كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

الأثنين 13/9/ 2010

التحالف الوطني وجدر بهلول د. نزار احمد سأعود لاحقا الى قصة جدر بهلول التي اصبح حالها كحال تحالف دولة القانون والائتلاف الوطني حيث بعد ستة اشهر من تحالف لايتعدى كونه حبرا على ورق لم يستطع من خلاله هذا التحالف الذي ولد عقيما سوى الاتفاق على ان يختلفوا على كل شيئ. ولا اعرف كيف يمكن وصف هذا التحالف العاطل عن العمل على انه تحالف قادر على قيادة دفة الحكومة والحرب الكلامية وصلت الى درجة الاهانات الشخصية بين قادة الائتلافين زائدا تأكيد قادة الائتلاف الوطني المصحوب بقسم لارجعة فيه بأن لا عودة الى طاولة المفاوضات مع ائتلاف القانون الا بعد تنحي المالكي عن رغبته في رئاسة الحكومة المقبلة. ولكن بعد لوية اذن ايرانية عاد الائتلافان الى طاولة المفاوضات لاجل الخروج بمرشح واحد يمثل الائتلافين لرئاسة الحكومة العراقية والقبول بنوري المالكي مرشحا عن دولة القانون بلا قيد وشرط. وللاسراع في حدوث توافق حول آلية اختيار شخصية رئيس الوزراء عقد التحالف اجتماعين في دار احمد الجلبي (مختار حارة الاسلام السياسي) وصف محواها بأنها ايجابية ومثمرة حيث اعلن احد قادة دولة القانون بأن قادة الائتلافين اتفقا على الآلية التي سوف يعقد بها اجتماع ما بعد العيد لتحديد والاتفاق على الآلية التي سوف تعتمد للخروج بمرشح واحد عن الائتلافين. فبعد ستة اشهر من الحراك السياسي وبعد مئات الاجتماعات والزيارات بين قادة الائتلافين وبعد عشرات الزيارات الى ايران وسوريا والسعودية وتركيا وجزر الواق واق والباغ باغ اخيرا اتفق الفرقاء على التحالف وتشكيل الحكومة . طبعا عملية الاتفاق على آلية اختيار رئيس الوزراء سوف تستغرق مابين الاسبوعين الى الاربعة اسابيع في نهايتها سوف تشكل لجنة حكام تحتوي على تمثيل متساوي من القانون والوطني (7+7). هذه اللجنة سوف تجتمع وتصوت ما بين نوري المالكي وعادل عبد المهدي. وسواء كانت نسبة التصويت التي سوف يتفق عليها بعد عمر طويل 50% زائدا صوت واحد او 60% او 65% فأن نتيجة التصويت سوف تكون سبعة اصوات لعادل عبد المهدي وسبعة اصوات لنوري المالكي. وهنا لا اعرف لماذا الغوص في عملية معروفة نتائجها مسبقا سوى اهدار الوقت وتأزيم المواقف والاطالة في تعطيل البرلمان وتأخير تشكيل الدولة. طبعا بعد ان تفشل لجنة التحكيم بحسم الموقف بين المالكي وعبد المهدي سوف يتبعها فترة زمنية لا تقل عن عدة اسابيع من خلالها يلقي القانون اسباب عدم التوافق على الوطني والوطني بدوره يلقي اسباب الفشل على دولة القانون زائدا جولة جديدة من الاهانات بين الجانبين يصاحبها تحرك سريع من كلا الطرفين للتحالف مع العراقية. وعندما تفشل محاولات التحالف مع العراقية وتأتي لوية اذن ثانية او ثالثة من ايران سوف يعود الائتلافان الى طاولة المفاوضات ولكن هذه المرة لاختيار مرشح تسوية. حيث اولا سوف تعقد مباحثات واجتماعات ماراثونية بين الجانبين تستمر لاكثر من اربعة او ستة اسابيع لغرض الاتفاق على آلية اختيار مرشح التسوية والتي سوف تكون ايضا عن طريق لجنة حكام يختار نصف اعضائها من القانون والنصف الآخر من الوطني, وبعد اربعة الى ستة اسابيع من الاجتماعات المكثفة التي سوف توصف على انها ايجابية وجادة ومثمرة سوف يتم الاتفاق على مبارزة تصويتية بين مرشحين تسوية احدهما يقدمه ائتلاف دولة القانون والثاني يقدمه ائتلاف الوطني...اختيار القانون والوطني لمرشحيهما (مرشحي التسوية) سوف يستغرق ما بين الشهر والثلاثة شهور... وبعد عمر طويل عندما تصوت لجنة الحكام على مرشحي التسوية سوف يحصل مرشح تسوية دولة القانون على سبعة اصوات ويحصل مرشح تسوية الائتلاف الوطني على سبعة اصوات....