| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نبيل يونس دمان
nabeeldamman@hotmail.com

 

 

 

                                                                                    الأثنين 2/9/ 2013


 

الهجرة والتغيير الديمغرافي

نبيل يونس دمان

موضوعتان متداخلتان، للهجرة علاقة كبيرة بالتغيير الديمغرافي فلا سامح الله اذا استمر نزيف الهجرة كما في السنوات العشرة الاخيرة فسيفرض العامل الثاني نفسه. اذا فرغت القرى والبلدات من سكانها فيشغل مكانهم عاجلا ام آجلا الاقوام الاخرى التي هي الاكثرية المطلقة من عرب واكراد. لذلك سنقتصر على كلمات قليلة بحق التغيير الديمغرافي وفي هذه الحالة يتطلب الإلمام بالقوانين والنظم السائدة كي لا تفرض علينا أمور نحن نجهل مسوغاتها القانونية.

اهم نقطة في وقف التغيير الديمغرافي هي تحريم بيع الاملاك للاخرين كالبيوت والاراضي الزراعية وغيرها، وهذا يتطلب ايضاً مقاومة ورفض بناء المساجد في قرانا وبلداتنا مهما تعددت الحجج والذرائع.

الهجرة اخطر بكثير من التغيير الديمغرافي التي هي وليدة عوامل منها: عدم الاستقرار وفقدان الامان، وعدم وجود فرص العمل، والتمييز الديني والعنصري الموروث وخاصة في السنوات الاخيرة، لقد تفاقم التمييز بسبب الدين وكاننا طابور خامس او جسور لمطامح الغرب في اوطاننا متناسين اننا الاساس في بناء حضارة بلادنا منذ اقدم العصور. ان التداخل بين عاملي السياسة والدين اوجد كل هذه الارضية لاضطهادنا، بل السبب الاساس هو الاستحواذ على ما تبقى من املاكنا من اراضي وبيوت ومصادر الثروة باية طريقة.

هناك دراسات وتقارير تشير الى وجود حملة لافراغ الشرق الاوسط من مسيحييه هناك من يقدر نسبة المسيحيين 20% قبل قرن والان النسبة 10% وفي العراق كان المسيحيون قبل السقوط 1.5 مليون اما اليوم ففي حدود 200.000 فقط، اتساءل : اية مسيحية تبقى في العالم اذا فرغ الشرق الاوسط منهم وهم الاساس الذي انطلقت المسيحية منه وكذلك بقية الديانات، اذا فرغ العراق من المسيحيين وغيره من بلدان الشرق الاويط فسينتهي الدين المسيحي الحقيقي في العالم ويصبح فقط دين مصالح واموال فقط.

في هذه الظروف يتطلب ما يلي:
1- وقف الهجرة بشكل عام وخاصة من القرى والبلدات الآمنة منها.
2- وقف بيع البيوت والعقارات والاملاك الاخرى الى الغرباء.
3- مناشدة الحكومة والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني لتساعدنا في ازالة اسباب الهجرة ووقف كل عمليات التغيير الديمغرافي.
4- ان نعاضد ونساند بعضنا البعض والتوقف عن تهميش والغاء ادوار الاخرين.
5- التمسك بعاداتنا وتقاليدنا الموروثة وتشجيع التعلم بلغتنا في المدارس واقامة الدورات الخاصة بذلك.
6- ينبغي حسن قراءة الواقع وان هناك هبوب لرياح عنصرية في كل المنطقة، فمقاومتها يتطلب الحكمة وادارة الصراع وافضل طريقة هي لجم التطرف والمتطرفين واقامة افضل العلاقة مع الجيران من المسلمين والايزيديين وتبادل الزيارات في المناسبات الدينية بخاصة.
7- تحميل رجال ديننا المسيحي مسؤولية البقاء مع ابناء شعبهم، وحث الناس في خطبهم على البقاء في ارض الاباء والاجداد، وتحريكهم للقاء مع رجال الدين المسلمين او الايزيديين حيث كانوا عبر التاريخ يحظون باحترام خاص.


