| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى الأدهم

 

 

 

الأثنين 7/2/ 2011

 

قاهرة المعز وحكومة الوقت الضائع

مصطفى الأدهم *

لم يلقى إعلان حكومة الإدارة العسكرية في مصر برئاسة الفريق أحمد شفيق صداه الإيجابي على الصعيدين الداخلي والخارجي المرجو له من قبل الحاكم العسكري للمحروسة، من حيث ايهام الجماهير المفترشة لميدان التحرير وسط القاهرة  إن الخلل كان في الحكومة السابقة و إن الحل يتمثل في تغييرها.
ولم يفلح مبارك في الإلتفاف على الإرادة الشعبية المطالبة برحيله وانهاء نظام حكمه أو التقليل من النقد الخارجي المصوب عليه والذي يتراوح بين إجراء الإصلاحات تارة و النقل السلمي والسلس للسطلة تارة اخرى من خلال تشكيلة الحكومة الوليدة، التي أتت ناقصة من حقيبتين منها التربية وبيان وزاري مؤجل إلى حين، وخلوها من الوجوه الجديدة سوى من وزيري الداخلية والمالية مع ابقاء شبه مطلق للقديم على قدمه إن لجهة الوجوه أو التوجه مما يفقدها وبشكل تلقائي القدرة على الإمساك بزمام المبادرة تجاه الجموع المنتفضة، ويزيد الهوة بينها وبين الشعب ويبقي الوضع على ما هو عليه في الشارع الممسوك من قبل الثائرين والجيش.

إن خطوة إعلان هذه الحكومة الناقصة ما هو إلا محاولة يائسة من قبل النظام الهرم للقفز على الواقع الجديد الذي فرضه الشارع وعجز هذا النظام عن إستيعابه والتعامل معه، لذا تراه يتخبط مستثمرا بخطوات متأخرة ومنقوصة لكسب الوقت عسى ولعل من حل يسعفه من هنا أو هناك مراهنا في الوقت نفسه على عامل اليأس الذي قد يدب في أرادة الثائرين.

وعليه فأن هكذا حكومة لم تأتي تحت عناوين "إيجابية وبراقة" كحكومة (إنقاذ الوطني أو وحدة الوطنية أو شراكة الوطنية) وخلوها من شخصيات وطنية ومعارضة لها رصيد شعبي يجعلها حكومة "استفزاز وطني" أو حكومة تجاهل وإستخفاف تجاه المطالب الشعبية التي ترنو عينها صوب التغيير الشامل على مستوى الشكل والمضمون.
وبما إن هذه التشكيلة الوزارية لم تستطع طي صفحة سابقتها  وفتح أخرى جديدة فأنها ستكون قاصرة عن تلبية الحد الأدنى من المطالب الجماهيرية ولن تحظى باي شكل من أشكال المقبلوية والرضى الشعبي، وكل هذا يجعل منها حكومة عاجزة عن إدارة الوضع الراهن ناهيك عن عدم قدرتها على إدارة مرحلة انتقالية نحو نظام جديد ذو توجه ديمقراطي حقيقي ما يدخلها في خانة حكومة الوقت الضائع مع وقف التنفيذ.


31.01.2011
 

* صحفي وكاتب عراقي.
 

 

free web counter