| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى الأدهم

 

 

 

الخميس 3/1/ 2013                                                                           


 

مجلس محافظة الأنبار وطائفية المكيال !

مصطفى الأدهم

اعترض مجلس محافظة الأنبار في بيان له على ما اسماه " إهانة المتظاهرين للرموز الوطنية ". (١)، في إشارة منه الى عملية طرد نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات، د. صالح المطلك من ساحة الاعتصام في الرمادي والاعتداء عليه ورشقه وموكبه بالحجارة، ما حدا بعناصر حمايته الى اطلاق العيارات النارية وإصابة 15 من المتظاهرين بحسب ما نقل إعلاميا.

مجلس محافظة الأنبار يضيف على لسان عضوه، محمد الدرب، متسائلا " كيف يطالبون (الجماهير المعتصمة) بإحترام الرموز الوطنية وهم اليوم اعتدوا على نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات صالح المطلك".

ان حجة مجلس محافظة الأنبار منطقية لكنها طائفية.
منطقية؛ليس لان المطلك من الرموز الوطنية. ولا لكونه من الرموز البعثية التي اجتثت من الاجتثاث لغايات مصلحية آنية. بل لان المجلس ببساطة حاجج المتظاهرين بحجتهم. في الوقت الذين يدينون فيه ما يعتقدون انه " اعتداء وإهانة وقعت على وزير المالية د. رافع العيساوي بتنفيذ الأوامر القضائية بإلقاء القبض على بعض افراد حمايته "، يقومون هم بالاعتداء على المطلك ورشقه وموكبه بالحجارة لمنعه من اعتلاء المنصة وطرده من محل الاعتصام، ما فسره الاخير على انه " محاولة اغتيال تعرض لها ".

أما طائفية بيان مجلس محافظة الأنبار فمثلها؛ صمت المجلس عن وصلات الشتم النابي، والسياسي والطائفي من قبل بعض من يسميهم بـ "الرموز الوطنية" وما هم الا مجموعة طائفية تستغل أية فرصة لحرق الاخضر واليابس بإسم الشوفينية الطائفية تارة والشوفينية القومية تارة اخرى. ان وصلات الردح الطائفي - النابي التي مورست على الهواء مباشرة في مظاهرات الأنبار من قبل النائب احمد العلواني وغيره، وصمة عار في جبين كل من سكت عنها ورضا بها، ومنهم مجلس محافظة الأنبار. ناهيك، عن سكوت الاخير عن " صولات " السب والشتم والتخرين بحق رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية، وهو السياسي الذي انتخب بأعلى نسبة من الأصوات . وما حصده المطلك على الهاشمي على العيساوي وقوائمهم مجتمعة لا يساوي ما حصل عليه المالكي فردا في بغداد وفي احسن الاحوال يكاد يوازيه.

فلماذا هم رموز وطنية رغم بعثيتهم الظاهرة وارهاب بعضهم بحكم القضاء؟
ولماذا يستثنى المالكي وربعه من خانة الرموز الوطنية؟ ألانهم شيعة؟

ان الفعل الطائفي قد يدفع الطرف المقابل لرد فعل طائفي - دفاعي. والنتيجة لا رابح من هنا او هناك والخاسر الاكبر العراق.

ان كيل مجلس محافظة الأنبار للأمور بمكيال الطائفية المقيتة ينزع عنه الحيادية والموضوعية ويجعله طرفا محرضا على الفتنة الطائفية كما وينزع عنه في الوقت نفسه أية صفة للتحدث بالمطالب غير الطائفية للمعتصمين والمتظاهرين.

http://sotaliraq.com/mobile-news.php?id=82909#axzz2GTWp8PAH


30.12.2012
 

* صحفي وكاتب عراقي.

free web counter