| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نبيل عبدالأمير الربيعي

 

 

 

                                                                                  الخميس 7/6/ 2012




تجليات مفترضة .. المعرض الشخصي للفنان التشكيلي ناصر سماري

نبيل عبد الأمير الربيعي

كان حلم بعض مثقفي وأدباء وفنانيّ مدينة الحلة أن يكون لهم دار لعرض منتجاتهم الفنية والأدبية , وقد تحقق ذلك في إقامة دار الود للثقافة والفنون , وبمديرها الرائع الفنان التشكيلي والأستاذ الجامعي (د.باسم العسماوي) , كما أضاف لهذه الدار عرض سينمائي أسبوعي لبعض الأفلام العالمية , وقد أصبحت الدار مكان لتجمع مثقفي المدينة وفنانيها في إقامة معارضهم التشكيلية , ومعارض لأصدقائهم من محافظات شمال وجنوب العراق.

ففي يوم الاثنين المصادف21-5-2012 أقام الفنان البصري ناصر سماري في مدينته الثانية الحلة معرضهُ الشخصي بعنوان(تجليات مفترضة) , حيث عرض ما يقارب(29) لوحة تشكيلية في الفن التجريدي الطبيعي, وبأحجام كبيرة تتراوح بين مترين إلى مترين ونصف ... الفنان سماري من مواليد البصرة الفيحاء وتدريسي في كلية الفنون الجميلة جامعة البصرة وعضو نقابة الفنانين و حالياً طالب دكتوراه , وقد صرح في معرضه الشخصي" لقد عملت عبر الأنساق والقيم على سطح النص والسطح البصري للوحة التي أتاحت لي مساحة واسعة على سطح اللوحة الأبيض, و كل ما أحملهُ في داخلي هو هموم مدينتي البصرة التي تعرضت للحروب والنكبات والكوارث وخراب المدينة والإنسان , لقد تحملّت هذه المدينة الكثير من المعانات , فهذه إرهاصات تؤدي إلى تكوين ذات الفنان من حزن وفرح , فيسجلها بشكل فني تشكيلي وبأشكال معينة لا يستطيع حتى الفنان أن يقرأها بالشكل الصحيح لأنها تخضع على عبثية معينة , مما تتيح قراءة اللوحة في كل زمان " كما أشار الفنان ناصر سماري "إن أعمالي التجريدية لا تشبه أعمال الفنانين لنفس المدرسة , ولكن الفنان قد حقق خصوصية وقد حافظ على أصالة العمل التجريدي, وأنا أطمح أن يرى أعمالي هذه بعد سنوات طويلة ويدرسها و قد يختلف المتلقي بقراءتها عن الفترة الحالية " .

وفي لقائنا مع مدير دار الود د.باسم العسماوي والتدريسي في كلية الفنون الجميلة جامعة بابل , كان ممتن لتواصل طريق الشعب مع هذه الدار ونقل كل ما يدور فيها من ندوات ومعارض تشكيلية إذ عقب " جريدة طريق الشعب جريدة متميزة بعناوينها وموادها المهمة وباستقطابها للثقافة والمثقفين ولا سيما دار الود للثقافة والفنون في بابل " كما أشار إلى معرض الفنان ناصر سماري " فقد حلّ الفنان سماري ضيفاً بيننا من البصرة الفيحاء , فهو فنان متسلقاً فوق الجبار , وبحاراً تارةً في أعماق البحار وأخيراً منقب آثاري للتضاريس البيئية , عبر فرشاته و بإيعاز من عقله وإحساسه , فقد استقطب معرضهُ هذا زهاء أكثر من (200) شخص , كما أبهر الجميع حقاً في منتجه ونصهُ التشكيلي البصري ,فقد تمكن أن يثير تساءل المتلقي الكونية وفق هذه التضاريس التي هي أشبه بالتجريد المجهري , لوحات الفنان ناصر تأخذك من اللامنتهي والخوف المفرط والألم الجميل , وهذه التكوينات في لوحاته هي عبارة عن تكوينات طبيعية عفوية , فقد نقل لنا روح الاحتراف في الطبيعة وعلى حفريات لم ننتبه لها إلا مرورنا مرور الكرام".

كما أشار د. محمد أبو خضير أكاديمي أستاذ جامعي " تعتبر لوحات الفنان ناصر ذات رؤيا واضحة ومعبرة , فيها نوع من معالجة الواقع الذي نعيشه من الجانب الانفعالي الأيديولوجي ,بسبب الخراب والعصف الذي أصاب العراق والعراقيين , علينا أن نتلقى ما يصبح لمرحلة ما بعد الخراب , ففي لوحات ناصر سماري نوع من السرد اللوني والكتلة , وطبيعة الخط , لكن هنالك عتمة محيطة بلوحات الفنان , وهنالك هندسة فوضوية متجزئة وتمرحلات صورية على ضوء الواقع بعد الخراب والهدم , قد حاول الفنان تجسيدها بمعرضه هذا" , ويشير د. عاصم عبد الأمير عن لوحات الفنان ناصر في فولدر المعرض" ثمة رسامون يلدون من رحم الفجيعة , وينمون معها بخط متواز, لكن دون أن تحرفهم خطاهم نحو اللاشيء , ناصر سماري أحدهم دون ريب, فقد حمل معهُ مشروعاً جمالياُ واقتراحات لقيم مضادة لما ألفناه من تجريدات بدت بحكم التداول , كما لو إنها تكرار لهذيانات لونية , ربما يكون سماري من جيل حمل معهُ حزمة ضوء في فضاء اليأس بعد إن علا إيقاع الخراب , توازياً مع طبول التنازع الطائفي " , أما الكاتب والروائي محمد خضير فيؤكد في فولدر المعرض إن الفنان ناصر سماري " يتخذ من لوحاته من التقنية العشوائية للمدرسة الوحوشية .. الملطخة بفعل الصراع العميق مع أحلام الكهف , ألواح منقوشة , وجوه بدائية رمادية , لطخات زرق , شروخ وانهيارات , كلها دلائل على الأصل التصويري العميق لجدران الكهف التي غطاها الفنان سماري بطبقات إضافية من رؤياه الصاعدة إلى أفق التجربة اللونية الحرة بحنين طفولي قديم ".

يعتبر الفنان ناصر سماري من الفنانين الذين يمتلكون المدد التخيلي الذي يوصل فيوضه دون انقطاع , وغالباً ما يذهب به إلى فنتازيا تنغلق تارة وتنفتح أخرى تبعاً للحظة التخاطب مع جغرافية السطح التصويري .
 


 

free web counter