| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مديح الصادق

 

 

 

الأحد 14/3/ 2010

     

عرسا وطنيا كان في تورونتو

مديح الصادق

مع خيوط الفجر الأولى كان لنا موعد للقاء صباح يوم الخامس
من آذار في قاعة المركز الانتخابي بتورونتو, شريحة متناسقة من ألوان طيف العراق الجميل, عرب, كرد, تركمان, مسيحيون, مندائيون, مسلمون, أيزيديون, عرفتهم من لكنة اللسان, ومن بعض عادات اختصت بها جماعة فميزتها من الآخرين, إذ لم تجرؤ واحدة, أو واحد عن الإجهار بالقومية أو الدين, ولم يكلف أحد نفسه عناء السؤال عن اتجاه سياسي, أو لمن سيصوت الآخرون, فهذا هوالعراق, شعب العراق الأصيل الذي لم ولن تكدره حرب الطوائف, أو فكر شوفيني دخيل .

تتخالف الأكف على قدور { الدولمة } من كف { أم محمد, جوان } و{ إسراء } دون الحاجة لدعوة أو مناداة, رجالا ونساء, وتفرش صواني { الدهينة } وقيمر المعدان, وخبز الصاج, والدبس والراشي, وطرشي النجف المشهور, ونغمات عود بريشة العازف الفنان حميد قاسم, أشعار على الحسيني ومقالبه, ومسلسلات شرهان ومشحوت, وبعض أشعارللوطن, والحبيبة من مديح الصادق, وحفلة الكادر بعيد المرأة في اليوم الرابع الذي صادف الثامن من آذار التي زينتها نخبة من الفاتنات العراقيات بأزياء شعبية جسدت حضارة وادي الرافدين من الشمال إلى الجنوب, الكاتبة الأديبة { كازيوه }والرقيقة { أميرة } وتلك السيدة الكندية الفرنسية الأصل, المبهورة بذلك الأداء العالي للعراقيين وهي التي كلفت من جانب المنظمة الدولية بمراقبة الانتخابات فوجدت نفسها وسط أجواء أجبرتها أن تشارك الجمع في الموائد, والغناء, وأحلى الدبكات, بكل اللغات التي تجمعت هذا اليوم نشيدا وطنيا واحدا : حرا سعيدا موحدا عاش العراق, هتاف أطلقه مديح الصادق فرددته أفئدة لم تخفق إلا بحب العراق, وألسنة لم تلهج إلا بذكر العراق, وابتدأ الكرنفال
.

درجة الحرارة كالعادة كانت تحت الصفر خارج قاعة الاقتراع, والطابور ممتد من قاعة الانتظار في الداخل حتى الساحة خارج المبنى, علم العراق خافقا ثبـت مبارِكا مرحبا بالقادمين الحاملين الأعلام على الهامات, وفي القلوب, وفي مقدمات المركبات
نساء, رجال, شيوخ , ذوو عاهات, أطفال صغار تقاطروا أفواجا أفواجا على مركز الاقتراع رغم بعده عن سكن البعض, فمنهم من استقل الباص, وآخر حاشر نفسه مع صديق, وبعض الجمعيات العراقية استأجرت باصات للنقل الجماعي, ونسينا - نحن الكادر المسؤول عن سير الانتخابات - كل إجهاد؛ بل لم يُثنِنا الجوع عن استقبال آخر المقترعين بعد أن مددنا الوقت حتى تأكدنا من وداع آخر الزائرين للمركز الانتخابي, وكان لي عزاء صمود أخي الدكتور خالد الحيدر ممثلا لقائمة اتحاد الشعب إذ لم يبرح مكانه إلا لطارئ مستجد وأسعد الضيغم المشغول بالإداريات, وكاكه مزدا مدير المركز, وأكرم سليم الذي لم تعطله مسؤولياته في المركز الانتخابي عن إصدار عدد هذا الأسبوع من جريدة أكد, ولم يكف عن لومي على حجبي مقالا وعدته به, وهل ننسى أبا ياسر, كاظم تقي, الذي أرهقني حتى الثالثة فجرا في انتظار أن يوصلني للبيت إذ آلى على نفسه ألا يغادر المركز الانتخابي قبل أن يطمئن على سلامة مواقف إخوانه مدراء المحطات الأخرى ليلة العد والفرز, ومجموعة أخرى راقية من الكادر المسؤول وممثلي القوائم الانتخابية والأحزاب الذين اتسموا بالقدر العالي من الالتزام, والدقة في متابعة الخطوات, والتنبيه عما يستوجب التنبيه, وأعلام العراق العظيم التي رفرفت في الأركان .

عرسا وطنيا - بحق - كان, هتفت له الحناجر, وخفقت بفرحته القلوب, فأفسدته قرارات مجحفة من مفوضية الانتخابات بإلغاء تصويت ما يقارب الألف وأربعمائة صوت من مجموع خمسة آلاف صوت تحت ذريعة عدم مطابقة الوثائق علما بأنهم أصدروا التعليمات في اليوم الثاني للانتخابات باعتماد الوثائق الكندية التي تشير إلى عراقية الشخص بعد احتجاجات وعزوف من العدد الكبير من العراقيين الذين غادروا الوطن نافذين بجلودهم, ولم يسلموا إلا على بيوت خلفوها فأحرقها الأوباش بما تحويه, أبهذا تجزونهم - أيها المخلصون لشعبكم حتى آذانكم والمختارون منه - يا مفوضية الانتخابات ؟

أياما جميلة كانت خلدتها ذاكراتنا, وأطيافا من اللقطات جاد بها موقع الساحة الإعلامي نحتفظ بها للذكرى, وللتأريخ, وهدية متواضعة نقدمها للقراء الكرام علَّها تُشرح القلوب, رغم مرارة لم تفارق العراقيين وإن تغيرت الوجوه؛ لكن حصان { أبي كاطع } لم يزل حتى الساعة نفس الحصان

كندا - تورونتو 13 - 3 - 2010

اليوم الرابع في تورونتو وحفلة الكادر بعيد المرأة
http://www.assaha.ca/election47.html

أول يوم للانتخابات العراقية في مدينة تورنتو- كندا
http://www.assaha.ca/election40.html

ثاني يوم للانتخابات العراقية في مدينة تورنتو- كندا
http://www.assaha.ca/election44.html  
ثالث يوم للانتخابات العراقية في مدينة تورنتو- كندا
http://www.assaha.ca/election46.html
 



 

free web counter