| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نبيل يونس دمان
nabeeldamman@hotmail.com

 

 

 

                                                                                    الأربعاء 31/8/ 2011

 

افق من رقادك ايها البطل توما توماس

نبيل يونس دمان

كانت فرحتي يوم امس كبيرة، وانا اشاهد المنتزه الذي افتتح في 14 تموز الماضي، بحضور حاشد من المواطنين، وفي مقدمتهم الاستاذ حميد مجيد موسى، والمطران ميخائيل مقدسي، والقائمقام باسم بلو، ومدير الناحية فائز جهوري، والنصير البطل صباح توماس.

الصور جميلة حقا وتبعث على الزهو والسرور، كم كانت المناظر واللقطات بهيجة، ان تستمتع العوائل بهذا الصرح الحضاري الذي طال انتظاره، ممتنون للاقدار اننا عشنا وشفنا وراينا تمثال البطل شامخا منتصبا في بلدة ابائنا ومصدر قوتنا الممتد تاريخها الى نينوى العظمى التي تشكل قلعة من قلاعها الصامدة.

عندما عشنا مع ابي جوزيف في اوائل الثمانينات في اعالي جبال الوطن، كان يشرق وجهه برؤية الاطفال الصغار، لن انسى مداعبته لابنتي الصغيرة لينا وكيف كان يضحك وتدمع عيناه فيمسح دموعه بيشماغ الثوار، اتخيل لو شاهد اليوم الصور المنشورة عن ليالي المنتزه وحركة الاطفال وكركراتهم وجريهم تحت الاضواء الجميلة الملونة، وحول النافورة التي تتكسر الالوان على مياهها الفوارة، وكأن الاطفال ملوك الارض وورثتها، اقول لو قدر له ان ينهض من رقدته الابدية، لاحتضنهم وفرح معهم ولعبر عن اعتزازه بما انجزه الخيرين في بلدته باقامة النصب وتشييد المنتزه، بقيادة الفصيل الثوري الذي شهدته ايام زيارتي للبلدة وكانه خلية من النحل يعمل بهدوء وتواضع من اجل خدمة البلدة والانسان فيها وفي كل مكان، فشكرا لهم جميعا والى مناسبات اخرى تقام فيها الاحتفالات الوطنية والحفلات الغنائية، والى مناسبات توضع اكاليل الورود على النصب الرائع الذي بعون الشباب وكل المخلصين سيصمد بوجه عاديات الزمن، وحتى تعود الحياة الى طبيعتها ويرتقي وطننا الى العلو والسمو، فترجع روح الحضارة التي غادرته مؤقتا.

قبل عام وتحديدا في 23- اب- 2010 كتبت ما يلي:
عندما ينتصب تمثال الراحل، وتستوي الارض وتورق وتزهر بكل ما أوتي واضعوا ومنفذوا الفكرة من ابداعات ومباهج وتحف تدخل البهجة والافتخار بذكرى رجل عاش بيننا وضحى بكل شيء من اجلنا، الجميع مدعوون للاسهام في دعم هذا المشروع، وكل من احب الرجل وسلك دربه في وقت من الاوقات، وفاء له ولافكاره القويمة. على فناني شعبنا الاسهام بافكارهم الفنية، وعلى مهندسي التصميم، واخصائيي التربة والزراعة، وعلى المناضلين حملة راية توما توماس( وطن حر وشعب سعيد) ان لا يبخلوا بمقترحاتهم، وحصيلة خبراتهم، ليتحول المكان الى حديقة غناء، ومكان يلتقي فيه قدامى الانصار والعوائل والطلبة والشباب والعمال والمزارعون، وكل زائر يقصد البلدة التاريخية العريقة. اهيب بكل احزاب ونوادي ومنظمات القوش المختلفة ان تشترك جميعها في انجاح المشروع الذي في اساسه نقلة نوعية للبلدة التي اهملت طويلاً، وهي آهلة بالغر النشامى من ابنائها، تضرب جذورها عميقا في التاريخ، والتي ينتظرها مستقبل مجيد كالامجاد التي سطرها توما توماس وغيره من شجعان البلدة وعلى مر العصور من علمانيين ومؤمنين، ومن رجال الدين ينتظر دورهم في إنجاح المشروع، وليتذكروا باستمرار ان توما توماس كان يجلهم ولا يتفوه الا بعقلانية واحترام عندما يجري الحديث عنهم.
اسرحوا وامرحوا يا اطفال الشمس، اطفال القوش والقرى المحيطة بها، في منتزه عمكم توما توماس الذي امضى حياته في النضال من اجلكم ومن اجل سعادتم وحرية وطنكم.

خورْ بألقش ديلَه قامُخ                  وبطورَه دويوا بوسامُخ
توما مْپرتِخ صَنامــُــخ                  وطون تَفِكتُخ وقَلامــُــخ

 

August 29, 2011
USA 


 

 

 

free web counter