| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

مديح الصادق

 

 

الأربعاء  2 / 4 / 2014                                                                                                   

 

ثمانونَ وأنتَ تزهُو، للحزب الشيوعي العراقي في عيده الثمانين

مديح الصادق  *
madih_sadiq@yahoo.com  

يابنَ الثمانينَ، وعدَّيتَها
في ربيعِ عمرِكَ
يافعاً تزهُو لم تزَلْ
يا صخرةً حارَ العُتاةُ بهَا
أوهَنَتْ قرونَ كلِّ الوعولِ
وما ثلمةً منكَ
يا حزبَ فهدٍ أُوهنَتْ

كم من ليلةٍ غبراءَ بها
ِنقرةُ السلمان
قطارُ موتِهِم، شِباطُ الأسودِ
ُأبو غُريبٍ حيث
سالَ نهرُ الدِما
من كلِّ صوبٍ تناشَدَتْ
ذئابُ غَدرٍ
منك تبغي مأخذاً
سالماً مُعافىً خرجتَ
وهي بعارِ الهزيمةِ أوغلتْ

أيُّ الملاحمِ عنها أكتبُ
شاهدُ سِفرِ الملاحِمِ
يحكي
عن فتيةٍ بِذرَّةٍ من ترابِكَ
يبخلونَ؛ لكنَّهُم
بأغلى ما عندَهم ما بَخَلوا
ولا بِهِم أُمَّهاتُهم بخَلتْ

على المشانقِ يعلو هتافُهم
يحيا العراقُ
ويحيا حزبُهُ
وطنٌ حرٌّ وشعبٌ سعيدٌ
شعارُهُم
والموتُ للطغاةِ ومن لفَّ لفَّهم
طوبَى لها أرضُ الفراتينِ
بخيرِ مَنْ أنجبتْ

يابنَ الثمانينَ وما هرِمْتَ
ولا وئِدتْ خطاكَ
وما أنتَ مُساوِمٌ
ولا استجديتَ عطفَ مُستكبرٍ
وحدَكَ في الساحاتِ تزهو
وكلُّ اللواتي جِئنَ بعدَكَ
خارتْ قواهُنَّ
وخيرُهنَّ قد هرِمَتْ

ماذا أعدُّ ممَّنْ بخيرِ ما يُجادُ بهِ جادُوا
الهورُ يشهدُ، ويشهدُ الوادي
ولتشهدْ ذُرى كردستانَ
ولتروِ جبالُها
عمَّن عمَّدُوها بدمائِهم
في كلِّ حيٍّ لرفاقِكَ قصَّةٌ
بكلِّ المفاخرِ لهُم جولةٌ وصولةٌ
وذاكَ لعَمري ما بِه الأجيال
هَمْساً نطقتْ
وما بِهِ جَهراً حدَّثتْ

سر للأمامِ ولا تأبَه بحاقدٍ
فالفُلكُ من غيرِكَ تائِهٌ
والبوصلاتُ رُبَّانُها أضاعَها
عسَسُ السلطانِ لقمةَ الفقيرِ
من فمِهِ سرقوا
باعوا العراقَ بأهلِهِ
وحسبَ ما يشتهونَ فصَّلوا
وقسَّموا
وبالكاتماتِ كلَّ صوتِ حقٍّ كتَموا
وا أبا الفقراءِ، وأنتَ لها
وا أبا الشهداءِ، نادتْكَ؛ فاحْدُ بها
قد بانَ معدنُها الرديءُ، أفعالُهُم
خسِئتْ

نهَبوا السِلالَ وأعنابَهَا
عوراتُهم تكشَّفتْ
اليومَ يومُكَ، حامي الحِما
فإنَّها هزُلتْ
يُرضيكَ يا نبعَ الحياةِ
أنَّها هزُلَتْ؟


آذار- 2014
 

* ناشط مدني ، كندا

 



 

free web counter