نِخريوثَه
غْدو شِتلَه بْأثرَه زْريئَه قوتّحْ مْأﭙرَهْ خميئـَـــهْ
مِن مايِحْ شِتيَه وسويئَه لبَرايِه داثِه شليئـَـــــهْ
كْيامِنوا بگو حَقّوثـَـــــه قْطِلطيلَه نِخرَيوثــَــــهْ
دْيخْ كاوْ أثْ جْغيشوثَـهْ رحِقلَن مْأرَه دزوروثَهْ
كُل أن شِنّه ويُماثــــــهْ عَلمه زريئَه ﭙنياثـَـــــهْ
مْبُربزَه بأثرواثـَـــــــــهْ خْأربَه دْلَه شِفَنواثـَـــهْ
بأثرَه شْوقلَن يِمّاثـَــــــهْ وخوارْ دقنِه دبَبَواثـَـهْ
شِدْ يامِخْ بكُل موماثـَــهْ ليذَن بْأمري مَثواثـَــهْ
شِديلِه قِشيَه زونــَــــــهْ كْمَعِقلي لِبَّه وهونـَـــهْ
شاتيله كْورَه وكْشـورَهْ وخاثَه تْخزيَه أخونَــهْ

آذار 1995


الهجرة: (موضوع كتب عام 1996)
ليس هناك أمَرْ من الهجرة في حياة الشعوب، فعند تصفحنا كتب التاريخ نقرا زحف المجاميع البشرية المتجانسة لغويا او قوميا او دينيا الى اتجاهات عديدة، والى مواقع جديدة، او تتشرذم تلك المجاميع في شتات الارض وتحاول التجمع ثانية، وربما لا يمنحها الزمن تلك الفرصة، واذا منحها فتكون قد فقدت الكثير من الاعزاء والاموال التي كدستها بالكدح المضني ولأجيال متعاقبة.

للهجرة الجماعية اسباب منها المجاعة، الاضطهاد، الحروب، والنزاعات بين اقوام اكبر واشد، فتكون ضحيتها في الغالب التشكيلات الضعيفة او القوميات الصغيرة. سنذكر في مقالنا هذا بعض اللمحات السريعة لتلك الهجرات في ظروف زمنية مختلفة وصولا الى تحليل واستنتاج هجرتنا الحالية عن ارض الاباء والاجداد بين النهرين.

في عمق التاريخ نطالع هجرة شعب اسرائيل الى مصر، ونطالع ايضا سلسلة الهجرات المتعاقبة من شبه الجزيرة العربية شمالا الى منطقة الهلال الخصيب، عندما ضاقت بهم الحالة الاقتصادية، وعندما سقطت مملكتي بابل وآشور وغمرت ارض العراق موجات من شعوب وأجناس شتى منها الفرس، المغول، والتتار، وبذلك وقعت هجرات عديدة ومآسي لا تحصى.

ان الهجرات وزحف الكتل البشرية تكون نتيجة للحروب والنزاعات التي يشكل العامل الاقتصادي سببها الاساسي، فظهور النزاع وجعل مجموعة تترك المكان وتغادر هو التزاحم والمنافسة على الارض ومصادر المياه. كانت تلك القاعدة، وحيث ان موارد الارض قد لا تكفي للجميع، الى جانب نزعة القوى المسيطرة للاستحواذ على اكبر كمية بفعل انانية الانسان وطموحاته للتملك والتوسع منذ اقدم العصور، فكانت القوى الضعيفة تندحر وتترك مواقعها وارضها للاقوى وتذهب الى ارض غريبة.

عندما ساد الحكم التركي في منطقتنا في القرن السادس عشر الميلادي وتوسع وازدهر لاكثر من خمسمائة عام، شهدت المنطقة عموما النزاعات والحروب وضنك العيش فكلما كانت الولايات التركية تشهد مقاومة السكان وتضعف سلطتها، كانت السلطة المركزية في استنبول تجهز جيوش جرارة لتعيد النصاب، فتلحق ضررا بالغا في الشعوب الصغيرة والمجامع التي تقع في طريقها.

