نبيل عبدالأمير الربيعي
الثلاثاء 2/8/ 2011
الناشطة هناء أدور تجمع بين خيط الحرير وصلابة حجر الماسنبيل عبد الأمير الربيعي
في اصبوحة جميلة في بابل التقينا الناشطة هناء أدور, امرأة من طراز خاص ناشطة في الدفاع عن الحقوق المدنية والديمقراطية وحقوق الإنسان, في بلد قطعت أوصاله الحروب العبثية والطائفية, صباح يوم السبت 30 تموز 2011 ، كنا نتشوق لرؤيتها شباباً وشيوخاً ونساءً.
هذه المرأة العصامية التي تجمع بين رقة خيط الحرير وصلابة حجر الماس, تدافع بشدة عن انتمائها العراقي , الذي يحرك نضالها من أجل تحقيق الحريات الديمقراطية للمجتمع العراقي طيلة سنوات.
هناء ادور مناضلة غنية عن التعريف تحمل تاريخا ناصعا في مقارعتها للظلم والظالمين والدفاع عن مصالح الشعب العراقي بكل امانة ولم تتراجع أو تنكس راية النضال من اجل هدف سامي أمنت وعملت به , رفضت المنصب كوزير او نائب في المجلس بكل قوة في الوقت الذي اصبح فيه الوزير والنائب لا يحتاج الى تاريخ مضيئ ولا شهادة عالية .ان محاولة تزوير الوقائع والأحداث وقلب المفاهيم تشبه محاولة حجب نور الشمس بمنخل ,السيدة هناء أدور ناشطة حقوقية من أهل البصرة تعرضت عام 1963 الى تعذيب شديد من قبل قوى الظلام والرجعية البعثفاشية وخرجت مرفوعة الراس . منذ ظهور الوعي الوطني لها, تأثرت بالفكر الماركسي اليساري, ومنذ تخرجها عام 1967 من كلية الحقوق - جامعة بغداد ,أصبحت كعضوة قيادية في رابطة المرأة العراقية في الستينات وعضو الهيئة التنفيذية لأتحاد النساء الديمقراطي العالمي , لقد اثبتت جدارتها وحرصها واستمراريتها بلا كلل في العمل من أجل الحصول على حقوق المرأة.
تعرفت على حركة حقوق الانسان الدولية مما أدى إلى ارتباطها أكثر بنشاطات حقوق الإنسان والدفاع عن المرأة, وبسبب الهجمة ضد القوى الوطنية والحزب الشيوعي العراقي من قبل السلطات عام 1978 اضطرت للهجرة إلى دمشق والانتظار حتى عام 1985 للانظمام لحركة الانصار في كردستان العراق, إذ تعتبر هذه الفترة التجربة الذهبية في مسيرة نضالها لمدة ثلاث سنوات , كتجربة غنية للكفاح المسلح التي زاملت وعاصرت الكثير من الرفاق وشهداء الحركة الانصارية.
عقب التغيير بعد إن خرج العراق من دائرة الهم السياسي العام من الحصار والتصدي للنظام السابق , دأبت الناشطة هناء أدور العمل في منظمات المجتمع المدني وهي الوسيلة الحيوية التي تتمكن من ممارسة دورها في دائرة السلم الديمقراطي التي كفلها الدستور .
إن الدور التي اتخذته في الدعوة لبناء الديمقراطية , والحريات المدنية في العراق سيستمر في العراق بسبب معاناة الكثير من أبناء العراق, إذ دعت إلى تشكيل جمعية الأمل إنسانية عام1992, وهي فرصة لتشكل في كردستان العراق بعد انسحاب النظام السابق من المنطقة, والتي ساعدت وأغاثت الكثير من أبناء وبنات الشعب الكردي, ومنها المعالجات الطبية من قبل فرغ الإغاثة اللبنانية وناشطين من كردستان العراق لمدة اسبوعين والهدف لتقديم الدعم لهم.
