| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نبيل عبدالأمير الربيعي

 

 

 

                                                                                  السبت 9/7/ 2011




الدستور العراقي بين الحكومة الذكوريه وإهمال المرأة

نبيل عبد الأمير الربيعي

لقد سمعنا كثيراً الإدعاءات والوعود من الأحزاب السياسية قبل الانتخابات الأولى والثانية بمحاولة تغيير الأوضاع نحو الأحسن بعد انتخاب الجمعية الوطنية , ولكن العكس كان واقعاً.حيث تدهورت الأوضاع نحو الأسوأ ,أصبح الفساد بتزايد والتفجيرات وسلسلة كاتم الصوت مستمرة, الانفلات الأمني المتصاعد وقتل الأبرياء يومياً ونهب الأموال العامة وتزوير الوثائق وانعدام الخدمات الصحية والاجتماعية والتعليمية والنقص الحاد في والكهرباء والبطاقة التموينية.

في مسألة مساواة المرأة والرجل وتحريرها من العبودية الذكوريه والتي هي أحد المساهمات في الميادين النضالية للأحزاب اليسارية والعلمانية والتحررية في العراق , والحزب الشيوعي العراقي قدم التضحيات الغالية بالآلاف من المناضلات والمناضلين , وأثمرت في تسريع العديد من القوانين التقدمية في فترة إعلان الجمهورية , لكي تضمن المساواة الكاملة للمرأة , ولكن التيارات المتخلفة والرجعية لا يتوافق هذا مع واقعها ومنهجها من التوليتارية اليعثية , فأخذت حقوق المرأة تتراجع نحو التخلف بقوانين بائدة تحرمها من السفر إلا بمحرم ولم يسمح بتجهيزها بجواز سفر بدون محرم إلا بعمر الأربعين, ومسودة الدستور العراقي أصبح يكشف عن ذكوريته العراقية, مما أدى إلى تهميش دور المرأة حتى في تمثيلها بوزارة المرأة , حيث مثلها رجل حسب التوافقات والمحاصصة الطائفية البغيضة وهذا يعزز اضطهاد المرأة العراقية ويلغي الاعتراف بالمواثيق العالمية لحقوق الإنسان باحترام الإنسانية لإنسانية الإنسان , والابتعاد عن كل ما يمس إلى تحجيم حقوقه من كم الأفواه والتعبير عن الرأي واحترام الرأي الآخر لا وحرية المعتقد.

لقد غابت المرأة عن دورها في السلطة التنفيذية في صنع القرار , بينما المرأة تمثل في المجتمع أكثر من 50% وليس هنالك من شيء يجسد مقدار الخطوات بحق المرأة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية. وغاب البرنامج السياسي للقوى الحاكمة الجاد والفعال لمعالجة المشكلات التي يمر بالبلد , من نقص حاد في جميع مجالات الحياة الخدمية , ولكن التوجهات الجديدة التي تكشف عن رجعيتها هو تحريم الموسيقى والغناء في المهرجانات وتدمير النحت وإبداعات الفنانين في أكاديمية الفنون الجميلة , والتوجه نحو عزل الطالبات عن الطلاب في معهد الفنون الجميلة , وقد تراجعوا في الفترة الأخيرة بعد صيحات القوى الديمقراطية واليسارية. هذا كله معانات تعانيه المرأة العراقية , إضافة لتهميشها وإقصائها كعضو فعال في المجتمع , ولكن بعض الكتل السياسية تحاول أن تجمّل صورتها بالإدعاء إنها تدعو إلى حرية المرأة وإعطائها دور في العملية السياسية.

إن لمنظمات المجتمع المدني دور في رفع المستوى الثقافي للمرأة العراقي واطلاعها على معرفة حقوقها وواقع الدستور الذي يحاول أن يحد من تحركها وتهميشها من سن قانون الأحوال الشخصية وإقرار سن الزواج للمرأة الباكر بأعمال ما تحدده الطائفة أو المذهب لا ما يحدده القانون المدني في سن الثامنة عشر , فقد تزوجنّ أطفال في عمر العاشرة والثانية عشر بزواج بدون عقد في محاكم الأحوال الشخصية وعند انفساخ العقد كيف ستحصل هذه الطفلة على حقوقها الزوجية, وأنا اسميّ هذه الزيجة (بزواج الأطفال) فكيف نعتمد على أطفال في تربية أبنائهم وبناء مجتمع متطور, وهنالك مردودات صحية على هذه الزيجة بالسن المبكر, وقد شجعت بعض التيارات الدينية الزواج المبكر للقضاء على التفسخ الحاصل بين الشباب ولكن ازدادت حالة الطلاق بين الفتيات بأعمار الورود لعدم التفاهم العائلي وبسن من غير الممكن تعرف كيفية التعامل مع الزوج وعائلته وهو طالب في المتوسطة أو الإعدادية وكيفية إدارة معيشة العائلة.

الدعوة لمنظمات المجتمع المدني والناشطات إلى الاندفاع بقوة لحماية حقوق المرأة والدفاع عنها بشكل ايجابي , وفضح الظواهر السلبية من المتعصبين بحق المرأة عقلياً وذكورياً, فمن ألفوّا كتب ضد المرأة باسم ( الحقيقة الضائعة) وهجومهم السافر ضد الناشطات النسويات وتأثير وجود تلك الأفكار في تفكك الأسرة.

فمن خلال المتابعات السياسية نلاحظ دور المرأة عالمياً في صنع القرار وتواجد النساء في البرلمان حيث تصل إلى أكثر من 20% من الأعضاء , ولكن لو قارّنا تلك النسبة مع الدول العربية سنلاحظ العدد قليل جداً , وهذا كله يرجع إلى سيادة المفاهيم المتخلفة البالية وإهمال الدور الحقيقي للمرأة في الحياة السياسية والإجتماعية , كما عتبنا على الإعلام والصحافة من عدم المساهمة في الدور الكبير لتوعية المرأة وشرائح المجتمع , لرفع المستوى الثقافي ومن هذا يتطور ويتقدم المجتمع نحو الرقي والتقدم , كما للمنظمات النسويه الدور الأكبر في زيادة وعي المرأة بأهمية المشاركة الفعالة في الحياة السياسية للوصول إلى صنع القرار والتوعية الشاملة لدعم المرأة المعنوي. وهذا كله يدخل في حيز استقلالية المنظمات النسوية من التبعية السياسية لأحزاب الرجعية والشوفينية الغير داعمة لتحرير المرأة وزيادة برقعها والدعوة للجلوس في البيت باعتبار البيت وتربية الأطفال وخدمة الزوج هو عملها فقط.


 



 



 

free web counter