| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نبيل يونس دمان
nabeeldamman@hotmail.com

 

 

 

                                                                                    الثلاثاء 2/4/ 2013


 

اوقفوا لعبة جر الحبل في المسألة القومية!

نبيل يونس دمان

عندما اقرأ لمن غزا البياض شعر رأسه، أدرك ان بعض الخلايا الفكرية كانت ذات فائدة للاجيال، قد تكلست ولم يعد بالامكان احيائها او ارجاع نشاطها الى سابق عهده، يقول الشاعر:

عجوز ترجى ان تكون فتية .......... وقد لحب الجنبان واحدودب الظهر
تدس الى العطار ميرة اهلها .......... وهل يصلح العطار ما افسد الدهــر

لماذا إلحاحُ البعض في كتابة المقالات والتعليقات المتكررة، الانتقائية، والجارحة في احيان كثيرة، خصوصا على طريقة جر الحبل في المسألة القومية، نصيحتي ان تطلقوا الحبل من ايديكم، وان تتركوا نشر هذا النمط لفترة طويلة نسبياً، وسترون كيف ستعود المياه الى مجاريها فيتعايش الذي يسمي نفسه اشورياً مع الذي يسمي نفسه كلدانياً وهكذا الحال مع السرياني او اية تسميات اخرى مبتكرة، او توفيقية، او من بطون التاريخ الذي يزخر بالعديد منها، فيمضي هؤلاء جميعا كأخوة في تآلف، صداقة، وتعاضد، الى آخر الكلمات الطيبة في هذا المجال.

بعضكم يكتب وكأن الناس عميان، اذا كانت قناة عشتار او كان موقع عشتار لا ينشر لكم فهل معنى ذلك ان افكاركم ورسائلكم لم تصل الى الجمهور؟ اقسم انكم توصلوها في عشرات القنوات الى اهدافكم بفضل التطور المعاصر بواسطة اجهزة الكومبيوتر. في الماضي كانت الصحافة وكان الاعلام مقتضباً، مقيّداً، ومكلِّفاً لا يتسع لكل من سوّد صفحة او صفحات لنشرها، فتبقى تلك التي لم تنشر في دائرة صاحبها فقط اي لا ترى النور، فكان عليه ان لم تحبطه المحاولة فيتوقف، ان يجهد اكثر وينقح بشكل ادق ويطور افكاره، ويقلل من هفواته، حتى يصل موضوعه النشر، وفي احيان كثيرة كانت تحذف منه اجزاء كان صاحبنا يعتز ويعول عليها. ما بالكم اليوم تتذمرون من عشتار لأنها لا تنشر لكم او ان موقع كلدايا- نت مثلا حكرا على مجموعة معينة، هناك ابواب وابواب تطرقونها فتفتح لكم بسهولة، هناك مواقع كثيرة تستقبل نتاجاتكم رغم قصور بعضها وسوقية اخرى وتلاعب عن جهل بقواعد الكلمات وتصريفها، لكن في النهاية ماذا جلب كل ذلك الى قضية شعبنا بمختلف التسميات وماذا حققت كنائسنا المنشطرة منذ قرون طويلة، الجواب: لا شيء، ما زالت المياه كما عهدناها من سنين طويلة راكدة وما اشبهها بمياه (الدون الهادئ). المقالات وحدها والمانشيتات والعبارات الرنانة وقس على هذا المنوال، لا تغير عقول الناس وقناعاتهم، فالاكثرية تنقاد الى مصالحها، الى مريديها، الى من تتخذه مثالا مؤثراً، الى وجهة العائلة او العشيرة.

نرجع مرة اخرى الى من كلكل الشيب رأسه، تراه يكابر ويعتبر المسألة تحدي اوعناد او إعتداد او كرامة، وان وقتا قد هدر بالسنين او ان جهدا قد بذل على طريق ينظر اليه وكأنه عسير وشائك، ناسيا او متناسيا ما تحمله غيره في ساحات النضال في العقود الماضية من فصل وسجون وملاحقة واصابات وحتى فقدان الحياة، في حين صاحبنا ينفخ، يزبد، يضرب الطاولة التي امامه بكلتا يديه وهو جالس امام جهاز الكومبيوتر بانتظار ان تتحقق مصالحه او يصعد نجمه او يصل الى اهدافه التي غالبيتها غير واقعية ووهمية، لا تغني ولا تسمن، ولا تأتي بشيء ملموس الى يده، في هذه الحالات السقيمة يظل صاحبنا متشبثا بآرائه ولا يضع امامه مجالاً للتراجع او التصحيح او التغيير.

انصح جميع المتسابقين في هذا الماراثون الفاشل ان يوقفوا السجال غير المفيد، ان يتركوا الكتابة لفترة كأن ياخذوا اجازة لمدة سنة وتحديدا لمن ركب رأسه في موضوع القومية المثير للجدل وهدر الوقت والطاقات، تلك الطاقات لو استغلت في امور الثقافة والادب والبحوث في مجالات اللغة لكانت اتت بالكثير من النتائج المبهرة، للاسف لم يتم ذلك وصار الهدم بديلا للبناء. في حالة دراسة مقترحي والموافقة عليه، يراودني امل قوي بان الكثيرين سيغيرون افكارهم الخاطئة فتستقيم المسيرة وتتواصل بنجاح، ويعود كل ذلك الى مصلحة ومنفعة ما تبقى من شعبنا في الوطن الذي كنا يوماً سكانه الاصليين.


اميركا في الاول من نيسان عام 2013
 

 

 

 

 

free web counter