| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نبيل يونس دمان
nabeeldamman@hotmail.com

 

 

 

السبت 27/9/ 2008

 

لماذا يا مجلس النواب العراقي؟

نبيل يونس دمان
nabeeldamman@hotmail.com

لقد استكثرت علينا بضعة مقاعد في مجالس بضعة محافظات من وطننا نحن سكانه الاصليين من بقايا سومر، اكد، اشور، وبابل والمحافظين على سماتنا الحضارية، وتقاليدنا العريقة، واصالتنا المشهود لها من الشعوب المجاورة والعالم اجمع.
واكبنا في العصر الحديث ثلاثة مجالس للنواب: الاول في الفترة الملكية وكان لنا فيها مقاعد ثابتة، ومجلس صنعه صدام سماه الشعب بحق الاسطبل الوطني، ثم عولنا على المجلس الاخير الذي تشكل في الانتخابات الماضية، وان كانت لنا مخاوف من تكتلاته الكبيرة التي قسمته الى طوائف واكثريات واقليات، اشبه مجلسكم بحوض للاسماك، فيه اسماك كبيرة واخرى ملونة صغيرة كانت بجمالها وبحركتها تضفي جمالا اكثر للحوض من الخارج، اننا لم نتوقع ان تلعب في مخيلة الاسماك الكبيرة تلك ان تلتهم الاسماك الصغيرة واحدة تلو الاخرى، رغم حصة الاسماك الكبيرة من الغذاء المقدم لها من خيرات بلادنا الوافرة.
الكتل البرلمانية المنضوية تحت اسماء شيعية او سنية او كردية، لم تجلب بهذه الطريقة الا استمرار معاناة شعبنا وتسلل مجاميع الارهاب الدولية الاكثر خطورة على الجميع، اين اقوالكم في الامس بان شعبنا مزهرية وان التعدد القومي والديني عوامل قوة ومنعة للوطن الذي ارتقبناه حرا وديمقراطياً، اين مزايداتكم في تعاطفكم مع مسيحيي العراق، اني ساستخدم هذا المصطلح بهدف اشراك كل ابناء شعبنا في تحمل مسؤولياتهم امام الوضع المستجد.
لماذا اصبح المسيحيون اقل من نصف مليون حسب ادعاء مجلسكم، كم كان عددهم قبل مجيئكم، لقد انحدر العدد بسرعة الى مستويات خطيرة بفعل الارهاب والتطاحن الطائفي والركض وراء الامتيازات، وتفشي السرقات والفساد الاداري، انتم لم تكونوا ابدا بعيدين عن الدرك الذي بلغه وطننا بانفرادكم الطائفي وانشداد اغلبكم الى التقوقع الديني او القومي او الطائفي، والاكثر من ذلك ايمان بعضكم بالفلسفة العدمية والافكار السلفية التي لا تلائم العصر في كل الاحوال.
راجعوا انفسكم قليلا، فلوا فرغ العراق من مسيحييه وانتشر تجمعهم في دول اخرى في اوربا او اميركا، كونوا على ثقة انهم سيبنون تلك الاوطان وجيل بعد جيل سيبرز اولادهم على المستوى العالمي، وربما بفضلهم سيعود وطنهم المغتصب بين النهرين دجلة والفرات، وستندمون بل اقول سترجم قبوركم من قبل احفادكم، لسوء تصرفكم هذا اليوم مع مسيحيي العراق .
المسيحيون العراقيون هم بناة للوطن، فان شغلوا مقاعدا في مجالس المحافظات فيكونوا بينكم مثال الاخلاص والنزاهة، ورسل سلام بين مجاميعكم التي تميل الى الاقتتال والثار وتصفية الحسابات الشخصية، نحن معروفين على نطاق العالم والوطن بالاساس بتحررنا من الضغائن والاحقاد، وبروحنا المتسامية المتسامحة، وقابلياتنا في الخلق والابداع، وتحمل الصعاب، وافتداء الوطن بارواحنا عند الضرورة.
لقد خبرتم المسيحيين في الوظائف والاعمال والجامعات وميادين القتال والسجون وذرى جبال كردستان، كل ذلك لم تفكروا به وهلة، ماذا جرى لعقولكم، ولماذا زاغت بصيرتكم، انتم على مدى التاريخ تفكرون وتتصرفون كصقور، فيما المسيحيون وعلى طول الخط حمائم سلام ورسل محبة.
نحن لا نستجديكم لكننا نطالب بحقنا ومهما طال الزمن او قصر فنحن له. لم يكن بامكانكم التمادي والتلاعب بحقوقنا ومقدراتنا لولا الانقسامات الخطيرة في صفوفنا، هنا اتوجه الى اصحابنا الراقصين كل يوم على حبال الفرقة والتقسيم، المتمترسين في خنادق افتراضية، وابطال في المقاهي الالكترونية، الا تكفوا عن لعبتكم التي اوصلتنا الى هذا الحال من فقدان احترامنا وانحدارنا الى اسفل الدرك، ماذا بامكان ممثلينا في مجلس النواب عمله، وظهيرهم انتم المتقاتلون مرة على التسميات واخرى على المشاريع الوهمية. اناشدكم في هذا الظرف العصيب واقول: هبوا للدفاع المستميت عن بعضكم اذا بقيت فيكم بقية كرامة او نخوة، هبو للتوحد والتآلف وشدوا ازر بعضكم، في مواجهة ما انتم تتعرضون له كل يوم من اعتداءات في الشوارع، وانتهاك لحرمات بيوتكم وحاراتكم، واستهداف مقدساتكم. حتى وصل الامر الى البرلمان الذي يشكل اعلى سلطة تشريعية في البلاد، وهو يسعى حثيثاً لتهميشكم وتقزيمكم، على طريق انهاء وجودكم التاريخي من ارض الاباء والاجداد .
 

September 27, 2008


 

free web counter