| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نبيل عودة

nabiloudeh@gmail.com

 

 

 

السبت 8/3/ 2008



هواجس ثقافية في وداع عام واستقبال عام جديد

نبيل عوده  *

حيرني الصديق، الإذاعي المعروف نادر أبو تامر حين طلب مني حديثاً لبرنامجه الثقافي حول أهم حدث ثقافي في العام 2007.

أجبت بتسرّع بالموافقة.

حين اختليت الى نفسي مفكراً مستعرضاً ما هو أهم حدث ثقافي، أصبت بالحيرة التي سرعان ما تحولت الى كابوس ثقيل.

لا أدّعي اني مطلع على كل ما أنجزته الثقافة العربية في إسرائيل والوطن العربي، ولكني أعيش الثقافة بمفهومها الأوسع من مجرد إصدار أدبي هنا أو هناك، أعيش الثقافة بكونها كل ما أنجزه المجتمع البشري من قيم مادية وروحية.

غنيٌّ عن القول، ان الثقافة العربية، بصفتها المعبر عن الضمير الوطني العربي، وعن الحلم الذي قيد في سجون ودوائر مخابرات ملوك الطوائف، يعاني من ضمور وتشرذم وتعتريه حالات من الهروب من الواقع، حتى الهروب من الوطن، بانتظار انتفاضة تعيد للحلم حريته، وتعيد للانسان العربي كرامته المهدورة في وطنه، من أنظمته أولا.. ثم من الدخلاء الطامعين على اشكالهم المتعددة.

لا يمكن نفي إنجازات الثقافة العربية المتمردة على البغاء الرسمي. إنجازات الفكر العربي المعارض للغباء العربي. إنجازات الثقافة العربية في ساحة الفكر، الذي فشل ملوك الطوائف في قمعه ومنع تسربه من الزنازين وعن أعين الرقباء.

أحيانا يبدو لي ان استعمال صيغة "العالم العربي" لوصف ممالك وجمهوريات العرب هو نوع من المهزلة، أو السخرية على الذات. هل أنظمة مبنية على الطوائف، بل وعلى مجموعة ضيقة من العائلات، يجوز ان تحظى بصفة "عالم عربي"، أم نعود الى الصيغة الأكثر دقة وواقعية: "دول الطوائف"؟

هل من نظام عربي يعتمد استقلالية المؤسسات والرقابة على قباطنة السلطة؟ جهاز قضائي مستقل. جهاز تشريعي مستقل، وسلطة تنفيذية تملك حرية القرار؟

هل من برلمان عربي قادر حقاً على التصويت ضد أصغر وزير في أنظمة الطوائف؟

هل من انتخابات عربية لا يحظى فيها الرئيس بالاجماع من الأحياء والأموات، من الذين يبحثون عن الطعام في القمامة، حتى الذين ينزفون في زنازين المخابرات؟

في ظل هذا الوضع يستشري الفساد.

في ظل هذا الوضع يقمع أصحاب الموقف والضمير.

في ظل هذا الوضع يتعفّن المعارضون في سجون وزنازين أنظمة عصر العرب الحجري الجديد.

ومع ذلك استطاع الفكر العربي المتنور، المتحرر من عقلية العصر الحجري، ان يجد انطلاقته في المنفى (المهجر)، وبعضه يواصل التحدي ودفع الثمن بالحرية الشخصية، حاملاً دمه على كفه.

الثقافة العربية لم تقف مكتوفة الأيدي. ولكن بجانب واحد فقط. الجانب الفكري والإبداعي الروحي.

الثقافة بمفهومها المادي، الذي يشمل كل ما يبدعه الإنسان في مجتمعه من ثروات مادية ونهضة عمرانية علمية وتعليمية ظل مفقوداً وغائباً.

هذه هي الرؤية العامة التي واجهتني وانا أتحضّر للحديث الإذاعي.

وماذا مع أهم حدث ثقافي للعرب في إسرائيل .. وهو الموضوع الذي يشغلني بالتأكيد؟

لا شك ان الأمور تختلف. ولا شك ان إسقاطات الواقع الحجري العربي يترك سلبيات وإسقاطات مدمرة ليس من السهل القفز فوقها... بل وبدأت تثمر فاكهة مشوهة في حقلنا الأدبي.. وغاب الثمر الجيد تقريباً من حقولنا.. الا القليل الذي لا يشكل صوتاً أدبياً مؤثراً.

غير ان واقع العربي في إسرائيل مختلف في الكثير من الحسابات.

لذلك أجد نفسي أتّخذ معايير مختلفة للحديث عن أبرز إنجاز ثقافي في العام 2007.

