| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مديح الصادق

 

 

 

السبت 12/9/ 2009

 

ماهود { أبو الخرز } ينتقم من شرهان

مديح الصادق

تصدر الصفحات الأولى , بخط كبير , صباح اليوم , نبأ جدا هام مفاده أنَّ { ماهودا } أبا الخرز قد مارس لعبة الخداع مع المسكين المتعب { شرهان } , ذي القلب الطيب , الذي من فرط طيبتة يصدق الذين يخفون حقدهم على صراحته وراء ابتسامات صفراء , ويدّعون أنهم أصدقاء مخلصون , لكن خناجرهم تختار الموقع الموجع في , الظهر , وتدمر جسور المحبة , والخير  .

أما { ماهود } فهو تماما على العكس من { شرهان } أخطبوط يمد أطرافه إلى كل البقاع , يبث السموم في المحيطات , والبحار , ويفسد العذب من المياه , يغتال الأجنة في الأرحام , ويسرق اللقمة من أفواه الجياع , ينشر الجراد في الحقول , ويضرم النار في أكواخ المساكين كي يتلوث الهواء في الكون , أو يحجب الشمس عن العباد , كذب , غش , خداع , سلاحه { ماهود } , ألا لعنة الكون عليكم أينما حللتم , أيها { المواهيد } .

بما أن { ماهودا } يكنُّ حقدا دفينا تجاه { شرهان } , ويشعر إزاءه بالنقص , فلا بد من حيلة يدبرها الأول ليصطاد بها الثاني , فيشفي غليله به , ويقلل من شأنه بين محبيه , ومريديه , وما أيسر الحيل عند الخبثاء , لأنهم بلا مقاييس , ولا مبادئ , أو أخلاق  .

ارتدى { ماهود } وجها من وجوهه { التسعين } وجه الناسك , الطيب , الرؤوف بالعباد , الصديق الصدوق , المنقذ وقت الضيق ، ليدخل منذ الوهلة الأولى في قلب عدوه اللدود { شرهان } الذي شكا له عسر الحال , وضنك العيش , وهو عزيز قوم لا يريد أن يُذلَّ  .

انتفض { شيخ المنافقين } معلنا أن العون يجري من بين يديه , شرط أن يوافقه { شرهان } في كل ما يريده له , فوافق { عبد الله } بالحال وأحضر { ماهود } شهودا لتوثيق الاتفاق كجزء من خطته : سيمنح { شرهان } مكافاة ثمينة بعد أن يجتاز اختبارا لطول صبره , ذلك بعد أن يقضي ليلة بكاملها مرتمسا في ماء النهر , في أربعينية الشتاء. لم يتردد المسكين , فهؤلاء منهم خُلق الصبر , ومنهم تعلم الناس كيف يواجهون الملمات , وعلى أية أرض توضع الأقدام   .

حسب بنود الاتفاق , صلى كثيرا لربه { شرهان } , وصلى خلفه أهل بيته , وجمع من { الشراهين } أصحاب القلوب البيضاء , وعند المغيب انسرح العبد المسكين في اليمِّ وهو يغني أناشيد المحبة , والحياة , أطفال الحي , نساؤه , والشيوخ , يرددون على الشطآن أناشيد الحياة , تحية للصابر , الصامد شرهان  .

ها قد حانت ساعة الوفاء بالعهد يا { ماهود } فقد انبلج الفجر , وقضي الليل بطوله صامدا { شرهان } مصارعا البرد القارس , والحيتان , و{ عبد الشط } , وهنا أطلقها طويلة , قهقهة , باستهزاء , أماط اللثام عن وجهه الحقيقي : لقد خسرت الرهان يا { شرهان } لا تصارع { اللئام } فكل منا له من الوجوه تسعين  .

أنت لم تقاسِ بردا لأن أمك قضت الليل تشعل النار على الشاطئ , ومنها قد تدفأت , أحَدَثَ ذلك يا قوم , أم لا ؟ , وضع الجمع في حيرة من أمرهم , تقنَّع بوجه آخر , واندس مع الأخيار  .

أنهيت قراءة الخبر , تألمت كثيرا لأن الشياطين يرتدون نفس وجوهنا , فكيف لنا التمييز بين { المواهيد } و{الشراهين} ؟

انصرفت إلى مهمة { التصحيف } فالجريدة لا بد أن تصدر قبل الفجر , رنَّ الهاتف , الحمد لله إنه ليس { بشرهان } ما الأمر يا أخي  .

ما الجديد يا { عمّار } ؟ كيف حال الأهل في العراق , وفي الشتات ؟

نزفُّ لكم البشرى , عطِّل قليلا صدور الجريدة , وانشر البشرى

تناخى جمع من الأخيار , من كل الكواكب , واجتمعوا , أقول اجتمعوا , هل سمعت ؟ في كوكب منها , تدارسوا وضع المساكين في العراق , والباحثين عن الأمان في دول الجوار , وأشبعوا الأمر نقاشا , رفعوا الكؤوس تضامنا مع العالقين على أبواب السفارات , طالبين النجاة , وقرروا , قرروا : مد أيادي العون لهم , وانتشالهم مما هم عليه من هوان , لقد قرروا , قرروا , هل سمعت ؟

نشرتُ الخبر , البشرى , وذيلتُه بتعليق , { جدا بريء } : {ابشروا يا عمّار} كما استبشر خيرا { شرهان } من {ماهود} ؟ ؟


 

12 - 9 - 2009





 

free web counter