدينته وربما قريته)... وانا اعتقد ان 18 حكومة على عدد محافظات العراق لن تكفيهم ولن تكفيهم المشايخ والجوامع والصوامع والدواوين ... للاسف يا اخوتي هكذا اصبحت حالنا ... ذليلة .. مهينة وحقيرة تفرح العدو وتحزن الصديق وما باليد حيلة ... انا اعرف ومتأكد ان هذا الكلام مكرر وممل (الى درجة لعبان النفس .. بس مو بيدي ... ما اكدر اشوف واسمع واحلل و ابلع واسكت) ..

اتدرون اين تكمن مصيبة فقراء ومساكين شعبنا .. تكمن المصيبة فيما يلي ويلحق التفجيرات القاتلة ... كل الحنقبازية والشلاتية والسرسرية من المسؤولين والحزبيين في الحكومة ومجلس النواب وحتى في الاعلام ... وبما فيهم الدلالات ... استغلوا الفضائيات (وبيك خير واخذ تصريحات وجن الواحد منهم بالع مسجل سانيو)... الكل تردد بصوت واحد ... الانفجارات بسبب اختراقات امنية .. اقيلوا ضباط الجيش والشرطة ... ضعف الاستخبارات ... ضرورة تعيين الوزراء الامنيين ... عصابات الهاشمي ... وووو

والغريب لا احد يتطرق للطائفيين والانفصاليين والمحاصصين والمتعاصصين والمتوافقين والحرامية والنشالة والمرتشين والفاسدين المفدسين والعملاء والخونة والمتجسسين وشركات الحماية الامنية المخفيين والسفارات الاجنبية والعربية والتركية والايرانية والكويتية والقطرية والخمسة البريطانية الذين القوا القبض عليهم في ابوغريب بلا هوية متلبسيين وقبلهم الاربعة الامريكان في العطيفية متربصين .... كل هؤلاء منسيين ... وتركيز جماعتنا وحقدهم على البعثيين وانصاف المالكي لبعض ضباط الجيش المنحل والمعادين للخدمة (وانا واثق ان هؤلاء اكثر نزاهة ونظافة من ضباط الدمج والاحتلال واكثر حبا وولاء للعراق من غيرهم) ... وهؤلاء يصب عليهم جام غضب الحاقدين من النواب والحزبيين الحاكمين ... خوفا من الحق والحقيقة والمنافسة ...

ولتغطية الجريمة والمجرمين واثارهم ... تغلق الشوراع ويلقى القبض على المئات وربما الالاف من المتهمين الابرياء وتؤجج جهنم الحمراء وتغلق الطرق وعندها يتذكرون بفتح مزيد من نقاط العرقلة والتأخير والتفتيش ... ولذر الرماد بالعيون ولتبريد الخواطر للمواطنين المنكوبين الغاضبيين نتيجة التفجيرات وفقدان الامن يعلن المسؤولين عن احالة الضباط الامنين الى التحقيق والمحاسبة .. ونشر افلام لاكداس من الاسلحة القديمة والتالفة والمزنجرة (الصدئة) واخراج بعض المتهمين وهم يعترفون بجرائم سابقة ارتكبوها ... واغداق الوعود الكاذبة والمخدرة بتعويض الاضرار والمتضررين ... وهكذا تعوّد المواطن على مشاهدة هذا الفيلم البايخ وسماع نفس الاسطوانة المشروخة ... وعلى لسان نفس الحرامية ...

وهكذا وبعد ان يدفن الشهداء ويشفى الجرحى وتنسى الانفجارات وتبلع الوعود ويبقى المواطن المسكين يصيح الغوث ... الغوث ... من التأخيرات والعرقلات وكلاوات التفتيش والاعتقالات ... والى ان يعترف ويقر ان الموت اصعب من السخونة (السخونة بالعراقي .. ارتفاع درجة حرارة الجسم او الحمى) وهنا يرضى طائعا مضطرا بالسخونة ... ولعنة الله على كل من يسعى لاذلال العراقيين بكافة مللهم واطيافهم واديانهم ... تجار السياسة والكراسي والمناصب ...

اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ...

free web counter