العصر الحجري العربي ألحق بنا أضراراً فكرية عديدة. أفسد زعماءَ ظنوا ان مساحة النشاط الفكري والسياسي والثقافي في إسرائيل لا تتسع لمقاسهم. وأُوهم آخرون ان عصر المنطق السياسي ولّى وصارت الأقوال العشوائية تطرح بكل مناسبة وبكل ظرف.

قد يرفع البعض حاجبيه ويوسِّع حدقتي عينيه مستهجناً: ما دخل السياسة بالثقافة؟

يكفيني ان أقول ان أبرز مفكر عربي وعالمي معاصر ومؤثر على الفكر والثقافة والسياسة العربية والعالمية، المرحوم إدوارد سعيد، ما كان يصل الى مكانته الثقافية الدولية والعربية، لو فصل الثقافة عن السياسة، بل وأطلق على أحد أهم كتبه عنواناً سياسياً ثقافياً مثيراً: "الثقافة والإمبريالية". ويسجل في مقدمة كتابه رؤيته الثاقبة، يكتب:

"ان معظم محترفي العلوم الانسانية، عاجزون عن أن يعقدوا الصلة بين الفظاظة المديدة الأثيمة لممارسات مثل الرق والاضطهاد الإستعماري والعنصري، والإخضاع الإمبريالي، من جهة... والشعر والرواية والفلسفة التي ينتجها المجتمع الذي يقوم بمثل هذه الممارسات من جهة أخرى".

وبالطبع يثبت اندماج الثقافة مع إمبرياليتها، والمنطق ان الثقافة مثل سائر مكونات المنتوج الاجتماعي المادي، هي جزء من العمران الذي أنجزه المجتمع البشري.

هذا العمران نفتقده تماماً في ممالكنا الطائفية. ولكننا نعيشه نسبياً في الواقع الإسرائيلي. ومع ذلك الواقع الثقافي العربي في إسرائيل في وضع بالغ التعقيد، لأسباب أخرى.

الفصل بين السياسي والثقافي أنجز التدهور الثقافي والتدهور السياسي أيضاً، الذي يجد تعبيراً عنه في الغرق في مستنقع سياسة أوهام آسنة.

بعض الزعماء الأشاوس يظنون ان تل أبيب ستصبح (بدل لندن) مربطاً لخيول العرب، ويظنون ان الدمقراطية تعني فلتان اللسان بتصريحات تفتقد لأبسط منطق سياسي وعقلاني.

الفكر السياسي غائب من التطبيق وغائب من رؤوس زعماء آخر زمان. أبرز نموذج لذلك وثيقتا "التصور المستقبلي" و "وثيقة حيفا" التي صاغتها مجموعة من الأكاديميين والمثقفين الحزبيين العرب من إسرائيل وشارك بوثيقة حيفا زملاء من العالم العربي أيضاً (لا ألومهم لرؤيتهم السياسية المتأثرة بنهج وهمي قومجي أوصل صاحبه الى " الخروج من الوطن قسراً" !!).

الوثيقتان ألحقتا الضرر السياسي بالنضال العربي داخل إسرائيل، وكانتا تعبيراً عن الانقطاع الفكري والمعرفي لأصول وضع استراتيجيات وتكتيكات العمل السياسي.

ما أنجزناه من فكر سياسي، ومن ثقافة روحية (ابداع شعري وقصصي) بهرت الجماهير العربية من الخليج الى المحيط، تواجه اليوم حالة أعاقة طالت... ولا أرى ان حالتنا تبشر بالاطمئنان.

هذا ما أدخلني بحيرة، هل ألغي مشاركتي بالبرنامج الإذاعي، حتى لا أبدو مرة أخرى بأني ناقد سلبي، أو "حاد وجاد بشكل مبالغ به" كما وصفني أديب معروف في رسالة وصلت لصديق لي؟

هل من قيمة للثقافة اذا خلت من الجدية والاستقامة؟

هل من قيمة لصفة المثقف، اذا استثنيت الاستقامة الشخصية والثقافية من صفات حاملها؟

حتى في السياسة، لا بد للمثقف، والسياسي أيضاً.. ان يلتزم بالاستقامة، ومن مثلي يعرف صعوبة الاستقامة السياسية في ملاعب السياسة، وأصعبها ملاعب العرب في إسرائيل، عندما تصبح السياسة "الطريق لمغادرة الوطن قسراً"، والطريق للترفه بنعيم الكنيست، والمضحك عندما يقسم عضو الكنيست العربي يمين الولاء لدولة إسرائيل وقوانينها وحمايتها، ثم يرفض يهوديتها، ويرفض المشاركة باحتفالات استقلالها. على الأقل ليتعلموا من محمود عباس أبو مازن عندما قال لوزيرة الخارجية تسيفي ليفني التي طالبته بالاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، قال: "لماذا تريدين اعترافي؟ سمِّي دولتك كما تشائين".