وعلى اساس القاعدة المتبعة (فرق تسد) كانت دولة تركيا تضع الدسائس وتحيك المؤامرات لادخال الاقوام في نزاعات عنصرية او دينية وتكون النتيجة عودة المركز لسحق من يسود من تلك الاقوام وهكذا، ووفق هذا المنطق بلغت الاضطهادات القومية مبلغا وبالتالي وقعت الهجرات العديدة وخصوصا في سني الحرب العالمية الاولى( سفر برلك) . وقع ذلك عندما اشرفت دولة الرجل المريض على نهايتها امام القوى الاوربية، ذلك الحصان الجامح الذي نهض من سبات العصور الوسطى المظلمة واحتل موقع الصدارة في العالم وحتى يومنا هذا.

في السفر برلك كانت مجزرة الارمن الشنيعة وتشتت من نجا منهم في اتجاهات الدنيا الاربع ومنهم من وصل الى العراق وحتى البصرة. وكانت هجرة الاشوريين من منطقة حكاري في ممالك تياري، بازي، جلوا، تخوما وغيرها بسبب الاعيب الدول الكبرى وتعقيدات الاوضاع والظروف آنذاك، وقد تركوا قراهم، مزارعهم، وممتلكاتهم امام زحف الجيوش التركية، فكانت الماساة الكبرى للشعب الاشوري، حيث سقط في الطريق نصف عددهم وهم يشقون طريقهم عبر ايران الى العراق، حيث اعيد استيطانهم في ارض اجدادهم.

اما الاكراد فرغم ما شملهم من تشريد وترك القرى او المدن واحراق المزارع في ازمنة مختلفة وحتى هذا اليوم، فلا يزال الاضطهاد ضدهم مستمرا بسبب نزعة الهيمنة والسيطرة للقوميات الكبرى التي لا تستجيب لنداء العقل والعصر، فتمنح الاكراد وغيرهم حقوقهم التاريخية، ان الفرق بين هجرات الاكراد وغيرهم من الاقوام الصغيرة تكمن في انهم يعودون الى اراضيهم بعد زوال الضغط العسكري لكون تعدادهم بالملايين، اما الاخرين فتذهب اراضيهم وقراهم لضعف عددهم. ان الصراع القوي لم يبلغ المستوى الحضاري ليكون سلميا، بل يتخذ في منطقتنا طريقه على الغالب وفق شريعة الغاب والسيادة للاقوى.

الهجرة الحالية:
في العهد الملكي في العراق نزح الكثير من الناس من قراهم وبلداتهم في الشمال باتجاه المدن الكبرى بسبب العامل الاقتصادي على الاكثر. في القرى كان الاعتماد على الطبيعة وما تجود به من غلال ومراعي، فعتدما تجدب الارض يأسر الناس القلق الجدي في انتظار الشتاء القادم حيث البرد وشبح الجوع، هنا يضطر المهاجر الى المدن الكبرى الى بيع قوة عمله لكسب قوت اطفاله. وبالتدريج يبدأ الاستقرار والدخول في معترك حياة المدينة، وقسم من هؤلاء وبفعل عوامل اخرى منها الشعور بالتمييز على اساس الدين او القومية، فقد نزح الى مدن اخرى كبيروت وحلب والى الامريكتين ايضا، ولكن هؤلاء كانوا من القلة بحيث يمكن تعدادهم بالعشرات فقط. في ذلك الوقت وضع المهاجرون الاوائل الاساس لهم في اميركا بخاصة.

بعد ثورة 14 تموز1958 ودخول العراق في دوامة الصراعات السياسية والانقلابات العسكرية ثم الحروب الداخلية والخارجية، مما فاقم موضوع الهجرة، واخذ خطها البياني في تصاعد سريع، وبلغ اثناء الحرب العراقية- الايرانية مديات واسعة حيث اجتاز الحدود البرية عشرات الالاف من المهاجرين اضافة الى طرق اخرى رغم منع السفر والعراقيل العديدة التي وضعت في طريق المهاجر. كل ذلك جرى عندما بدأ امام انظار الناس بان مستقبلها غير آمن ومضمون، فوجهت انظارها نحو المهجر، ومن بلاد المهجر كانت تاتي وعلى الدوام والى الان شتى الاوصاف والمبالغات بان الحياة فيها هي الجنة بعينها!! .