كانت تجربة منظمة الأمل كتجربة جديدة للناشطة أدور , إذ أثبتت انها الباعث الحقيقي لتحقيق حياة حرة كريمة , كمنظمة مستقلة حزبياً ومذهباً , إذ كان نشاطها منذ عام1993 ولغاية 2003 في مدينة أربيل,و في أكثر من مجال , منها الصحة والتعليم وحملات محو الامية بين النساء والدعوة للتوعية القانونية لحقوق المرأة,والتركيز على قانون الأحوال الشخصية والدعوة لمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة , وقانون العقوبات والتأكيد على حق المرأة للحصول على دخل اقتصادي من الرجل , أو العمل الوظيفي في المجالات شتى.
لمنظمة الآمل التي تقودها الناشطة أدور المساهمة في رفع المستوى المعاشي لأكثر من 3017 أرملة من أقليم كردستان , لفتح مشاريع لتربية المواشي بمساعدة برنامج منظمة الغذاء العالمي للمم المتحدة , كما ساهمت بمكافحة الامية المستشرية بين هذه العوائل وملازمتها لمدة 30 شهراً,وقد حقق نجاح كبير للعوائل الريفية في مدينة أربيل.
أما في مجال الشباب في كردستان فكان الهدف لتوعيتهم , من خلال المركز الثقافي في السليمانية ,في مجالات العمل والفنون التشكيلية وتعليم الحاسوب والثقافة والمهارات الرياضية والسينما , وفتح جناح خاص بمكتب السليمانية وتزويدهم بالمصادر من الكتب بمساعدة الدول العربية لدعم الطلبة من الدراسين والباحثين , وفتح دورات لمكافحة الامية وتعليم مهن الخياطة والسياقة , والشروع للمعرفة القانونية وحقوق الفرد في المجتمع, من لائحة حقوق الانسان, وهنالك الحملة الكبيرة في الذكرى الخمسينية للأعلان العالمي لحقوق الانسان , ودعم برنامج الاعمار في كردستان.
لمنظمة أمل المساهمة في مجال برنامج اعادة الاعمار وعملية البناء والاسكان من خلال برنامج النفط مقابل الغذاء , لبناء عدد من المدارس والمراكز الصحية, فقد دعمت رسالتها الانسانية من خلال هذه النشاطات في تطوير العمل المتردي في العراق.
يعتبر عمل المنظمات الانسانية والمجتمع المدني أهم شيء كعمل جماعي , إذ عقدت منظمة أمل مؤتمرين منذ عام1992 ولغاية2003 ,الاول مؤتمر تأسيسي في هولندا لاعتمادة على الجاليات العراقية والعربية , والثاني في أربيل عام1999 لمناقشة البرنامج والنظام الداخلي, وعمل الانتخابات للجمعية والتمسك بمبدأ الديمقراطية كطريق حقيقي لبناء المجتمع ومؤسسات الدولة.
في عام 2003 ودخول قوات التحالف العراق ,نادت الناشطة هناء أدور لعمل خطة طواريء مباشرةً بعد سقوط النظام والحصول على ميزانية لدعم هذه العملية ,حيث استقرت في بغداد كمنظمة في 18 نيسان 2003 , الغاية لدراسة الاحتياجات الضرورية للعوائل العراقية وقد ساعد ذلك لفتح ستة فروع لها في بغداد والنجف وكربلاء وكركوك وأربيل والبصرة ,إذ ساهمت مع بقية منظمات المجتمع المدني كشركاء حقيقيين ومدافعين عن تنمية منظمات المجتمع المدني تحت شعار ( اعادة بناء الانسان والتأثير في صياغة الوعي المدني في العراق) .
لمنظمة أمل وبقية منظمات المجتمع المدني الفاعلة الدور الكبير في الحملات الواسعة ضد قرار 137 السيء الصيت الذي حاول تأسيس الطائفية لقانون الأحوال الشخصية , إذ تمكنت هذه المنظمات من إلغاء هذا القرار من خلال الحركة النسائية والمدنية , والتصدي للقرار الآخر وهو(المادة 41) في الدستور العراقي كوجه ثاني للقرار 137 الذي يؤكد على مبدأ الطائفية , ولكن حشود منظمات المجتمع المدني وعلى رأسها منظمة أمل تمكنت من المطالبة إلى إحالة المادة إلى لجنة تعديل الدستور لإعادة النظر فيها.