وهكذا الى ان اما يعود امام الزمان وهذا مايرغب به الصدريون او تكون انتخابات 2014 على الابواب وهذا ما يرغب به المجلس والقانون. ملخص الكلام ليس الآن ولا بعد سنة ولا بعد اربع سنوات سوف يقبل دولة القانون بمرشح الوطني اوالوطني يقبل بمرشح القانون فلماذا كل هذا الضحك على الذقون وبما ان لجنة الحكام يكون تمثيل الوطني والقانون فيها متساويا فأن لاحكومة تشكل بواسطة ائتلاف القانون والوطني...فحتى اذا افترضنا مجازا بأن اثنين من لجنة التحكيم قد منحوا اصواتهم الى مرشح الطرف المقابل فأن هذا لا يعني نهاية المشكلة لان الطرف الخاسر لمعركة رئيس الوزراء سوف يضع العراقيل لافشال التحالف وذلك عن طريق وضع شروط تعجيزية في مرحلة توزيع المناصب كأن يطالب بنصف وزارات الحكومة بضمنها ثلاث وزارات سيادية وما شابه ذلك. بهلول انسان بسيط حدث ان احب ابنه ابنة صاحب مال وجاه في عشيرته. وبما ان بهلول كان مقتنعا برفض والد من احب ابنته فقد وارضاء لولده قرر ان يأخذ معه وجوه وشخصيات العشيرة عندما ذهب يخطب ابنة صاحب المال والجاه. فمن عادات العشائر العراقية في وقتها ان لا يأكل الضيوف الطعام المقدم لهم حتى يتم الموافقة على الطلب الذي من اجله قدموا لزيارة المضيف. وهنا سأل والد الفتاة ضيوفه عن سبب عدم تناولهم لطعامه فقيل له بأن لديهم طلب. فقال لهم: "تناولوا طعامكم يا طيبين, طلبكم مقبول حتى قبل ان تسألوا". وبعد ان أكل الضيوف الطعام وشربوا الشاي, استفسر والد الفتاة ضيوفه عن طلبهم فقيل له نريد ابنتك لأبن بهلول..فقال لهم والد الفتاة :" الاصيل لا يتراجع عن ما وعد به", فقيل له: "ما هو مهر ابنتك يا شيخ", فقال:"في ليلة قارصة البرد اختارها انا بنفسي اريد من يرغب بالزواج من ابنتي ان يخلع ثيابه بالكامل وان يغطس كامل جسده حتى انفه في ترعة النهر منذ غروب الشمس وحتى مشرقها ". وبما ان ابن بهلول يعشق حبيبته حتى الجنون فقد وافق على شرط والد الفتاة. وفي ليلة باردة اختارها والد الفتاة غطس ابن بهلول جسده العاري حتى انفه في مياه النهر. وبما ان الزوجة ام بهلول لم يطاوعها قلبها رؤية ابنها يشرع في محاولة اشبه بالانتحارية فقد جلست على جرف النهر تراقب حال ولدها وعندما اشتد البرد بها جمعت بعض الحطب واشعلت نارا تتحمها بها. وفي اليوم التالي وعندما نجح ابن بهلول على تحمل برودة مياه النهر طيلة الليل ذهب بهلول مع وجوه وشيوخ عشيرته الى بيت والد الفتاة وذلك لقراء سورة الفاتحة واتمام مراسيم الخطوبة.. ولكن والد الفتاة رفض اتمام الزواج مدعيا بأن ابن بهلول لم يلبِ شروط المهر وذلك لأن امه اشعلت نارا سخنت بها ماء النهر...وحفاظا على كبريائه فأن بهلول لم يعترض على رأي والد الفتاة وقال للجميع بأن الزواج قسمة ونصيب وطلب منهم الحضور الى منزله لتناول وجبة غذاء حتى يتمكن من شكر الجميع على ما بذلوه من جهد...في اليوم التالي وبعد صلاة الظهر مباشرة حضر الجميع الى بيت بهلول وعندما طال انتظار الطعام بدأ الضيوف يسألون بهلول عن وليمتهم التي طال انتظارها فقال لهم بهلول بأن الجدر على النار والاكل لم يستوِ بعد... ومر يوم ويومان وثلاثة ايام وكلما يسألوا بهلول يقول لهم بأن الجدر على النار ولم يستوِ الاكل بعد, وعندما هلك الضيوف من الجوع قالوا لبهلول:"ماذا تطبخ لنا يا بهلول". قال لهم بهلول:"اطبخ لكم ثورا"...فقالوا له :"وهل يعقل تمر ثلاثة ايام ولم يطبخ لحم ثورك يا بهلول". قال لهم بهلول:"ان لم تصدقوني تعالوا معي كي تروا بأم اعينكم"..وفعلا عندما ذهب الضيوف مع بهلول وجدوا قطعتين صغيرتين من الخشب تشتعل في ارضية المطبخ ولكنهم لم يجدوا جدر بهلول..فقالوا له :"اين جدرك يا بهلول". قال لهم بهلول:"وضعته فوق سطح الدار". فقالوا له "وهل يعقل يا بهلول ان يطبخ لحم ثورك وجدرك فوق سطح الدار وموقد نارك في عقر الدار"...قال لهم بهلول:"ان كانت النار التي اشعلتها زوجتي قد سخنت ماء النار باكمله فأن ناري ايضا قادرة على طبخ لحم ثوري". فقصة تحالف دولة القانون والتحالف الوطني اشبه بجدر بهلول فمهما انتظرنا فأن التحالفين سوف لا يستطيعا الاتفاق على مرشح واحد سواء انتظرنا شهرا او سنة او مائة سنة.     مشغان, الولايات المتحدة الامريكية