| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نبيل عودة

nabiloudeh@gmail.com

 

 

 

السبت 11/7/ 2009

 

يهودية وهابية في إسرائيل!!

نبيل عودة *

الحاخام الرئيسي للجيش الإسرائيلي "لا يريد بنات في الجيش". اليهود المتزمتون (الحراديم) يستعملون العنف لمنع فتح موقف سيارات يوم السبت في القدس. الصراع الديني العلماني على أشده في إسرائيل. موقف الحاخام العسكري من "خدمة البنات في الجيش" يثير غضب المجتمع الإسرائيلي برُمتِهِ… ليس بسبب الخدمة في الجيش، وإنما بسبب تصريحات أصولية يهودية تأتي من المصدر الديني الأول في الجيش. المجتمع اليهودي يمكن أن يقال إنه مجتمع مدني ليبرالي حساس لقضايا الكبت الديني وحقوق النساء.. وذلك بغض النظر عن فكره السياسي وموقفه من قضايا الحرب والسلام في الشرق الأوسط، ومن الأقلية العربية في إسرائيل. وفي الجيش الإسرائيلي هناك مجندات متدينات، حسب المتبع، كان باستطاعتهنَّ ان يرفضن الخدمة، تماماً مثل الشباب المتدينين (الحراديم). تبرير الحاخام الرئيسي هو تبرير يثير غضب المجتمع اليهودي العلماني في إسرائيل، ويمكن القول إن الأكثرية المطلقة - اذا أخذنا بعين الاعتبار غير العلمانيين - علاقتهم بالدين هي علاقة أعياد وطقوس شعبية لا غير.

يقول الحاخام "إن خدمة البنات في الجيش تُناقض الشريعة اليهودية وانه منذ العام 1951 لم تصدر أي فتوى تسمح بخدمة النساء في الجيش، وقد أنكر الحاخام أنه قال ذلك، ولكن صحيفة هآرتس تحدثت مع أربعة من الحضور الذين أكدوا أن "الحاخام قال ما نشر على لسانه تماماً".

تخيلوا مع كل جندية يركض إلى جانبها محرم يهودي أثناء التدريب ؟! وهناك مراقب على التنانير العسكرية لمنع تقصيرها الذي يدوخ العقل. وهناك شرطة عسكرية دينية تمنع الأحاديث وارسال نظرات التمني الى جهة "الطرش" الغريب!!

لا نريد أن نسترسل حتى لا نعلق مع حملة نفس العقلية في مجتمعنا !!

الناطق بلسان الجيش اصر على ان الحاخام لم يقل ما نشر عنه رغم ما جاء من توثيق في الصحافة.

الحديث عن مجتمعين متناقضين تماما، مجتمع يرفض القيود الدينية المتزمتة يضم متدينين منفتحين بعقلية أقرب إلى العلمانية ، وعلمانيين لا يواجهون مشكلة في التصريح بقناعاتهم حتى لو كانت إلحادية ومقابله مجتمع ديني متزمت منغلق بأسوار لا يهدمها حتى السلاح النووي .

ويبدو للقارئ ان المجتمع الإسرائيلي بناء على ما سبق وتم عرضه هو مجتمع مهزوز قابل للإنهيار.. ولكنه موضوع آخر ...

حقا نحن نشاهد صراع يهودي علماني مع يهودي ديني متزمت، فالمجتمع اليهودي تسيطر عليه القيم العلمانية لدرجة ان العلمانيين يهربون من القدس التي تتحول الى مدينة محافظة متعصبة يسيطر عليها اليهود الحراديم، التيار الاكثر تعصباً وتشدداً في اليهودية ، الى مدينة تل أبيب العلمانية ذات اسلوب الحياة الاوروبية المنفتحة .

يمكن القول ان التيار الديني المتعصب هو "التيار الوهابي" في اليهودية... لدرجة انهم يعلقون لافتات لتحذير النساء من المرور باحيائهم في لباس "غير محتشم " ... ومستعدون لخوض معركة عنيفة في سبيل الحفاظ على ما يسمونه «قدسية السبت"، حتى لو سالت الدماء ..

المسيح ابن مريم قال عن السبت : "السبت لخدمة الانسان وليس الانسان لخدمة السبت" بما مَعناهُ ان القيمة للانسان وليس للعقلية الوثنية، وطبعاً نحن لا نتدخل في صراع ديني - علماني يهودي.. ولكننا مواطنون في الدَولةِ نفسها، وكل ما يدور فيها يؤثر على حياتنا. وعندما نسافر مثلاً يوم السبت لزيارة مدينتنا المقدسة نحتاج نحن ايضاً الى اماكن نركنُ سياراتِنا فيها... وغني عن القول إن اماكن الوقوف في ايام الجمعة والسبت مكتظة الى حد الانفجار.. ولا يمكن ايجاد موقف.. مما يضطرنا للركْنِ في اماكنَ بعيدة، واستعمال وسائل نقل بديلة، كَما ويُمنع الدخول الى احياء اليهودِ المتشددين في القدس حتى بواسطةِ سيارات الاجرة. والويل للسيارة التي تخطئ... فهي تمزق شر تمزيق وركابها!!

قرأت مثلاً مقالا لكاتب اسمه عامر لطيف يحمل عنوانا استفزازياً "لولا تكنولوجيا الغرب لهلك العرب"، وأنا أقول بالمناسبة: "لولا علمانية اليهود لهلكت إسرائيل".

 


* كاتب ، ناقد واعلامي – الناصرة
 



 

free web counter