| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى الأدهم

 

 

 

الأربعاء 6/7/ 2011                                                                                                   

 

انفصال النجيفي بين التصريح والتلميح !

مصطفى الأدهم *

لم يكن نفي رئيس مجلس النواب، أسامة النجيفي، لتصريحه الإنفصالي بغير المتوقع. خصوصا بعد الضجة الكبيرة التي احدثها. لكن، وفي المقلب الأخر، لم يأتي ´نفي´ النجيفي، بجديد يذكر، لأنه أبقى على المضمون "الإنفصالي" - وفق صيغة "ناقل الكفر ليس بكافر" ، ونفى فقط ورود مفردة "الإنفصال" الصريحة، مع رمي كرة المتبقي من التصريح على جمهور النجيفي وابناء طائفته، التي تحدث بأسمها!
وعليه، وبحسب النجيفي، لم يكن هو "الداعي" للإنفصال، لكنهم جمهور ألسنة، من يدعو للأنفصال و الفيدرالية الطائفية. و أن كل ما في الأمر، وبحسب النجيفي أيضا، أن رئيس برلمان العراق، كان قد سئل أثناء زيارته لواشطن (عاصمة ما كان يسميه النجيفي وحلفائه وجمهوره - بعاصمة الإحتلال) عن "حال ألسنة" واجاب الرجل على السؤال، مستدركا لو أنه كان قد سئل عن الشيعة أو الكورد لأجاب أيضا!

لقد فات النجيفي، أن تبريره ونفيه لتصريحه الإنفصالي، قد حمل هو الأخر شبهة تلميح انفصالي. كونه لم يعترض على ´مبدء´ فدرلة البلد طائفيا. وهو وحلفائه وجمهوره، من عارضوا الفيدرالية من حيث المبدء. ولم يكنوا ذلك "الود" للفيدرالية الجارة - المتمثلة واقعا ونصا دستوريا - اقليم كوردستان. وكان النجيفي وحلفائه وقائمته وجمهوره، من أشد المعارضين وما زالوا، لتنفيذ المادة (140) من الدستور العراقي!

ليس بالجديد، التذكير، بأن النجيفي وحلفائه وقائمته وجمهوره، من حارب مشروع ´فيدرالية الوسط والجنوب´ - ونعتوه ب"المشروع الإنفصالي"، و"التقسيمي للعراق الواحد على أسس طائفية". ولم يوفروا المشروع والقائمين عليه من التهمة الجاهزة  المتمثلة بالعمالة إلى "مشروع خارجي اقليمي" .. ألخ من الأسطوانة المشروخة...
لكن، وحينما وصل الأمر إلى جمهور النجيفي وطائفته، رمى الرجل "بتاريخيه النضالي" ضد الفيدرالية وراء ظهره، وراح ينقل "كفر الإنفصال والفدرلة الطائفية" بشكل بغبغائي، دونما وجل، أو حرج، أو اعتراض!؟
لكن، اين؟ ولمن؟
.... في عاصمة الإحتلال، وفق أبجديات الرجل وحلفائه. ولمن، لإدارة، نائب رئيسها والمسئول عن ملف العراق فيها، هو، جون بايدن، صاحب مشروع تقسيم العراق، الذي رفضه الشعب العراقي جملة وتفصيلا! وهنا أم المفارقات، وكبرى التناقضات، التي وقع في حفرتها النجيفي، وسيصعب عليه وعلى قائمته الخروج منها، حتى وان استمروا في "الإقتصاد بالتصريح" بعد أن كانت قائمته مصابة بعوارض "إسهال التصريحات" ...

أن النجيفي، لم يأتي بجديد في تصريحه المنفي، أو المعدل، وكل ما في الأمر، أنه "لعب سياسة"، واختار "الزمان المناسب والمكان المناسب" للبوح بمكنونات قلبه المترجمة لنظرته السياسية. فالمكان، كان، واشنطن، عاصمة الدولة صاحبة النفوذ الأكبر على أرض العراق، وكان لنائب رئيسها، مشروعه التقسيمي للعراق. والزمان، هو، زيارة النجيفي لها في ظل تحولات ستراتيجية في الإقليم. 
لقد أراد النجيفي أن يوصل رسالة واضحة وصريحة لمضيفيه الأميركان، وقد أرسل رسالته، والمتبقي هو الإستلام. وفي الوقت نفسه، أراد الرجل أن يشد عصب جمهوره وسط أبناء طائفته التي أثر التحدث بأسمها، رغم شغلة منصب رئيس برلمان العراق، وليس برلمان محافظة الموصل!.. مع أمله تحقيق موقع متقدم على حلفائه من أبناء "البيت الواحد". وايضا، ابتزاز خصومه السياسين في حكومة المركز. كل ذلك، من أجل تحقيق مكاسب طائفية أكبر على أرض العملية السياسية في العراق. وان كان السبيل لتحقيق تلك المكاسب الطائفية المفترضة، هو الإستعانة بالتدخل الخارجي الأمريكي، أو تحت أسنة التصريح بالإنفصال تارة، أو التلميح له تارة أخرى - بصيغة ´ناقل الكفر ليس بكافر´، و أن كانت النتيجة، هي، الفدرلة الطائفية التي كان النجيفي وقائمته يقرعون طبول الحرب عليها!

من محاسن زيارة النجيفي لواشطن، اسقاط ورقة التوت عن المتاجرين بالشعارات الوطنية، وتعرية الرداحين من المصرحين. واصبح اللعب الأن على المكشوف، بعد أن كان تحت الطاولة.
 

04.07.2011
 

* صحفي وكاتب عراقي.
 

 

free web counter