| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نوري حمدان
noryhamdan@gmail.com

 

 

 

الأربعاء  18 / 6 / 2014

 

أزمة الغاز - أسباب وتداعيات

نوري حمدان الساعدي

شهدت أسعار غاز الطبخ ارتفاعاً غير مبرر بعد العدوان التكفيري الإرهابي الوهابي على الموصل وبعض المحافظات الاخرى ، ولم يكن سبب ارتفاع الأسعار هو شحة هذه المادة أو توقف إنتاجها أو ندرتها ، وإنما السبب هو خوف المواطنين في ظل الوضع الراهن وجشع البائعين الذين استغلوا هذه الأوضاع للحصول على الربح الوفير بعد وصول الشائعات التي أطلقتها (داعش) ومن تبعهم إلى ذروتها في مجتمع هو اسرع الى تصديق الشائعة ومداولتها من قبول المعلومة الصحيحة ونشرها، وقد دفع الجشع بعض الباعة إلى رفع أسعارها من دون سبب مبرر.

لا يحمل وزر هذا الارتفاع الاعتباطي في سعر غاز الطبخ سوى الفقراء وذوي الدخل المحدود، أما الأغنياء وأصحاب الدخول العالية فيستطيعون أن يتدبروا أمرهم، فإذا ما اجتمع الخوف مع الغلاء فان حياة الفقراء تتحول الى جحيم لا يطاق.

ومن المهم جداً لتشخيص أسباب الأزمة المفتعلة وتداعياتها الاطلاع على تقارير وزارة النفط العراقية أو تصريحات المسؤولين فيها، والتي أشارت إلى أن استهلاك بغداد الطبيعي اليومي كان 75 ألف أسطوانة غاز وقد وصل خلال الأيام الماضية إلى 140 ألف أسطوانة، ولم تواجه الوزارة أي مشكلة بهذا الأمر لأنها تملك كميات كبيرة وخزيناً عالياً، وذكرت أيضا أن وزارة النفط نشرت لجاناً تفتيشية وبمشاركة مجلس محافظة بغداد لمنع ضعاف النفوس من استغلال الوضع ورفع الأسعار، وعلى الرغم من هذه الإجراءات فإن أسعار قناني الغاز ارتفعت في عدة مناطق من العاصمة الى 14 الف دينار بعدما كانت بـ6 آلاف دينار فقط، وقد تعهدت وزارة النفط بمضاعفة إنتاج الغاز ابتداءاً من يوم الأحد الماضي تلافياً للأزمة، داعية المواطنين إلى عدم تصديق الشائعات بخصوص شحة الغاز.

وتتردد شائعات تفيد بأن سعر اسطوانة الغاز قد وصل في العاصمة بغداد إلى (25) ألف دينار من قبل بعض الباعة المتجولين في الوقت الذي تشهد فيه البلاد توترات امنية تثير مخاوف سكانها من تردي الاوضاع الاقتصادية وشحة المواد الغذائية والاستهلاكية وارتفاع اثمانها.

وبعضهم أشار الى أن وزارة الطاقة الكورية الجنوبية قد أعلنت نقلاً عن مؤسسة كوريا للغاز (كوغاس) مالكة مشروع تطوير حقل (عكاس) للغاز في العراق، أن تأخير إنتاج الغاز قد بدأ الأسبوع الماضي مع فرار العاملين في مشروع خط أنابيب الغاز قرب مواقع القتال، وإذا اتسع نطاق الحرب الأهلية وتدخل الجيش الأميركي سيكون من المرجح وقف المشروع مؤقتاً.

ختاماً نقول إن المجتمع هو نظام للتعاون المنصف والعادل بين أفراد متساوين، وإذا كان مجتمعنا يمر بظرف استثنائي خلقه العدوان التكفيري فلا اقل من أن يتعاون أفراد المجتمع على المرور بسلام في هذا الظرف وبأقل ما يمكن من الخسائر والتكاليف، لا التعاون مع التجار والباعة من أجل الحفاظ على مستوى معقول للأسعار، وإلا فإن على الدولة أن تتحمل مسؤوليتها في حماية المستهلك من خلال مراقبة الأسعار ومعاقبة الذين يتسببون بارتفاعها.



 

free web counter