| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى الأدهم

 

 

 

الخميس 3/11/ 2011                                                                                                   

 

الربيع العربي .. ثورة المطالب الإجتماعية لا الأيدلوجية

مصطفى الأدهم *

ما هي طبيعة "الربيع العربي" الفكرية - الإيدلوجية؟ أو أية أيدلوجية فكرية يحملها "الربيع العربي"؟
يطرح هذا السؤال بصيغ مختلفة تحمل نفس المضمون، من قبل العديد من الدوائر ذات الاهتمام والعلاقة على المستوى الدولي والإقليمي، كما يشاركها السؤال العديد من الشخصيات المحلية، الإقليمية والدولية.. مخزى الطرح هو، مزيج من الخوف والحذر والفضول.. أما الدوافع وراء هذه الخلطة فهي نقطة الإختلاف بين جموع الطارحين! فالدوافع تختلف بدورها بأختلاف مصالح واهتمامات الطارح. فالدولي يختلف بالطبع عن الإقليمي عن المحلي.. وكذلك هو الحال مع الدوائر والأشخاص.
أن الهوة كبيرة بين الطرح المبني من زاوية النظرة الاستراتيجية والجويبوليتيكية وبين النظرة العاطفية المشحونة في كثير من الأحيان بالشعارتية والمبالغة في مدى التأثير على مستوى التغيير في كل من الداخل المحلي، والاقليمي ومن ثم الدولي.
لذلك، تطرح الدوائر الغربية المهتمة السؤال أعلاه وهي تنظر من زاوية المصالح الإستراتيجية والجيوبوليتيكية مضاف لها الأبعاد الأمنية وشبكة المصالح الإقتصادية والإستثمارية. واكثر ما يقلق الغرب في حراك "الربيع العربي" هو غياب الإيدلوجية. وهذه نقطة اتفاق بين المتابعين والمحللين.
بل أن هذا الفقر في الطرح الأيدلوجي، ومعه غياب الزعامة الواضحة لل-"الربيع العربي" هو نقطة قوة ومصدر تباه، يفتخر به كل من يطرح نفسه ثائرا أو مشاركا في هذا الحراك، كما تروج له أقلام وأعلام.
لا شك أن للغرب مصالحه العملاقة في المنطقة. منها المرئي والمخفي. وما خفي كان أعظم. لذلك، ترى التعثر هو المعدل في التعاطي المتراوح بين التأخير والدعم والتحذير من و مع "الربيع العربي" .. فتكون المحصلة في بعض الأحيان هي التناقض في التعاطي بين جغرافية واخرى، كليبيا واليمن.

خوف الغرب نابع من نفس النقطة التي يفاخر بها "الربيع العربي" - شخوصا واعلام. وهي غياب الزعامة الواضحة، والفقر الأيدلوجي. فانعدام الزعامة، يعني صعوبة التفاوض، وتهديد لضمان المصالح، وتقلب في الطرح بين عشية وضحاها، مما يصعب على الطرف المقابل بناء مواقفه بصورة استراتيجية. فتكون المرحلية، و"المؤقتية"، والعمومية هي السائدة. وكلها تبتعد عن الإستراتجية - أكثر ما يهم الغرب، لضمان مصالحه وحيويتها. ويمكن وضع الدوائر الإقليمية في تراتبية أقل نسبية بعد الدولية، واسقاط ما للأخيرة على الأولى، مع ملاحظة البون الشاسع بينهما في التعاطي والبناء، والقدرة على التأثير والتغيير في مجرى الأحداث، والقدرة على امتصاص التغيير..

أن غياب الإيدلوجية عن "الربيع العربي" يصعب التكهن بماهيته الفكرية. مما يجعل وصفه بثورة مطالب العدالة الإجتماعية والإقتصادية هو الأقرب للواقع. لكن، حتى هذا الوصف أن صح، فهو الأخر يحتاج إلى تفسير وتحليل من قبل اساتذة السياسية والإجتماع. و يعزز من طرح التالي؛ ما هو شكل الدولة التي يطمح لتكوينها "الربيع العربي"؟ وما هو شكل الديمقراطية التي ينادي بها؟ واين سيكون مكان حقوق الإنسان؟ ومدى الإيمان بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون؟
 


01.11.2011
 

* صحفي وكاتب عراقي.
 

 

free web counter