| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مناضل الفياض

 

 

 

                                                                                 الجمعة 2/9/ 2011



من عاش بوجهين مات بدون وجه

مناضل الفياض

حين يكون النفاق هو سمة المجتمع وهو من يغذي الثقافة , أقرأوا على المجتمع السلام , فلا خير يرتجى منه , وغالبا ما تمضي هكذا مجتمعات الى الهاوية .
هذا ما حصل في غالبية الدول العربية , حيث صنع هؤلاء الحكام , منافقين عتاة وشجعوا على مسح الاكتاف وقتلوا من ينطق بالحقيقة التي لا تعجب هؤلاء الحكام .
وما استمرار الطغاة ولسنين طوال على حكم الشعوب هو الدليل على تردي المجتمع اخلاقيا وثقافيا , والا ماهو المبرر لاستمرار هؤلاء الممسوخين لعشرات السنين , وهم يحكمون ويتسلطون على رقاب الخيرين والمناضلين الشرفاء من ابناء الشعب.

كل حاكم عربي يسقط يظهر للعالم مدى القهر الذي مارسه هؤلاء الحكام و يظهر ايضا بساطة و بؤس حياة هذه الشعوب و ايضاً يظهر حجم استهتار هؤلاء الحكام بابناء الوطن وسرقة ثروات وخيرات البلد وجعلها بخدمة العائلة الحاكمة فقط , ويرمون الفتات للشعوب , هؤلاء الحكام الذين يدّعون بالشرف والبطولة والنضال ويدّعون ايضا بالدين ماهم بالحقيقة الا افاكين ومرتزقة يعتاشون على دماء الشعوب , في كل سقوط لحاكم عربي تظهر بعده اعماله القذرة , فهذا يختبئ ويخرج من القاع مكرهاً ,وهذا يسرق الاموال ويضعها في داره بغرف سرية ويهرب بدون كلمة وداع , والاخر يسرق ويضعها في حسابات سرية في سويسرا ويدّعي بالمرض ويجلبوه على سرير الى قفص الاتهام , وذاك يدّعي البساطة في السكن ويسكن الخيام ويدّعي التقشف وبيته فيه اخر تقليعات المودة من كل شيء ويصلي وبيته فيه ما لذ وطاب من المحرمات ويصرف الملايين على نزواته ويبدد اموال الشعب, والاخر لا يريد ان يسلم السلطة رغم تدخل العقلاء , بل يبقى متمسكاً بالسلطة رغم القتل والدمار الذي يحصل كل يوم , ونرجع ونقول من ساعد على بقاء هؤلاء المسوخ !! سادتي من ساعدهم في البقاء ، هي شرذمة من المنافقين ودعاة الدين , الذين يشّرعون ويحللون كل ما يقوم به هذا الحاكم , تحت مقولات يقولون انها اوامر من الخالق,
واطيعوا اولي الامر منكم !!!, وكيف ما تكونون يسلط عليكم!!!! , تحت هذين الشعارين استطاع هؤلاء الحكام الاستمرار , وتحت هذه المقولات سكتت الشعوب العربيه , وهم يشعرون بالمرارة ويلعنون حظهم , , لماذا هؤلاء الحكام جبناء ويختبئون خلف الشعارات البراقة , احيانا حتى الشرير والقاتل يبقى في اخر لحظة من حياته يدّعي البطولة ويدّعي الجبروت ولكن هؤلاء الحكام لا يمتلكون الشجاعة للاستمرار بلعب الدور الى النهاية , الدور الذي مثلوه منذ قدومهم للسلطة , بل سرعان ما يهربون ويتمارضون ويختبئون في باطن الارض او يختبئون خلف المرتزقة, بعد كل هذا .. هل تستطيعون ان ترسموا ملامح هؤلاء الحكام ؟ لا احد يستطيع , فهم منافقون , لا وجوه لهم وليس لهم ملامح ثابتة فهم متلونون وتبقى وجوههم ممسوحة لانهم عاشوا بوجهين ويموتون بلا وجوه , من منا لم يشعر بالعار والخزي , من منا لم يقل كيف استطاع هؤلاء ان يحكمونا طوال هذه السنين , نعم هلهلنا للتغيير , وفي نفس الوقت شعرنا بالخزي , كيف ضيّعنا كل هذه السنين وكيف خُدَعت الشعوب , نتمنى الا تعاد الكره ونتمنى ان تُحَسن الشعوب اختيارها لقائدها , ولتقطع دابر المنافقين والمدعين بالدين .

 

free web counter