| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نبيل عبدالأمير الربيعي

 

 

 

                                                                                  السبت 3/12/ 2011




بدون الكتاب يصمت الضمير

نبيل عبد الأمير الربيعي

(بدون الكتاب يصمت الضمير , وتنام العدالة , وتقف الطبيعة جامدة,وتعرج الفلسفة , وتصاب الآداب بالصمم, وتطوي الظلمة سائر الأشياء) أ. بارتوليني

منذ سنوات النظام السابق والمواطن قد حُرم من اقتناء الكتاب والمجلات والندوات وزيارات بعض المثقفين, لا لشيء إلا استجابة لزعل السياسي, وقد حاول النظام سد النقص بأشباه المثقفين والأدباء وبأشباه الكتب التي تمجد القائد ونظامه ,وفي الآونة الأخيرة بسبب الابتعاد عن مقومات التنمية الثقافية ,فقد كشف تقرير مؤسسة الفكر العربي, وهو أول تقرير سنوي تصدره مؤسسة عربية بتمويل عربي حول مقومات التنمية الثقافية في22 دولة عربية فقد كرس الملف الخامس الحصاد الثقافي السنوي في مجال التأليف والنشر.

إن إجمالي الكتب التي نشرت في العالم العربي بلغت 27809 كتاب ولا تمثل الكتب المنشورة في العلوم والمعارف المختلفة من هذا الرقم سوى 15% , وهناك كتاب يصدر لكل 12 ألف مواطن عربي بينما هناك كتاب لكل 500 مواطن بريطاني , وكتاب لكل900 ألماني , أي بمعدل القراءة في العالم العربي لا يتجاوز 4% من معدل القراءة في بريطانيا , وهذا يؤكد أن معدل ما يقرأه الفرد في طول العالم العربي وعرضه سنوياً هو ربع صفحة فقط!! وإن معدل ما يقرأه الأمريكي 11 كتاباً والبريطاني 8 كتاب , على الرغم من إن المنطقة العربية أصبحت أغنى من أي وقت مضى في تاريخها , ما يزال الفقر شائعاً متدنياً والأمية منتشرة.

كما تغيب المكتبات المدرسية في أغلب المدارس في العراق خاصة , وإذا وجدت فإن ما فيها من كتب إما غير ملائم لمستوى التلاميذ وإما لا يُعلًم التفكير والتحليل والاستنساخ ولا يفتح مدارك التلاميذ , أما المكتبات العامة فهي غائبة في أغلب المدن والتجمعات السكانية, والنتيجة إنك إذا دخلت أي معرض للكتاب التي تتكرر وتتشابه , فالكتاب العلمي شبه غائب بسبب غياب البحث العلمي في الجامعات وفي ما يطلق عليه ( مراكز البحوث) , أما الكتاب المترجم نادر ويكاد يقتصر على ما يكتبهُ الآخرون عن العرب , ولا يقدم لنا سوى بعض ملامح هويتنا في عيون الآخر.. الإبداع الأدبي يستحق هذه التسمية قليل ولا يوجد إقبال عليه بما يشجع تطوير تجارب الكتاب ويعمق خبراتهم.

ولو تابعنا الإهمال في مدارس العراق من إهمال للمكتبة المدرسية وخاصة إهمال درس المطالعة من قبل أساتذة اللغة العربية واستغلالها من قبل المدرسين لإكمال منهج قواعد اللغة العربية أو الأدب العربي وهي حصة أسبوعية فقط,يجب إعادة النظر في طرقنا التربوية ومناهجنا التعليمية , مع تزويد المدارس بكتب تلائم أعمار طلابها , واحتساب علامات للطالب على ما يقرأ من كتب, كطلب تلخيص ما يقرأ من الكتاب لكل طالب كما كان يحدث فترة التعليم في بداية السبعينات مع الطلبة من القرن الماضي , كما يجب اعتماد ساعات معتمدة جامعياً ترتكز على الثقافة,كنا في المدرسة نحرص على الاستفادة من مكتبة المدرسة, كانت هنالك حصص للمكتبة وزيارتها ليحكون مدرسينا لنا عن عمالقة الأدب العربي وقادة الفكر العالمي وأشياء كثيرة ما زلت أحفظها رغم مرور السنوات الطوال على قولها في الحصص الدراسية , أين هذا الآن والمدرسون مشغولون بالدروس الخصوصية , هل سيفكر هؤلاء في قراءة كتاب أو الحديث عن قراءتهُ للتلاميذ ,ولهذا ضرورة إجبار الطلبة على القراءة والبحث وزيادة معلوماتهم بدلاً من الأسئلة الجاهزة والإنشاء الجاهز المتوفر في مكتبات القرطاسية , مما يغيًب الأسلوب الأدبي في التعبير للطلبة في كتابة الإنشاء المطلوب.

أما المكتبات العامة فقد أُهملت , ولكن على الدوائر المختصة إنشاء مكتبات عامة لتغطي التجمعات السكانية في كل منطقة , وعمل ندوات ومحاضرات لأهمية المطالعة ورعاية التعليم الإلزامي يجمع أبناء من هم في سنً التعليم.
كانت للفترات السابقة وقبل دخول الطاغية في حروب العبثية أهمية لدور الطبقة الوسطى في دعم المجال الثقافي وإقامة الندوات وتشجيع أبنائهم على اقتناء الكتاب والمجلات ومتابعة الأفلام السينمائية والتردد على دور السينما كعوائل ومشاهدة المسرحيات الجيدة , أما الآن فقد ذابت هذه الأسر وتاهت مع البحث عن ثمن الغذاء ومتابعة ارتفاع الأسعار للمواد الغذائية والكتاب .
 



 

free web counter