لقد رفعت منظمة أمل شعار (أمن المواطن قبل أمن المسؤول) للشعور بالمسؤولية بأهمية المواطن وحمايته من الاساليب الارهابية,كما للمنظمة الدور في إلغاء الجلسة المفتوحة لمجلس النواب وإدارتها من قبل أحد أعضائها من كبار السن , بواسطة الاعتصامات الشهرية أمام مجلس النواب والمقابلات الشخصية من رؤساء الكتل السياسية , والدعوة لأكثر من 800 منظمة و2000 شخصية نقابية ومدنية , مما تحقق الهدف من ذلك وكسب الدعوة أمام المحكمة الاتحادية يوم 24-10-2010 , إذ أصدرت المحكمة الاتحادية قرارها الشهير بعدم دستورية الجلسة المفتوحة وضرورة أنتخاب رئيس لمجلس النواب ونائبية وقد تحقق في 11-11-2010.
لمنظمة أمل وهي منظمة مجتمع مدني الكثير من المطالبات منها تشريع قانون مناهضة التمييز الذي تعهد رئيس الجمهورية بدعم هذا المشروع إذا ما قدم اليه , كذلك المطالبة بمحاسبة المفسدين والمزورين من حملة الشهادات ومعالجة هذه الظواهر المنتشرة في دوائر الدولة, ومناهضة والدفاع ضد الهجمات الشرسة ذو الطابع الطائفي والديني في العراق, والصفات التي أطلقها رئيس الوزراء بتهمة الارهاب والفسادة لجميع منظمات المجتمع المدني بسبب مساندة أغلب هذة المنظمات للحركات الاحتجاجية لشباب 25 شباط والدعوة لاطلاق سراح الشباب المختطفين من قبل الجهات الامنية والتزامها بلائحة حقوق الانسان في مؤتمرهم المنعقد في بغداد وأمام المسؤولين وشبكات الاعلام إذ كان لها دوي في الشارع العراقي وحالة ضغط على القيادات الامنية, هناء التي رفعت صور المعتقلين الاربعة لم تكن تفكر في بتبعات ونتائج صراخها الذي وجهته الى كل السياسين والنخب التي تعاظمت كروشهم في ولائم تقاسم السلطة لم تكن تفكر كيف ستفكر الاجهزة الامنية بالبحث عن تهمة جاهزة مثل التزوير او التحريض على الارهاب او قد تكون هناك تهمة الاجتثاث او او او
فالتهم عديدة ولا علم الا عند قيادة عمليات بغداد والاستخبارات العسكرية التي حولت سيارات الاسعاف بقدرة قادر من انقاذ الناس الى اذلال الشباب وتعذيبهم ,وقد اطلق سراح الشباب المختطفين,الذين طالبوا بتحقيق الاصلاح وتوفي الخدمات والدعوة للحقوق والحريات للعراقيين في ظل دولة القانون والحقوق , واحالة الفاسدين من المسؤولين للقضاء.
لن نسامح انفسنا اذا خسرناها مثلما خسرنا كامل شياع في رصاصة مجهولين في وضح النهار في طريق محمد القاسم السريع على مقربة من سيطرة عسكرية!! وهنا علينا الوقوف بشجاعة وروح مبدئية وانسانية ثورية لنعلن بدء مرحلة المشاركة الجادة بعيدا عن المشاعرالمجانية والمزيادات لنشكل فريق مثلا للدفاع عن حرية الرأي وعن الناشطين المهددين بالقتل او الاعتقال والصاق التهم تعالوا نقفز من ثقافة التنظير والتنديد نحو ثقافة التبشير بالقادم والتذكير بوجود من له القدرة عن خلع ثياب الحداد والاستسلام فنحن ابناء الفكر الثوري والعقل المنظم والتوجه المبدئي .
وهاهي ايام التطهر من اثام الصمت المذل والخنوع لمقدرات احزاب تعبث بوجودنا التقدمي بعقول ظلامية تدرك خطر التوحد الان وتحسب الف حساب للعقل المنظم المستند على قاعدة مبادئ اشاعة الجمال وها هي فرصة التجمع في جبهة الحاليمن بالغد الذي يعيد الاشراقة الى عاصمة الفكر والموسيقى لتخلع هلاليل التخلف التي اتت بها احزاب ثقافة الموت وسيادة الجهل والغيبيات .
تعالوا نقول ان هناء ليست الوحيدة التي يخشى من صراخها فالقادم هو اكثر واكبر ..