ناصر عجمايا
الأحد 18/4/ 2010
الكلدان شعب وطني أصيل , لا يمكن لاحد تحديد حجمه, ولا مسارهناصر عجمايا
استغرب حقا , عندما أقرأ , وأسمع , وأشاهد , أشخاص , وحتى جماعات , ومنهم كتاب , محسوبين على الثقافة , يحددون , سقف عددي للكلدان , كما ينظرون لهم دينيا , كلدان مسيحيين , وتلك هي مصيبة كبرى , يربط شعب ما , أو قومية ما , بالطائفة او الدين , كما يحدد قومية شعب , بفقدان حزب قومي كلداني , وحتى مجموعة أحزاب , قومية كلدانية , لاستحقاقها الأنتخابي , سواء نجح ام اخفق هؤلاء , في الانتخابات الأخيرة في 7\3\2010 , والانتخابات عموما , هي بالتأكيد , خطوة الى الامام .
باعتقادي المتواضع انه , اجحاف وحقد دفين , لشعب أصيل , ذو تاريخ عريق , وحضارة عظيمة , تستفاد منها البشرية , عموما , بالاضافة الى شعبنا العراقي , الشعب الكلداني معروف بحضارته العالمية , في المجالات المتعددة , الشرائع القانونية (مسلة حمورابي) , علم الفلك , وحساب الوقت , والرياضيات (الجبرا) , علوم الطب , هندسة العمران , والجنائن المعلقة , احدى عجائب الدنيا السبعة , في بابل الكلدانية .
يكفينا فخرا , ان العراقي عندما يسأل , في الخارج , من اين انت ؟
الجواب من العراق , حضارة بابلون , كم تكون , فرحة الاجنبي , عندما يلتقي مع , شخص عراقي , من حضارة عريقة , تحترم في العالم , اجمع , وللاسف اليوم تحتقر , من قسم من الاشخاص الكلدانيين , قبل غيرهم , ليحدد قسم من هؤلاء , عدد الكلدان برقم معين , متناسي , او مقصود في التناسي , لاسباب سياسية صرفة , او انتماءات , قومية غير موفقة , لا قوميا ولا وطنيا , كون الهدف , واضح للداني والقاصي , هو ضرب , اسفين في , نعش الحضارة الكلدانية , كي يختار , الأشورة ليتأشور تارة , والكردية ليتكرد تارة ثانية , وليعرب ليتعرب تارة ثالثة , وهلم جرا.
بأعتقادي المتواضع , ان ذلك هو ضرب , اسفين في نعش حضارة العراق البابلية بتغييب شعب عريق كامل متكامل يلهث لقشور , زائلة مشوهة , للوجود القومي الانساني لحضارة وادي الرافدين , من خلال حضارة , بابل العالمية العظيمة , لم تكن حضارة العراق فقط , بل أصبحت ملك , لحضارة العالم الانسانية.
للاسف الشديد , كانت الهجمة , مقصودة وغبية , من برلمان كردي , لا يفقه للاسف الف باء , حضارة العراق , البابلية الكلدانية , ولم يستوعبوا أعضائه للاسف , عمق العراق , الحضاري , والانساني العالمي , ومعلوماتهم ناقصة جدا , او انساقوا الى مغريات , دمار شعبهم , قبل شعب وحضارة الكلدان ,عندما انجر الى القبول , في تغييب الكلدانية , كقومية خاصة حضارية , المطلوب تمجيدها , وليس أقصائها , ليتفقوا على , تسمية قطارية تفرق , شعبنا ولا توحده , لأن توحيد شعب , بتسمية غير سليمة , وبالقوة , وباساليب ملتوية , لاتقدم بل تؤخر , وانساقوا الى , قرارفردي , من أغاجان تحديدا , ليشوه تلك الاصول التاريخية , وحضارة وادي الرافدين , لتفقد سماتها , ووجودها , المستنبط , من حقائق على ارض الواقع , حقا هي وقاحة , وغباء برلماني كردستاني ,نضع هذه الحقائق , امامهم لعلهم يعدلون , ويصلحون موقفهم التارخي , لتغييب وأقصاء الآخرين .
اليوم بعد خسارة , الحزبين القوميين للكلدان , نتيجة خطأهما معا (المجلس القومي الكلداني , وحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني) اننا نعتبرها قوة للكلدان , وليس ضعفا , أطلاقا , بل هناك تجارب في ألأخفاق تحصل , هنا وهناك , ولابد من خسارتهما معا , نتيجة أسباب معينة , هما ألأعلم بها , ولا أريد ان أقحم , بالتفاصيل ألأخرى , اتركها للتنظيمين , لدراستها , وتقييم تجربتهما , ونقاط القوة والضعف , في سلوكيهما معا.