حقا هذا ليس مربط خيلنا السياسي، التسمية تقررها الأكثرية وهذا لن يتغير في إسرائيل أيضاً، وما يشغلني ليس يهودية الدولة، انما ضمان دمقراطية ومساواة كاملة، وحقوقنا كمواطنين وابناء لأقلية قومية لها مميزاتها القومية ولغتها وحقوقها التي يجب إقرارها والحفاظ عليها وتطويرها، والمساهمة من موقعنا في انجاز الحلم القومي لشعبنا الفلسطيني.

هل الطرح السياسي المريض والمتلعثم، كان قادراً على خلق انبعاث ثقافي، أسوة بما أنجزناه في سنوات الخمسين والستين والسبعين من القرن الماضي؟

كل الدلائل والمعطيات سلبية.

الصحافة الحزبية الشيوعية، التي شكلت منبراً ومدرسة ونافذة على الثقافة والحضارة العالمية، تهاوت. اختفى أهم منبر أدبي عرفته الثقافة العربية (مجلة الجديد) ، ليس في إسرائيل فقط، انما على مستوى العالم العربي، والتي شكلت مدرسة نضالية فكرية ثقافية حضارية في وقت اشتد فيه الحصار الثقافي على الجماهير العربية بعد النكبة، وأُغلقت كل أبواب التواصل مع ثقافتنا العربية، فبرزت (مجلة الجديد) بدورها الثقافي النضالي الشرس لصيانة هويتنا الثقافية، ولو لم ينجز الحزب الشيوعي بكل تاريخه السياسي الا هذا الإنجاز لكفاه فخراً.

اليوم لا أجد الا الضحالة الثقافية، والضحالة الفكرية، والضحالة السياسية. اليوم لا أجد فكراً. لا أجد رؤية أكثر اتساعاً من قاعدة كرسي البرلمان. لا أجد ثقافة تتجاوز صياغة الشعارات. صحافتنا أضحت بلا محرر أدبي، من يحتاجه؟ أجور الصحفيين بالحضيض، وتكاد لا تسدّ الرّمق. الإعلان هو المحرر وهو المفكر وهو مقرر سياسة الصحيفة. الفكر غائب، الغيبيات أصبحت صاحبة الميدان. عندما تقرأ في صحيفة وموقع بارز خبراً رئيسياً هو عبارة عن رسالة من شاب حائر لأن أخته تحب شاباً. ما يسعك ان تقول لهذه الصحيقة وموقعها..؟

هل هذا إعلام يحترم نفسه ويحترم قراءه؟!

عندما تقرأ لمنظر سياسي ومحرر صحيفة هامة (أو كانت) مقالاً تحليلياً عقائدياً يكتشف فيه، ويكشف لقراء صحيفته الملتزمون، ومن عنوان المقال أيضا ان: "الإمبريالية الأمريكية عدوة الشعوب، نقطة. ".

هل توجد عبقرية سياسية أفظع من ذلك؟!

عندما تسمع شباب متحمّسون لزعيمهم الراحل يهتفون بأنه علمهم وقال: "ان أمريكا رأس الحية".

حقا كنا بحاجة الى قرن كامل لنستوعب هذا الدرس السياسي الخطير؟؟!!

والأمثلة المضحكة كثيرة..

أفتقد اليوم في الأحزاب العربية كلها مثقفين من الصف الأول أو الثاني أو الثالث، لدرجة ان حزبا مركزيا أساسيا يبحث عن محرر لصحيفته من خارج صفوف الحزب.

لا أجد في المعارك التي يندفعون اليها وعياً أولياً لما يريدون الوصول اليه. يقررون موقفاً دون الرجوع للنصوص التي يزعمون انهم يعارضونها ويرفضونها. كيف يمكن الثقة بسياسيين "أميين" لا يقرأون إلا مدائحهم؟ ولا يعرفون من السياسة أكثر من المماحكة والشعارات البالية، التي تعلموها يوم كانوا يشيلون الزعيم على أكتافهم. ولا يتخذون موقفاً واحداً بناء على دراسة وتقييم، وأضحت الثقافة نسياً منسياً في برامجهم الانتخابية.

متألم؟ أجل. ولكني لست من المتشائمين.

كان رأيي، حتى قبل يومٍ واحدٍ من البرنامج الإذاعي ان أشدد على انه لا حدث ثقافي يستحق الاشارة اليه، واذا كان لا بد من الإشارة الى حدث، فهو استمرار تدهورنا الثقافي وغياب الإصدارات الأدبية الجيدة نسبياً. وأقول نسبياً لأني لم أرصد الا إصداراً أدبياً واحداً يستحق صفة الأدب وهي مجموعة الأديبة راوية بربارة " شقائق الأسيل".

أقول هذا بلا تردد، وبمعرفة اني أثير غضب زملاء أعزُّهم، ولكنهم محبطون من الواقع الكئيب.

