مديح الصادق
الخميس 12/8/ 2010
اعترافات سفاح يحتضر
مديح الصادق
بمناسبة يوم الشهيد الآشوري الكلداني السرياني
غيرُ مأسوفٍ عليهِ
وتباً لهُ
قبلَ أنْ يُغادرْ
حيثُ يُحشَرُ الطغاةُ
والبُغاةُ
ويلتقي الأوغادْ
كالعادةِ , دونَ أنْ يَستحي
قالَ
مَنْ قالْ ؟
مَنْ قالَ زوراً إنَّنا
أشرفُ خلقِ اللهِ
وإنَّنا خيرُ العِبادْ ؟
الشِمرُ مِنّا والصَعَاليكُ
وابنُ المُومِسِ
والحجَّاجُ وموسوليني
مِنْ أسْلافِنا عنترُ الشدَّادْ
في كُلِّ ركنٍ سَعَرْنا مَوقِداً
في كلِّ بيتٍ نصَبْنا شاهِداً
مُذ قامتْ الدُنيَا
ويومَ بُعثرَتْ ذاتُ العِمادْ
حِقدَا صلبْنا المسيحَ
مزَّقنا الأناجيلَ
حرَّفنا التراتيلَ
سوَّغنا الأباطيلَ
وعلَّقنا الجميعَ على الأعوادْ
مَنْ قالَ إنَّنا خيرُ العِبادْ ؟
ألسْنا ذابحِي يَحيَى المَعمَدانْ ؟
صادَرْنا { الكَنازيَ } هدَّمنا المنادِيَ
وفرَّقنا تابعِيهِ على البُلدانْ
رأسَ الحُسينِ
على الرُدَينِي حَمَلنا
مِنْ كرْبَلا للشامِ هديةَ السلطانْ
مِنْ يومِها ننفخُ البُوقَ
ونُعلِنُ الأعيادْ
شججنا الرؤوسَ
شرِبنا لكؤوسَ
وندَّعي بأنَّهُ حِدادْ
أيُّ خيرٍ باتَ فينا ؟
فالقاتلونَ نحنُ, ونحنُ الراقصونْ
نكتبُ التأريخَ زُورا
نرسمُ للباطلِ سُورا
ثم نكوي جباهَنا
وندَّعي بأنَّنا المُصلِحونْ
نَحيكُ في سِترِ الظلامِ الدسائسْ
نفجِّر الأطفالَ, والعمالَ
ونهدمُ الكنائسْ
قُمْ أعلِمْ الأجيالَ عنَّا
أنْ في شباطَ
لوَّثنا الشرائعَ
وانتهكنا المُحصناتِ
وبعدها
للغازين مُشرَعَةً فتَحْنا
بوابَةَ الشرْقِ وأسوارَها, بغدادْ
سَلْ المَوصِلَ عنَّا وسَلْ
سهلَ نينوى والقوشْ
مجازرَ الطلابِ سَلْها
صاغةَ البياعِ وسوقَ الزبيرْ
والشعلةَ سَلْها
يومَ مِنْ يافعِيها انتقيْنا النفائسْ
ثم مسَّدنا الشواربَ
نحنُ المجاهدونْ
والفتاوى تُباعُ وتُشترى
بعد السلخِ تُقامُ الصَلاةُ
وتُعقدُ المجالِسْ
وقبلَها أمَا سألتَ
سُمَّيلَ ما حلَّ بِها ؟
في كلِّ شِبرٍ زرَعْنا صليبْ
مأتمٌ في كلِّ بيتٍ والنحيبْ
أشبَعنا الضواريَ لحمَهُمْ
كسَوْنا الشمسَ مِنْ دمائِهِمْ
ماتُوا وهُمْ يلهجونَ
على الأرضِ السلامُ
على الأرضِ السلامْ
وبعدَ هذا يُكتبُ التأريخُ عنَّا
أنَّنا المختارونَ
وأنَّنا خيرُ العبادْ
كلاَّ وألفُ كلاَّ
حاشا الخيِّرينَ
تفٌ على جباهِهِمْ
تفٌ على تأريخِهِمْ
مُزوَّرٌ تأريخُهُمْ
ملعونَةٌ أفعالُهُمْ
ليسوا أشرفَ الناسِ
وما هُمْ بخيرِ العِبادْ
الكادحونَ هُمْ التُقاةُ
والمساكينُ هُمْ خيرُ العِبادْ
السابع من آب 2010
ملاحظة : يقصد ب { سميل } المذبحة الوحشية التي ارتكبتها قوات بكر صدقي عام 1933 بإبادة الآلاف من الآشوريين الكلدانيين السريان في قضاء سميل شمال العراق لأنهم كانوا يطالبون بحقوقهم الوطنية والقومية