| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

نبيل عبدالأمير الربيعي

 

 

 

                                                                                  الأحد 10/7/ 2011




تارا الجاف....نغم لقيثارة سومرية دافئه

نبيل عبد الأمير الربيعي

من معالم مدينة أور وآثارها ودولتها التي حكمت بلاد ما بين النهرين,قيثارتها السومرية, وهي من الرموز التراثية التي تمثل تراث العراق الفني,تلك الآلة الموسيقية التي لها إقاع جمالي فني رائع , من شكلها الهندسي وبراعة مقدمتها ورأس الثور ,تلك الأوتار التي تعني ما مرت بها سومر من ترف وبذخ اجتماعي وسعة اطلاع بالفنون الموسيقية والفنون الخزفية وصناعة التماثيل والأختام الاصطوانية ,آله لها رهبة عند إلقاء نظرنا عليها وهيبة في خيال الكائن الإنساني الرافديني,تضاف لها صناعة من مادة الذهب والفضة بأيدي ماهرة وذوق عالي ومرصعة بالصدف البحري,حيث تمتلك هذه القيثارة من12-15 وتر لشكلها المثلث القائم الزاوية,استخدمت في هياكل المعابد لنغمتها الصوفية الحزينة ,أول ما اكتشفت قبل أكثر من 5000 سنه في مقبرة ملكية في أور ,لعازفها الشعور مهابة لشكلها ونغماتها الدافئة ,من خشوع ومخاطبة الروح والعقل .

تعتبر الموسيقى غذاء الروح وقد اهتم بها العلماء في الدولة العباسية في سنوات ازدهارها ,لكن بعض المتخلفين قد حاربها واعتبرها رجس شيطاني, ولو نعود للماضي الزاهر نرى الفارابي من علماء المسلمين في القرون الماضية قد اهتم بالموسيقى لمعالجة الأمراض النفسية , في فترة الخمسينات من القرن الماضي كانت العوائل ذات الدخل العالي ومن الطبقات المثقفة تهتم بتعليم أبنائها اللغات إضافة لتعلم الموسيقى ليبقى الحس المرهف يصاحب الأبناء ذكوراً أو أناث ,ولو تتابع كل جرائم العالم لما اكتشفت إن بين نزلاء السجون الإجرامية فنان قام بجرم بجميع المجالات الفنية من تشكيل إلى موسيقى وخط ومسرح ونحت ..الخ. وفي فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي كانت وزارة المعارف سابقاً تهتم بدرس الموسيقى والفنون الأخرى إلا ا ناسفي الشديد قد أهملت هذه الفنون بسبب محاربتها من بعض المتعلمين الجهلة في مجال التعليم, واستغلال درس الفنية والتربية الرياضية لإكمال المناهج العلمية.

لقد اهتمت عائلة تارا الجاف ذات المستوى المعيشي والتعليمي العالي الذي هو جزء من ثقافتها بتعليم الأبناء الموسيقى واللغات الأجنبية, تنحدر تارا الجاف من أب عراقي كوردي وأم تركمانية تقول تارا الجاف للكاتبة أمل بورتر عند زيارتها بسفرة مدرسية للمتحف الوطني العراقي ومشاهدتها للقيثارة السومرية: (في رحلة مدرسية إلى المتحف العراقي فجأة التصقت عيناي وتسمرت وأنا صبية صغيرة بالقيثارة إذ سحرتني واستولت على مخيلتي , رحت أدور خلف القاعدة عرضها, وكأني أدور في عوالم سحرية لم أفهمها . كنت أعرف الموسيقى إذ تربيت على حب الموسيقى الكلاسيكسية الغربية بحكم عمل أبي في الخارجية العراقية وتجواله بين عواصم موسيقية أوروبية , حيث ألفت متاح ومباح وإصرار أمي وأبي على أن نتعلم الموسيقى كجزء أساسي من ثقافتنا العامة . منذ تلك اللحظة ظلت القيثارة في أعماق قلبي مختزنة في كياني).

تارا الجاف من مواليد بغداد , سافرت مع عائلتها للإقامة في لندن عام1976 حيث شغل والدها في السلك الدبلوماسي, لأب من حلبجة كردي القومية وأم تركمانية مما أعطاها إتقان اللغتين إضافة إلى اللغة الإنكليزية. تقدم تارا الجاف الخدمة بالعزف على القيثارة للمرضى بهدف تقليل الضغط النفسي ولترويحهم, فقد أصدرت أكثر من البوم موسيقي للعزف على آلة القيثارة السومرية , إذ تعتبر من القلائل من الفنانات والموسيقيات الذين يعزفن على هذه الآلة , مع صوتها الرقيق الدافيء لتشكل ألحاناً موسيقية رومانسية.

لقد جربت العزف على عدة آلات موسيقية , ومنها الماندولين والجرانكو الشيلية والكيتار والبزق الكردي و القيثارة السومرية ,اليكم موسيقاها حسب الرابط:


http://www.tarajaff.com

فقد ابتكرت أسلوباً خاصاً بها للعزف والمزج بين الشعر الهورماني والسوراني والأغاني الشعبية الكردية, كانت تعشق سمفونيات بحيرة البجع لجايكوفسكي وشهرزاد واليسكي لكورساكوف في العمر الخامسة وبداياتها الفنية في المدرسة الموسيقية في بغداد لطلاب بمختلف الديانات والقوميات , مما أتاح لها التواصل مع التراث العراقي ولكن البعث لم يترك هذه المدرسة تنموا بعيداً عن سمومة وأفكارة الشاذة مما اضطرت العائلة للهجرة إلى انكلترا , فما كان منها إلا احتضان الآلة الموسيقية لنسيان وضع العراق.

لنغمات القيثارة متعة صوفية من التشذيب وشد وإرخاء الوتر لخروج النغمات الأنيقة فقد كانت فكرتها من استخدام القوس في الصيد والحروب لتخرج النغمات بعد الضرب على وتر القوس وارخاءة لتولد انغام موسيقية أثناء استراحاتهم في الصيد والهروب أثناء الحروب, مما نتج عن صناعة الآلةالسومرية من عصور خلت.




 


 



 

free web counter