في هذا المسلسل الدرامي جاءت الحلقة الاسوء والاشد مرارة في حرب الخليج الثانية وما اعقبها من حصار اقتصادي شديد وطويل الامد شمل العراق من اقصاه الى اقصاه، بدأت الناس تعيش كارثة اكبر في مواجهة الحاجة والفاقة والمرض. فاخذت تجازف بكل شيء وتترك كل شيء، اموالها، ممتلكاتها، بيوتها، اراضيها، او تبيعها بثمن بخس لتنجوا بنفسها من قساوة تلك الاجواء الغير الطبيعية.

مهما تواصلت في الكتابة واوغلت في تحليل تلك المآسي، فلن تسعها صفحات الاوراق بل اكتفي بهذا القدر وأربط موضوع هجرتنا الحالية بنموذج مصغر لهجرة اخرى قد تصلح للمقارنة واتخاذ العبرة منها كي اصل الى خاتمة اود فيها طرح الاستنتاج المناسب لموضوع الهجرة.

هجرة عام 1912:
يروي المرحوم شكري گوِكّي في مقابلة اجريت له عام 1960 عن تلك الهجرة فيقول:
" في تلك السنة حدثت مجاعة في القوش وتلكيف وغيرها من القرى والبلدات، ونظرا لاعتماد الناس على الزراعة في الدرجة الاساسية وان الجراد وغيره من الافات الزراعية قد إلتهم كل شيء، فقد لاح شبح الموت امام الانظار فاتفق العشرات على الرحيل شمالاً وفي دفعات وبشكل قوافل( كروان) . سارت قافلتنا باتجاه ولاية أدنة التركية الواقعة على نهر سيمن. طالت تلك الرحلة أشهر عديدة، فكلما قطعت القافلة مسافة معينة وتحت ضغط الجوع، كنا ندخل قرية او بلدة نستجدي الطعام لاشباع البطون ومواصلة السير عبر الوهاد والجبال، هكذا مرت القافلة في زاوا- فيشخابور- كزيرا- نصيبين- تل ارمن- اورفة( اورهاي) – بير كوك- عنتابة- ( فيها شاهدنا لاول مرة محراث ارض تجره الجمال) – في جبل كوزاكه التقينا ببعثة المانية كانت تحفر نفق لمرور الشمندفير( القطار) وهناك ذقنا لاول مرة الخبز الابيض، ثم مررنا بمدينة اوسمانية- الحميدية- أدنة، كان وصولنا أدنة مع مغيب الشمس، فقصدنا الكنيسة الكلدانية الصغيرة وفي باحتها جلسنا نلتقط الانفاس من اتعاب السفرة الطويلة. هنا خرج كاهن الكنيسة المدعو اسطيفان مكسابو( من القوش) وهو يجهش بالبكاء، وعلى وجهه مسحة من الالم والحزن ليقول: " لماذا جئتم يا اولادي؟ وماذا جرى ان تتركوا بلدتكم وتاتوا الى هنا؟ " انبرى بعضنا للاجابة وبمرارة: " لماذا تضايقت من مجيئنا يا ابونا؟ فقط اقبلنا لليلة واحدة في باحة الكنيسة، ومع الصباح سنخرج باحثين عن العمل.." ابتسم الاب مكسابو قليلا وهو يهز راسه قائلا: " يا اعزائي جئتم على العين والراس وهذا بيتكم وسنتقاسم الخبز معاً، ولكن يبدو انكم لم تسمعوا بالامر السلطاني( فرمان) بضرب كل المسيحيين في هذه الولاية بالسيف صباح الغد!! " .

جلسنا نبكي بكاء الاطفال نادبين حظنا السيء، في هروبنا من الجوع ومجيئنا لعرض رقابنا للسيف. قضينا ليلتنا في الصلاة والعويل وفي الصباح شوهدت عربة تجرها الخيل تقف امام القشلة( مقر الوالي) ، ليترجل منها ثلاثة اوربيين وبعد قليل ابلغ الجميع بان امر الضرب بالسيف قد رفع من قبل السلطان في استنبول.

في ذلك اليوم ساد الفرح العظيم تلك المدينة وخرج الكلدان والارمن الى الشوارع بالاغاني والرقص والدبكات حتى انتهاء النهار وبذا انقشعت تلك الغيمة السوداء.