هذان التنظيمان , هما جزء من الشعب الكلداني , فقط , ولم يمثلوا كل الكلدان , والسبب وجود منظمات , مهنية عديدة , في الداخل والخارج , لا مجال لتعدادها , وهي تقارب بمئات المنظمات , الانسانية والاجتماعية والفنية وحتى الاقتصادية , بالاضافة الى مؤسسة كلدانية دينية , للاسف لم تقدم شيئا للشعب الكلداني , بقدر ما تؤخره من الوجهة القومية , ووجوده القومي , وتلك كارثة كبيرة على الكلدان , والكلدانيين وحضارتهم القومية والوطنية والانسانية , وهي بالتاكيد مؤسسة دينية قوية , لها حضورها , لكنها لم تؤدي دورها المطلوب , والكامل رغم أقرارها مؤخرا , بدعم القومية الكلدانية , ووجود شعب تاريخي , يستحق الوقفة المحقة . وأملنا خيرا , من خلال السينودس ألأخير , المنعقد في عنكاوة , من العام الماضي ,أنني أطلب من الكنيسة المؤقرة , الالتزام بقراراتها , المصيرية , تجاه شعبها , الذي أنهكته الظروف القاهرة , طيلة قرن كامل , من الزمن ولا زال , يعاني الويلات والمصائب , في ارجاء المعمورة , المخربة , وارهاب المنظم , والقتل المتعمد , والتشريد المستمر, والعذاب الدائم لشعبها , لتقول كلمتها الفاعلة , لخير وجودها , وتقوية اواصر شعبها , في الحكمة والتعقل , وبناء كنيستها , على الصخرة ليس البناء الحجري ومتانة كونكريته بل بناء الانسان , هو القوة والصخرة , التي لا تتحطم ولا يمكن , تحطيمها . ابدا.
الكلدان اثبتوا وجودهم , على الارض من خلال , ثقافتهم الانسانية , وتضحياتهم الكبيرة , واستحقاقهم الوطني , الكبير , ولا زالوا في موقع الصدارة في الدستور العراقي , المطلوب تثبيته , وعدم المس به أطلاقا , كقومية كلدانية بذاتها , الى جانب كل القوميات الأخرى , وعلى البرلمان العراقي , ان لا ينساق وبالتأكيد سيبقى , يدرك الامور , بجدية وواقعية.. هناك قوى , تقدمية علمانية وطنية , تقف الى جانب قومية الحضارة الوطنية الانسانية ’ كما ايضا الكلدان متواجدين , في البرلمان الجديد المنتخب , ضمن القائمتين العراقية ودولة القانون , وهم سيلعبون دورا وطنيا , حقا الى جانب كل القوميات , والاديان والطوائف , صغيرها وكبيرها , ضمن القانون , والعدالة الاجتماعية , المبنية على ثقافة الكل ومن الكل وللجميع.
الكلدان اليوم متواجدين , في سهل نينوى , وكردستان العراق , وفي الجنوب والوسط , وفي كل بقعة من الارض , من العالم , منهم مسيحيين ومسلمين , ومتدينين وملحدين , علماء ومفكرين وادباء وفلاسفة ومناظلين , شهداء ومفقودين وأحياء ومضحيين , كما فيهم للاسف جهلة وأميين , منساقين , غير واعين , حالهم حال الشعوب الاخرى , من القوميات المختلفة في العراق , كما في العالم .
يجني على العراق , وحضارته العريقة , كل من يحاول الأنقاص من الكلدان , وتاريخهم العريق , في خدمة العالم أجمع , والعراق جزء من هذا العالم .
قبل ايام احتفل شعبنا , باعياد أكيتوا , كما في كل نيسان , من كل عام , هو وقع كبير , على العراق والشعب , والحكومتين المركزية واقليم كردستان العراق , من خلال الالتفاتة الواعية , للرئيس العراقي مام جلال , ومن نائب رئيس البرلمان العراقي , كما السيد مسعود البرزاني , ومن قوى واحزاب , وشخصيات كثيرة , قيمت الحدث والمناسبة.
نقول بملأ الفم : الكلدان منتصرين بشعبهم , ولا مزايدات عليه أبدا , وهو منتصر وسيبقى منتصرا , وهو مع الوحدة , ويقدسها ,لا يفرق بين كل , المكونات القومية , ساعيا للتوحيد .. منظماته , تعي مهامها الأجتماعية والفكرية والسياسية , ومع الوطنية والمواطنة , والى جانب الانسان , في الداخل والخارج , وفي كل بقعة من الارض , هنيئا للجميع , مقاعد برلمان العراق , على اساس خدمة شعبنا العراقي , بكل مسمياته القومية , من دون الانقاص , وتغييب ألاخرين , والتاريخ سوف لا يرحم , كل من يهدم , أواصر شعبنا القومية والوطنية.
ملبورن \ استراليا