| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. نزار أحمد
Nezarahmed@hotmail.com

 

 

 

الأثنين 1/11/ 2010

 

جيران العراق لا يحبون العراق

د. نزار احمد 
 

متى ساسة العراق يفهمون بأن جيران العراق لا يحبون العراق ولم يحبوا العراق يوما ما ولا تهمهم مصلحة شعب العراق لا عن قريب ولاعن بعيد وجميع مصائب العراق في الماضي والحاضر لعب جيران العراق دورا فيها؟. لذلك الحكومة التي تصنع في ايران او وفقا للرغبة الايرانية لاتخدم الشعب العراقي ولكنها تخدم ايران فقط. وهذا الامر ينطبق على الحكومة التي تصنع في السعودية او في سوريا او في المريخ. ايضا الحزب المدعوم ماليا من دول الجيران لايخدم الا مصالح دول الجيران ومن يتخذ من قم مقرا له لايخدم الا قم ومن يسكن في عمان او الرياض او القاهرة او ابو ظبي او دمشق او صنعاء لايخدم الا عمان والرياض والقاهرة وابو ظبي ودمشق وصنعاء. كذلك ايران لاتحب شيعة العراق بل تحتقرهم مثلما لاتحب وتحتقر السعودية وسوريا ومصر سنة العراق. هذه الحقيقة متى ما افتهمها واقتنع بها المواطن العراقي والسياسي العراقي متى ما استعاد العراق عافيته وقامت له قائمة يستحقها.

مصر وسوريا كانتا لهما الدور الاكبر في اسقاط حكومة عبد الكريم قاسم لانها الحكومة الوحيدة في تأريخ العراق التي لم تفرق او تميز بين مكونات الشعب العراقي ولم تكن خاضعة للاجندة الخارجية. ليس دفاعا عن حماقات ونزوات صدام ولكن السعودية والكويت هما من اغرى واقنع صدام باشعال الحرب الايرانية وهما اول من تنصل عن التزاماتهما المادية في دعم تكاليف هذه الحرب بل على العكس من ذلك حاول كلا من السعودية والكويت اطالة هذه الحرب الى مالانهاية وذلك عن طريق التحكم بالتوازن العسكري لكلا الطرفين (ايران والعراق). بعد انتهاء الحرب الايرانية وعندما خرج العراق منها مثقلا بالديون وكان بحاجة ماسة الى عائدات النفط, اغرقت الامارات والكويت السوق العالمية بامدادات النفط مما ساهم بخفض سعر النفط الى اقل من ثمانية دولارات للبرميل الواحد, اغراق السوق العالمية بالنفط وتنصل السعودية والكويت من دعم تكاليف الحرب الايرانية زائدا غباء صدام حسين كانت مجتمعة اسباب غزو الكويت, كذلك فأن السعودية ودول الخليج ومصر وسوريا هما من ضغط على امريكا ومنعها من احتلال بغداد واسقاط صدام بعد تحرير الكويت, ايضا هذه الدول اقنعت امريكا بالسماح لصدام حسين في القضاء على الانتفاضتين الشيعية والكوردية والتان كانتا قاب قوسين من اسقاط صدام عام 1991. جميع الحصارات الاقتصادية والعسكرية التي تبناها مجلس الامن الدولي فشلت فشلا ضريعا الا الحصار الجائر الذي فرض على العراق لمدة ثلاثة عشر سنة. سبب نجاح هذا الحصار هو رغبة جيران العراق في تجويع الشعب العراقي وارجاعه الى الخلف مائة سنة. ومع هذا سمحت ايران وسوريا والاردن والامارات وتركيا على تهريب كميات النفط التي كان صدام يهربها لغرض بناء قصوره الفخمة وادامة مؤسساته القمعية. خلال السبع سنوات الماضية, من دعم ومول ودرب وامد الارهاب الذي احرق الاخضر واليابس في العراق هما ايران وسوريا والسعودية والامارات وقطر ومصر والاردن. من قطع المياه عن العراق هما ايران وتركيا وسوريا, من زرع الفتنة واشعل الحرب والنعرات الطائفية ولايزال يحاول هما ايران والدول العربية. من عرقل العملية السياسية في العراق ولازال جاهدا هما ايران والدول العربية,من ابقى العراق تحت البند السابع هما الدول العربية. لو قطع العراق علاقاته مع دول الجوار جميعها واوصد حدوده مع دول الجيران جميعها لاستقر امن العراق غدا ولما اريقت قطرة دماء واحدة على ارض الرافدين.

للاسف الحكومة التي سوف تشكل لم تكن بقرار عراقي ولكنها جاءت امتثالا لرغبات دول الجوار, لذلك سوف تخدم هذه الحكومة مصالح دول الجوار وليس مصلحة المواطن العراقي. هذه حقيقة لاجدال فيها.

 

مشغان, الولايات المتحدة الامريكية
 

 

free web counter