ولكن حدثت مفاجأة غير عادية.

وصلني ديوانان شعريان لشاعر أصيل أحترمه، وهو مميز بشعره واستقامته وإخلاصه لفنة وأدبه وفكره.

وغرقت أقرا شعراً حقيقياً، ولا أريد أن أضيف وصفاً آخر.

شعراً يعبر فيه صاحبه عن أحاسيسه، والأهم انه قادر على نقل أحاسيسه للقارئ.

هل يريد الشاعر أكثر من ذلك؟

انه الشاعر الرائع حسين مهنا، ابن قرية البقيعة – قرية الشعراء الجليلية.

أصدر في الأيام الأخيرة من كانون أول 2007 ديوانين شعريين.

الديوان الأول: "تضيق الخيمة... يتسع القلب" ويشمل عشر قصائد وخمس منثورات.

يفتتحه بقصيدة يقول مطلعها:

كأني أراكم
كما قد رأتكم دمائي
على باب (عاي)
تشدُّون خيلاً
وتعْدون خلفي
ويوم صرختم بباب (أريحا):
- تموت... تموت
وراحاب تحيا..!!
حملت الحياةعلى راحتي
وسرت على مهل أنثر الحب والشعر
سرت.. سرت.. سرت..
انا أستزيد الحياة حياة
وأنتم تشدُّون خيلاً
وتبغون حتفي...

الديوان الثاني : "الكتابان" - ويبدأ بالثاني وينتهي بالأول.

يقول في قصيدة: "تمرّين أو لا تمرّين.."

تمرّين أو لا تمرّين
قلبي تعوّد طول انتظارك
أنت تعيدين للقلب
ما قد تناثر،
فوق دروب الحياة
ليصبح شكل الحياة
جميل التفاصيل،
كي لا تصير الدماء مداداً
وكي لا يظل الحبيب رهين القصيدة.

وفي قصيدة : "سموت بحبك.." يقول:

سمــوتُ بحبِّك العذريِّ خلقا وزدتُ حضارةً وصفوتُ ذوقا
وطهّرني غـرامك من ذنوبٍ تحاصر مُهجتي وتشدُّ طَوقـا

وأودعَ بي جمـالاً بعد ظرفٍ وشـوقاً للحياة فصار عشقـا
وعلمنـي بأن الحبَّ عـدلٌ فلا أشقى ولا المحبوب يشقى

بالطبع هذه مقاطع اخترتها عشوائياً، وانا أؤمن ان القصيدة الجيدة لا تحتاج الى "مفسر أحلام"، بل تتسرب كالماء الى وجدان القارئ وتدمجه بأحاسيس الشاعر.

لذلك وجدت ما يصح ان يكون حديثاً عن أبرز حدث ثقافي في أدبنا العربي الفلسطيني في إسرائيل. سأقول بكل بوضوح انه لو لم يصدر الشاعر حسين مهنا ديوانين شعريين جديدين في الأيام الأخيرة من عام 2007، ولو لم تصدر راوية بربارة "شقائق الأسيل" لكانت إجابتي انه لا حدث ثقافي يستحق الإشارة اليه، وان أبرز حدث ثقافي، هو استمرار تدهورنا الثقافي. ولكن الشاعر حسين مهنا والكاتبة راوية بربارة "تآمرا" لإنقاذ الثقافة العربية داخل إسرائيل، والى حد ما بعد بعد إسرائيل، بإصدارات جديدة قبل أفول نجم الليلة الأخيرة من العام 2007 أعادا فيها للسرد وللشعر بعض الاعتبار والقيمة.

وما أستطع قوله ان حسين مهنا أنقذ كرامة الشعر العربي، وربما ليس في إسرائيل فقط. (للكاتب مراجعة عن "شقائق الأسيل" في مواقع على شبكة الإنترنت).

حسين مهنا يثبت ان الشاعر المتمكن من فنه، ولا أقول من مهنته فقط، قادر على الإبداع حسب كل الأساليب الشعرية المعروفة... من الشعر الموزون والمقفى وشعر التفعيلة حتى الشعر المنثور. من الأسلوب الكلاسيكي حتى أحدث الأساليب الشعرية الجديدية.

حسين مهنا في ابداعه الجديد يشكل مدرسة ومقياساً للشعر الجيد وللشاعر المبدع، وللمثقف الحقيقي الذي يعيش ويتفاعل مع مجتمعه وعالمه.

ولا بد من العودة بتفاصيل أوسع لهذا الحدث الثقافي الابداعي الهام..

رغم حالتنا الثقافية المأزومة، الا ان الإشراقات الأدبية رغم قلتها، تشكل أكثر من ضوء في آخر النفق.
مع أمنياتي بعام جديد مثمر ثقافيا .


*
كاتب، ناقد واعلامي – الناصرة




 

Counters