| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نزار عسكر
nazaraskar@yahoo.com

 

 

 

السبت 18/10/ 2008



هل حقا لا ننقل الحقيقة؟

نزار عسكر

تناول الأستاذ جميل روفائيل في أكثر من مقال له مؤخرا بالنقد مراسلي قناة " عشتار" الفضائية في الخارج، لكونهم لاينقلون حسب وجهة نظره، " حقيقة" ما يعيشه ابناء شعبنا، بل يكتفون بنقل مظاهر الحفلات وو الخ. حتى أنه في آخر مقال له، أعتبر تضامن جاليتنا في الخارج مع محنة شعبنا في الموصل، ليس سوى " للإستهلاك الإعلامي وإيجاد عمل لمراسلي قنـاة عشـتار لاغيـر".!! وكأن مراسلي " عشتار" ميتون من الجوع"، وهم يستجدون "أفتعال" فعاليات تنظمها الجالية كي يحصلوا على بضعة دولارات تسد رمقهم..!!
قد لا يكون الأستاذ جميل روفائيل على علم بأني من أشد المنتقدين للطريقة التي تُدار فيها فعاليات الأحتجاح في الخارج، ليس لجدواها، فأنا أعتبرها مهمة لو خُطط لها بشكل جيد. ويمكن للكاتب الأطلاع على مقال سابق لي بهذا الخصوص، جاء تحت عنوان: " هل حقا صامدون نحن في السويد؟" نشرته في موقع " الحوار المتمدن" في 14 تموز من العام الماضي 2007، رفض موقع " عنكاوا كوم" نشره في حينه للأسف الشديد.

رابط مقال "هل حقا صامدون نحن في السويد؟" هو:
 http://al-nnas.com/ARTICLE/NAskar/15crist.htm

لكن الذي أثار أستغرابي الشديد من مقالاتك الأخيرة، يا أستاذ جميل، وأنت كاتب صحفي تمتد خبرته الصحفية الى سنوات طويلة، هو هذا التحامل، لا بل " الأستهانة " بعمل زملاء لك في نفس المهنة التي انت تمارسها أيضا خارج العراق.
فمراسلي " عشتار" في الخارج، وأنا واحد منهم في السويد، لايقومون سوى بأداء واجبهم المهني، لا غير. فإذا كانت جالياتنا ليست بالمستوى المطلوب برأيك، أو ليست بمستوى طموحك، من الطبيعي أن تنال نقدك أو نقد كل حريص على قضايا شعبنا. أما مهمة الصحفي وخصوصا المراسل، وهذه بديهية معروفة في الصحافة والأعلام، تنحصر في نقل الواقع والحقيقة كما هي للمشاهدين الذين هم من سيقوّمون إذا كانت هذه الفعاليات جيدة أم ضارة.

وبخصوص نقدك لنا بأننا ننقل فقط جانبا من واقع الجالية وهي الأفراح فقط، فانا أعتبر نقدك غير موضوعيا، ينم عن عدم متابعتك الكاملة لبرامج قناة " عشتار"، خصوصا ما تنقله من السويد.
والدليل على ما أقول هو أن مكتب السويد، قدم لمرات كثيرة تقارير وبرامج عن الواقع المآساوي الذي يعيشه عدد كبير من طالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم، وأجرى مقابلات مع عدد منهم، وكثيرون يتذكرون قصة ذلك المهندس من أبناء شعبنا الذي قضى اكثر من سبع سنوات في السويد دون أقامة عندما التقينا به وطرحنا من خلاله الظروف الصعبة التي يعيشها اللاجئون هنا. ناهيك عن تقارير اخرى تناولت مشقات الحياة في اوروبا وتأثيرات الغربة، وصعوبة الحصول على عمل، والخ من القضايا.
لكن فشلنا في الحصول على موافقة كل أرباب العمل الذي طلبنا منهم أجراء مقابلات مع العاملين لديهم، ونقل الصورة الحقيقية لعمالهم، لإسباب غير خافية عليك.

بالطبع أنا لست متضايقا من أي نقد يوجه لنا، فنحن بالتأكيد لدينا نواقص في عملنا نعمل ونأمل تلافيها، لكن أعتقد أن نقدك لم يكن موضوعيا. فأنت تناولت جانبا من عملنا، وهو نقل بعض الحفلات والتظاهرات، وتناسيت أننا خلال حوالي ثلاث سنوات قدمنا على شاشة " عشتار" ضمن برنامجي " حكاية عمر" و" عشتار في المهجر" العشرات من مبدعي شعبنا في مجالات مختلفة، كالفن التشكيلي والشعر والأدب والغناء والرسم والنحت والرياضة. حتى أن بعض البرامج التي قدمناها مثلا، عن الفنان التشكيلي المعروف حنا الحائك، والآب الشاعر يوسف سعيد، والموسيقى رائد خوشابا وغيرهم، نالت أعجابا كبيرا من المشاهدين، ووصلت القناة العشرات من الرسائل لاعادة بثها.

كما قلت فنحن لسنا معنين بتغير واقع جاليتنا، وحثها على عدم إقامة الحفلات او ما شابه ذلك. فهذه ليست مهمتنا، لكن أعتقد، وهذه وجهة نظري الشخصية، ولا تمثل رأي القناة بالضرورة، ان من حق جاليتنا التي اصبحت أعدادها كبيرة جدا، إقامة حفلاتها، لانها ببساطة اصبحت المتنفس الوحيد للتلاقي والتنفيس عن الضغوط الأجتماعية التي تعيشها في الغربة، لكن بالتاكيد هي مُطالبة ان تراعي مشاعر شعبنا في العراق، خصوصا عندما تشتّد الأزمات. وأنا بحسب علمي فان الكثير من الاندية والجمعيات الغت حفلاتها الربيع الماضي عندما تم أغتيال المطران الشهيد فرج رحو. فهل حقا نحن لا ننقل الحقيقة أم أن هذه هي حقيقة جالياتنا في الخارج؟؟
أتمنى أن يتسع صدرك رحبا لهذا الرد.


 


 

free web counter