| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. نزار أحمد
Nezarahmed@hotmail.com

 

 

 

الثلاثاء 18/1/ 2011

 

متى نصبح مثل تونس

د. نزار احمد         

انزع قبعتي واحني ظهري احتراما وتقديرا للشعب التونسي البطل والشجاع والذي لم ينتظر صدقة الدبابات الامريكية او تدخل دول الجوار حتى يتخلص من نظامه الفاسد مع العلم ان تونس التي لا تمتلك قطرة نفط واحدة تنعم بأمان تحسدها عليه دول اوربا وكهرباء بدون انقطاع وشعبها ليس بحاجة الى بطاقة تموينية جائعة, او الوقوف ساعات من اجل حفنة مشتقات نفطية تستوردها من دول الجوار, او يضطر مواطنيها لدفع الرشاوى من اجل انجاز معاملاتهم الضرورية او ان تونس عاجة بالشهادات المزورة, الخ. عندما اقتنع الشعب التونسي بفشل حكومته في الارتقاء في الاقتصاد التونسي والقضاء على بطالة وصل تعدادها الى العشرة بالمائة ثار الشعب التونسي بدون مساعدة فلان او علان وتخلص من بؤر الفساد التي تحكمت في شؤونه لاكثر من 20 عاما.

فمتى يا ربي ارى الشعب العراقي يستيقظ من نومته الطويلة والتي حطمت الرقم القياسي لغفوة اصحاب الكهف ويتخلص بذراعه من بؤر الفساد والخيانة والتي تحفر عظامه منذ ثمان سنوات؟. فالعراق الذي يملك ثالث مخزون نفطي في العالم وصلت نسبة البطالة فيه الى اكثر من 30 بالمئة وقاربت نسبة الفقر فيه الى 35 بالمئة, زائدا اربعة ملايين ارملة زائدا خمسة ملايين يتيما زائدا بضعة ملايين مهجرا واصبح الفساد شاملا ومستشريا ويشمل جميع مرافق الدولة بدءاً برئيس حكومته الحاج نوري المالكي وانتهاء باصغر موظف حكومي. اما الوضع الامني فحدث بلا حرج, فعلى الرغم من كثرة الانفجارات والايام الدموية اليومية واغتيالات المسدسات الكاتمة, لازالت حكومة الكذب والنفاق والدجل تتحدث كل يوم وكل ساعة وكل لحظة عن المنجزات الامنية والامن المستتب مع العلم ان الحكومة متقوقعة داخل المنطقة الخضراء ولا تعلم ما يدور خارج حصونها والتي اسندت مسؤولية امنها لنشامى العم سام حفظهم الله ذخرا وسندا لحكومتنا الوطنية المنتخبة والمعينة بفتوى خامنئية وتزكية وهابية ومكالمة تلفونية بعثية. فأن كان الامن المستتب يؤدي الى قتل اكثر من مائتين الف عراقي وجرح ما يقارب ثمانمائة الف عراقي, لا اعرف بالضبط ماذا سيكون عدد الضحايا عندما لا يكون الامن مستتباً ؟. ولا اعرف بالضبط كم من الوقت يحتاج المواطن العراقي للانتقال من شرق الى غرب العاصمة ان كان يحتاج المواطن الى اكثر من اربع ساعات في ظل الامن المستتب والانجازات الامنية ؟. اما الكهرباء والمشتقات النفطية والماء الصالح للشرب والمجاري وتلقي العلاج الصحي فقد اصبحت في عراق الديمقراطية امان صعبة المنال. فماذا ينتظر الشعب العراقي البطل والغيور حتى يثور ضد حكومة الفساد والكذب والنفاق والشقاق والوعود الزائفة والشهادات المزورة واللامبالاة والتواطؤ مع جميع دول الجوار وبيعه على طبق من ذهب الى ايران وتركيا وسوريا والاردن والكويت والسعودية ومصر؟. فهل ينتظر حتى يصبح في العراق الف حزبا وكيانا حاكما او ان يصل تعداد الرئاسات الحكومية الى الخمسين والوزراء الى الالف والنواب الى الالفين ونواب الرئاسات الى المئتين والمستشارين الى المليون؟ فهل ينتظر حتى تصبح ميزانية الدوية لا تكفي لتسديد رواتب حكومته الرشيدة وحاشيتها ؟. فهل ينتظر حتى لا يجد لقمة يأكلها او عندما لا يستطيع ترك عتبة بيته بدون تلقيه طلقة تائهة او عندما يتحول العراق الى محافظة ايرانية او سعودية او تركية علنا وليس سرا او عندما يتشظى العراق الى عشرات الدويلات ؟ او عندما تصبح ارض مابين النهرين بدون انهار او عندما لا يكون هناك عراق اصلا او شعب. انتظرنا ثورة الشعب 36 عاما ضد فساد واجرامية العفالقة وطال انتظارنا حتى عطف علينا العم سام وعين لنا حكومة اسوأ من حكومة صدام. فهل ننتظر احتلالا جديدا حتى نتخلص من اولاد خالة ابن العوجة؟.

 

مشغان, الولايات المتحدة الامريكية
 

 

free web counter