| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نبيل عودة

nabiloudeh@gmail.com

 

 

 

الجمعة 29/8/ 2008



احبسوا انفاسكم : وزير العلوم والثقافة والرياضة هدد بالاستقالة !!

نبيل عودة

تناقلت وسائل اعلام عربية ان سعادة وزير العلوم والثقافة والرياضة ، غالب مجادلة ، العربي الأول الذي أشغل منصب وزير في دولة اسرائيل. أبلغ رئيس الحكومة ايهود اولمرت انه لا يستطيع الاستمرار في منصبه اذا تواصلت سياسة التمييز في الميزانيات .
كلام وموقف سليم .. وهل التمييز لم يكن قائما حين قبل غالب مجادلة منصب وزير عربي أول في حكومة اسرائيلية؟
والأهم من سياسة التمييز ان مجادلة جاء للوزارة بأعقاب استقالة الوزير السابق أوفير بينيس ، احتجاجا على ضم الفاشي العنصري افيغدور ليبرمان الى حكومة اسرائيل.
موقف أوفير بينيس هو موقف سياسي أخلاقي وقيمي بكل المقاييس ، أثبت فيه اوفير بينيس انه ضد الفاشية وضد العنصرية التي ترفع راسها وتشكل خطرا ، ليس على الجماهير العربية فقط ، بل وعلى اخلاقيات وسياسات اسرائيل ، وعلى الشعب اليهودي ، وعلى صورتها أمام العالم.
فهل كانت خطوة غالب مجادلة صحيحة سياسيا في قبول توزيره في حكومة يجلس فيها ليبرمان الذي يرفض يهودي ان يبقى فيها بسببه؟
وهل لا يعلم الوزير مجادلة ان التمييز ضد العرب ، وسياسة الاضطهاد القومي ، هي سياسة وضع خطوطها العريضة ونفذها ، حزب العمل بالأساس ، والليكود ورثها منه ، والبعض يعتقد ان الليكود كان أفضل في تعامله مع العرب ؟!
اليست مجرد العضويته في حزب العمل هي دعم لسياسة هذا الحزب التي لم تتغير منذ اقامة الدولة تقريبا ؟ حتى الغاء الحكم العسكري عام 1966 كان ضد سياسة الحزب وضد نوابه العرب الذين صوتوا مع ابقاء الحكم العسكري، بينما اليميني مناحم بيغن وحزبة الحيروت والليبراليين صوتوا مع الغاء الحكم العسكري… وبدون ذلك ربما كنا نعيش في ظل الأحكام العسكرية حتى اليوم .
حتى محمود درويش الذي يريد الوزير ان ينشئ جائزة على أسمه ، عانى من الاقامات الجبرية والسجن المنزلي بعد غياب الشمس،عدا الاعتقالات والسجون .. ولا أظن ان جائزة على اسم درويش هي عمل لائق من حكومة اسرائيل حتى لو قررها وزير عربي . هل ستحمل الجائزة الشعار والعلم الفلسطيني ، أم شعار وعلم دولة اسرائيل؟
اما موضوع استقالتك فيبعث على السخرية ، أصلا لماذا قبلت منصب وزير بدل وزير يهودي شريف استقال من دوافع سياسية معادية للفاشية والعنصرية التي يروجها ليبرمان ضد العرب؟
معلوماتنا تشير ان زعيم حزب العمل ايهود براك لا يريدك في تركيبة قائمة حزب العمل الانتخابية للكنيست القادمة . وانك بدات تبحث عن مكان جديد . هذا الأمر لا يهمنا كثيرا ، في الكنيست من هم دونك في الفهم أيضا. المؤسف ان تحول قضية هامة ، مثل قضية التمييز ، لمنصة دعائية لن تساعدك كثيرا !!
كنا سنحترم مواقفك ، وتخدم قضية نضال شعبنا ضد الفاشية والتمييز ، لو رفضت ان ترث اوفير بينيس ، وأكدت على صحة مواقفه السياسية والأخلاقية من وجود ليبرمان في الحكومة!!

