| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى الأدهم

 

 

 

الأحد 5/2/ 2012                                                                                                   

 

اعتزال الدكتور اياد علاوي السياسي والإنتخابي

مصطفى الأدهم

في حواره مع جريدة "السفير" اللبنانية، المنشور بتاريخ "04.02.2012"، (1) - اعتزل الدكتور اياد علاوي "العمل السياسي والإنتخابي" - داعيا العراقيين إلى "عدم الذهاب مجددا لإنتخابي (علاوي) أو أي ممن يشاركون الآن في عمل يسيء للعراق، فنحن كساسة أسأنا للمواطن كثيرا".

لكن، ما هي حقيقية اعتزال علاوي ودعوته للعراقين بعدم انتخابه؟

بداية، اعترف علاوي أنه وغيره من الساسة (دون أن يسميهم) قد اساؤا للمواطن كثيرا. لكنه، لم يعتذر للمواطن عن الإساءة، ولم يعد بعدم تكرارها، كما لم يضع نهاية لاستمرارها.. تاركا الحال على ما هو عليه! وهذه مفارقة غريبة، أن يعترف مسيء بأساءته ولا يعتذر ويكفر عنها! - لكن، "العراقية" عودتنا على الغرائب والعجاب والتناقضات..

في نفس المقطع، يعتزل الدكتور علاوي العمل السياسي من خلال دعوته ناخبيه إلى عدم انتخابيه مجددا، معمما الدعوة لتشمل زملائه في الحقل العام - والحجة هي أساءتهم للمواطن.
في الشكل، الدعوة محل ترحيب، وخطوة على الطريق الصحيح. ويمكن اعتبارها "كفارة" عن أساءة علاوي. لكن، في المضمون، فأنها أقرب للتلميح منها للتصريح. وللأسباب التالية:

1. الرجل لم يعلن بصراحة و وضوح عدم نيته الترشح مجددا للإنتخابات القادمة.
2. لم يفصح عن عدم رغبته الترشح لمنصب رئيس الوزراء أو غيره من المناصب الرئاسية في حال ما "انتخب" لها - كما لم يفصح عن اعتزامه عدم الترشح لهكذا مناصب سيادية !
3. لم يستقل الرجل من عضويته في مجلس النواب، ولا من رئاسته للقائمة "العراقية"، وحركته لل "وفاق الوطني".
4. لم يعلن الطريقة التي سيتعامل بها مع الإنتخابات القادمة: فما هي الفائدة من دعوته للناخب بعدم أعادة انتخابه في الوقت الذي هو يرشح نفسه للإنتخابات ويتزعم قائمة انتخابية! فهل المسألة مضيعة للوقت والجهد والمال وتشتيت للناخب، من خلال الترشح ومن ثم دعوته لعدم الإنتخاب؟
أم أن الأمر لا يعدو أن يكون "زلة لسان" أو "استنساخ" لبدعة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، عندما أعلن استقالته، بعد الهزيمة، فرجع عنها بفعل "المطالبة الشعبية"؟

يبدو أن الدكتور علاوي، يحاول أحياء بدعة عبدالناصر، لكن بسيناريو رديء مشابه إلى السيناريو الذي "كتبه" الرئيس اليمني شبه المخلوع علي عبدالله صالح، عندما أعلن نيته عدم الترشح للقادم من الإنتخابات الرئاسية، لكنه عاد ورضخ "لتحمل المسؤولية استجابة للمطالب الشعبية ".

الخلاصة؛ لن يعتزل علاوي العمل السياسي. ولا التنافس الإنتخابي. كما لن يستقيل لا من عضويته النيابية، أو زعامته (الشكلية) للقائمة "العراقية"، ولا بقايا حركته لل "وفاق الوطني". وسيعيد ترشيح نفسه في الإنتخابات القادمة على رأس "عراقية" أخرى، وسيظل الرئيس المؤبد "للوفاق الوطني".
كل ما في الأمر أن الرجل راودته أحلام ناصرية، بسبب الظغوط التي يعيشها نتيجة فشله السياسي. فقائمته تعاني من الإنشاطر والتقزم، وزعامته لها أصبحت شكلية بأعتراف أعضائها، وحركته تعاني هي الأخرى من الإنشقاقات المستمرة التي قد تصبح مزمنة، وتعليق العضوية في البرلمان ومجلس الوزراء لم يجديا نفعا، فعادت "العراقية" إلى البرلمان ب "خفي حنين" ولم تحقق ما اعلنته من أهداف ولم تستطع أن تعرقل النصاب النيابي، ومقاطعة مجلس الوزراء "نص نص"، نصف وزرائها حاضر - متمرد والأخر مقاطع، والمطلك لن يعود إلى منصبه وقضية الهاشمي ما زالت تقاوم التدخل السياسي، والتدخل الإقليمي.
لذلك، جاء أخراج أحلامه الناصرية على الطريقة "الصالحية" بشكل رديء سيء، لن تكون له نتائج على أرض الواقع من "مظاهرات شعبية مليونية تستجدي فيها الجماهير قائدها الملهم كي يعدل عن قرار اعتزاله ويستمر في قيادته لها".
 

05.02.2012
 

(1) لقاء علاوي مع "السفير" اللبنانية
http://assafir.com/Article.aspx?EditionID=2068&ChannelID=49194&ArticleID=471 

 

* صحفي وكاتب عراقي.
 

 

free web counter