وبعد ذلك التقينا بعدة عوائل ألقوشية اقدمها كانت قد وصلت الى ادنة عام 1875 وبفعل جهاديتها وعملها وشجاعتها فقد اصبحت في مصاف الاغنياء، وعلية القوم، واكبرهم جبو گوِكّي كان يسمى اغا وله اراضي واملاك تعجز عن الوصف مع اخويه اسرائيل وغريبو.

اهتمت العوائل القديمة بالمهاجرين الجدد من بلدتهم ثم توزعوا للعمل في الحقول والمزارع كأجراء. ومضت الايام والاشهر بسلام ولم يكن يظهر اي مصدر للقلق حتى قيام السفر برلك( 1914) في تلك الايام السوداء صدر الامر السلطاني بقطع الرؤوس، فسلط السيف على الرقاب وشردت الناس في شتى الاصقاع، فقسم منهم اقتيدوا الى العسكرة الاجبارية ولم يعودوا ثانية الى بيوتهم والقسم الاخر ذبح في المدينة والباقي هرب الى حلب وبيروت والعراق، اما بيت جبو أغا واخوانه الواسع النفوذ، فقد هربوا الى أزمير وهناك قتلوا جميعاً باستثناء اثنين من اولاد اخيه الذين صفا بهم الدهر في بيروت ولا زالت سلسلتهم متواصلة هناك. اما القلة المتبقية فقد عادت الى القوش ومنهم الراوي الذي عين اول فراش في مدرسة مار ميخا عام 1924 " .

وذكر العم شكري گوكي اسماء حوالي سبعين من المهاجرين الى ادنة من القوش ومنهم القس اسطيفان مكسابو- جبو اغا واخوانه- بتي عكيل- جونا كريش- ممو حكيم- ميخا سيدو( صاحب دمان في ادنة) – متيكا سرسروكه- ياقو بلو- الياس بتوزا( جلب معه عند عودته محراث متطور في حينه واستخدمه في دشت القوش) – غريبو حيدو- اسرائيل تومكا .. وغيرهم.

وفي ختام المقابلة قال الراوي بان ادنة قد احتضنت ايضا العشرات من مهاجري البلدة تلكيف وكان لهم فيها كاهن اسمه الاب متي كلشو. ويضيف القول بان والد القس ابلحد النجار المدعو شمعون واخوانه كانوا قد عاشوا فترة في ادنة وفي عام 1912 رحلوا الى اميركا وعادوا الى تلكيف عام 1919 وثانية اغتربوا الى الولايات المتحدة بشكل نهائي.

الخاتمة:
نستنتج ان الهجرة سببها الجوع والحروب وعدم الاستقرار وهي صعبة ومؤلمة في حياة من يعيشها، وعند دراستنا للهجرة الحالية من العراق والتي سببتها الكوارث والحروب في المنطقة، يتوجب علينا عدم تشجيع الهجرة إذ لا يعقل ان نحذف اسمنا من ارضنا وقرانا ومدننا وتاريخنا.

ولذلك نرى لزاما دعم الباقين في الوطن ومد يد العون لهم ليتمكنوا من مواصلة حياتهم القاسية، ريثما تفرج وتنتهي هذه الغمامة الحالكة، ولابد انها منتهية.

يظل الصامدون ذخراً وأساسا للعائين، وتلوح امامي صورة الوطن المقبل وهو يخلع سلاسله ويودع سود ايامه فيبتهج مع الحياة ويتجه نحو الاستقرار والرفاه وامامي نموذج لبنان، فبعد عشرات السنين من الدمار ها انه ينهض من جديد ويعود للرفاه، وبدأت الهجرة المعاكسة والعوائل المشردة تعود الى موطنها الاصلي وقبلة انظارها.

يحدوني الامل باننا ايضا سنعود الى ارض ابائنا واجدادنا، محتضنين ترابه لنجبل منه حياة جديدة تمضي قدما لتزدهر وتعطي ثمارها للوطن والبشرية.

ان مسيرة العائدين وهم في تأهيلهم وتعلمهم في بلدان الشتات المختلفة ومنها اميركا سيسرعون في نهظة الوطن، وسيكونون عاملا مهما في رقي الوطن كما فعل اليابانيون بعد هزيمتهم في الحرب العالمية الثانية والى ذلك اليوم ننظر بترقب ولهفة.


 

August, 31, 2013
USA

 

 

 

 

 

free web counter