مركز اعلام يرصد الصحافة العربية - ولا يبق الحصوة !!
رصد الصحافة المحلية الذي صدر عن مركزاعلام أثار ردود فعل عديدة في الأوساط الصحفية ، ولكنها تميزت بالذاتية المفرطة.
لا أنفي أهمية التقرير ، ولا صحة معلوماته ، ولكني أدعي ان الواقع أكثر سوءا مما يطرحه التقرير… لدرجة تجعلني أسأل :هل توجد لدينا صحافة حقا؟
نحن نعيش في عصر الاعلام الألكتروني ، اعلام سريع يفرض على الصحافة المطبوعة خاصة معايير عمل جديدة كليا وفهم جديد للخبر المناسب ومضمونه . اقول بوضوح ، لم اجد ان صحافتنا المطبوعة تتجاوب مع المعايير الجديدة … ما تزال تدور بنفس الحلقة القديمة. فهل بالصدفة هذا الركود الصحفي ، وتراجع البيع الحاد ، والتحول الى الصحافة المجانية؟.. ولو لم تكن مجانية لما حملها أحد تقريبا..؟
هناك فقر واضح في المستوى الفكري والاعلامي للعاملين في الصحافة ، هناك غياب لمحققين صحفيين ، ولتمويل مناسب لعمليات التحقيق الصحفية المكلفة كثيرا والتي تتطلب فريقا مميزا مع مستشار قانوني وصرف غير عادي أحيانا للوصول الى المعلومات..
لا اريد التحدث عن الفقر اللغوي ، وقد واجهت هذه الحالة مع مراسلين انهوا دراستهم الجامعية باللغة العربية ، وانا أبن الصف الثامن باللغة العربية ، كنت أعيد صياغة نصوصهم لتصلح للنشر كخبر .
البارزون لا يشتغلون بالصحافة ، لأنها تعني حياة العوز وشظف العيش. وصحافتنا لم تستوعب بعد مفاهيم اولية للصحافة ، مثل حرية الرأي ، وحق الاختلاف والنقد وتعدد الثقافات والأفكار ، والمصداقية في النشر .
لا أكشف سرا اذا قلت ان بعض الأخبار مجرد اكاذيب ، وحتى لو وصل للصحيفة تصليح مناسب لا ينشر. وان موقف صاحب الجريدة هو موقف الجريدة . وأحيان يشوه الخبر ليتلائم مع وجهة نظر المحرر .
مثل هذه الصحافة تعيش على وقت اضافي .
مثل هذه الصحافة لا تخدم مجتمعها ولا تخدم أي قضية اجتماعية تطرحها ، لأنها سلفا متحيزة أو مبيوعة.
ان واجب مركزاعلام أيضا التنبيه لحالة الصحافة المتهاوية. الموضوع ليس خطأ في تعبير .. بل غياب لغة صحفية ، وفوضى اصطلاحات ، وفقر فكري ، وعدم وجود رؤية اجتماعية او سياسية عامة ، احيانا تقع في حيرة من تفاهة المواد المنشورة ، حتى الموقعة منها مثل المقالات او الأدب مجازا. وحجة المحرر انهم يملأون صفحاته الفارغة . وأقول هذا عن معرفة ..!!
هل طرح مركز اعلام واقع الصحافة الحزبية الهزيل والمؤذ لمجتمعنا وللعقل السليم ؟
هل طرح مركز اعلام واقع الفقر في أوساط الصحفيين ، الذي ينعكس سلبا على الصحافة وعلى العاملين فيها؟
هل طرح مركز اعلام ، أهمية تحول الصحافة الى منابر للآراء وللقضايا الملحة ، الاجتماعية ، الاقتصادية ، التعليمية ، السياسية والفكرية ، ومن مختلف الاتجاهات والأفكار؟
الأمر الآخر : يجب الفصل بين الاعلام الألكتروني والصحافة المطبوعة التي تتهاوى الى حضيض بعد حضيض. مجرد انغلاقها، وعدم فهمها لمرحلة الصحافة الألكترونية وما يطرحه ذلك من ضرورة لتغيير مضامينها ونوعية أخبارها وتقاريرها وخدماتها الصحفية ، هو حكم بالموت على نفسها .. آسف انتحار باسلوب ياباني !!
بعض المواقع الألكترونية أفضل اليوم من الصحافة المطبوعة ، من ناحية المواد والمستوى ، ولكن الموضوع يحتاج الى دراسة وفرز . ان تحويل المواقع الألكترونية الى ما يشبه المواخير ، ونشر ما دون المستوى لمجرد وجود مساحة لا نهائية ، هي أيضا مسالة يجب ان تطرح بوضوح ، ان ما يجري هو تدمير للمواقع أيضا .


*
كاتب ناقد واعلامي – الناصرة


 

free web counter