| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى الأدهم

 

 

 

الثلاثاء 8/11/ 2011                                                                                                   

 

الإقليم "السني" الكبير- خطوة على طريق الإنفصال !

مصطفى الأدهم *

رفضت محافظتا صلاح الدين والأنبار الدستور العراقي لعام (2005)، وصوتتا ب - لا - عليه كونه يقر الفيدرالية حقا دستوريا، كأقراره فيدرالية اقليم كردستان. وطرحت فكرة اقليم "الوسط والجنوب" أيام الإحتراب الطائفي والقتل على ألهوية من قبل "الأشقاء العرب" و "المجاهدين العرب" من ازلام "القاعدة" وبقايا البعثية، والدعم والداعم، والحضن والحاضن، معروف.. فقامت الدنيا ولم تقعد. وقيل فيما قيل، أنه "مشروع تقسيمي للعراق الواحد"، وانه "مشروع تفكيكي، غرضه تقسيم العراق"، وانه "مشروع انفصالي عن العراق لإلحاقه بأيران".. ونعت المشروع ب-"الصفوية، العمجة، المجوسية، الفارسية، الإيرانية، العلقمية، والشعوبية".. وأنه "مشورع خياني"، و"طعنة في صدر العراق"، و"خنجر مسموم في ظهر الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة".. و- غير ذلك الكثير الكثير..
لم يقف قطار الردح الطائفي عند هذه المحطات المخزية، بل كانت له وقفة عربية نابعة عن "النخوة والشهامة" من قبل "الأشقاء العرب" حيث لعب الإعلام العربي دوره المعهود في تسعير النار في المشهد العراقي. وكان للقنوات "الثورية" الأن، دورها القذر في صرف الانظار عن الهدف والسبب، والإستعاضة عنهما باللعب بالشعارات، والرقص على حبال الكلمات، والترويج لتجار الوطنية، وعرابي الطائفية.. وكان في ما كان، أن أصبح مشروع اقليم "الوسط والجنوب" فكرة من قديم الزمان.. ومرت الإيام.. وجاءت فكرة "اقليم البصرة".. وامست هي الأخرى في خبر كان.

وعلى منوال محاربة الفيدرالية - الإضافية - من باب الوحدة الوطنية، والعراق الواحد، والوطن الموحد، طفحت البرامج الإنتخابية للكتل السياسية في الماضي من الإنتخابات النيابية بمعاداة الفيدرالية. مع اعتراف البعض وليس الكل بخصوصية اقليم كوردستان.
لكن، وعلى حين غرة من الزمن الوطني، وفي "ديرة ظهر للشعارات الوطنية"، لحس كلام الأمس عن جميل الشعارات الوحدوية، فأضحت الفيدرالية هي الخيار وليس فقط الطماطة.. فسلطة الوطن لا تستقيم بالطماطة فقط، لا بد أن يؤنس وحشتها خيار جديد فيدرالي.. غير الخيار التعروزي المركزي.. وعلى هذه الرنة الجديدة لموبايل الوطن الإتحادي، بدء الطحين الفيدرالي، بالإنزلاق رويدا رويدا من أفواه "حماة الوطن"، قتلة الفيدرلاية بالأمس، فكان من كبيرهم الذي علمهم شتم المشاريع "الإنفصالية"، ان علمهم كيفية "التغليس"، وقول العكس في حضرة المحتل، وفي عاصمته من أجل تنفيذ الأجندة التي ادعا محاربتها، بعد أن لصقها بخصومه في السياسة. لكنه، اقترف ذات الإثم الذي ادعى زيفا الطاهرة منه.

فمن أجل عدم تنفيذ اجراءات اجتثاث البعث الفاشي، تذرعت محافظة صلاح ألدين باعلان نفسها اقليما، ولحقتها الدعوات من الأنبار، وديالى والموصل، حتى وصلت الوصلة الفيدرالية، الى الحلم بفدرلة كركوك انتزاعا من ضمها مستقبلا إلى اقليم كوردستان، في التفافة بعثية غير خافية على المادة (140) من الدستور، التي ادعى أعداء الفيدرالية سابقا، عرابيها حاليا، موتها!

أن اعلان محافظة صلاح الدين فدرلة نفسها، هي خطوة أولى، على السجادة الحمراء التي فرشها، رئيس مجلس النواب، محارب الفيدرالية سابقا، اسامة النجيفي، في زيارته المنصرمة إلى واشنطن، حيث صرح بأحتمال انفصال "ألسنة" عن العراق. وككره في لندن.
أما الخطوة الثانية، فهي فردلة كل من الأنبار، والموصل، وديالى، مع الحلم بفدرلة كركوك على الطريقة النجيفية. في مشروع يقول عنه المراقبون أنه مشروع تركي بدعم سعودي، غرضه طائفي وبعده تقسيمي، يتماشى مع "الزلزال" الذي تمر به المنطقة، حسب وصف رئيس وزراء قطر. فليس بالمستغرب هذا الدعم الواضح من أسامة النجيفي، وطارق الهاشمي للفيدرالية في المحافظات الغربية. بعد أن كانا من أشد مخاصميها بالأمس القريب. وليس بالمستغرب هذا الخرس غير المعتاد من القائمة العراقية، وهي التي عودتنا على بيع الشعارات الوطنية والبيانات المذكرة بأيام البعث الفاشي.

أن المشكلة لا تكمن في الفيدرالية كمبدأ. فهي حقيقة عراقية. وواقع مطبق. وحق دستوري لا غبار عليه. ولا يختلف عراقي عن عراقي في نيله والسعي اليه. ولا مشكلة حتى في التناقض بين مواقف الأمس واليوم للساسة والمحافظات، التي والذين، كانت وكانوا، معارضين واضحوا من الداعين والعاملين لها. فمن أراد الإنفصال، فليكن أذن تسريح بأحسان، لا حماية للبعث والبعثية من ظل القانون.
وعليه، المشكلة تمكن في رائحة البعث التي تشم من هنا وهناك. فالبعث محرم دستوريا، ونجاسة لا يمكن التطهر منها بالتيمم بالفيدرالية.

لذلك، فأن الخطوة الثالثة في حال ما كتب النجاح لهذا المشروع هي، اتحاد ما سيشكل من اقاليم في اقليم "سني" واحد موحد كبير، كمصداق أول على تصريح النجيفي فيما أسماه خيار "ألسنة" بالإنفصال عن العراق.

 

07.11.2011
 

* صحفي وكاتب عراقي.
 

 

free web counter