| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى الأدهم

 

 

 

الثلاثاء 3/1/ 2012                                                                                                   

 

"داعية الإنسانية" أردوغان يرفض الإعتذار !

مصطفى الأدهم *

شهد الأربعاء المنصرم مجزرة وحشية على يد الجيش التركي وقواته الجوية راح ضحيتها 35 مواطن كوردي مدني - تهمتهم أنه اشتبه في أنهم ينتمون إلى حزب "العمال" الكوردستاني المعارض، وبعدها قيل أنهم يهربون السجائر بين العراق وتركيا.

بعد المجزرة ادعى الجيش التركي أنه استهدف أعضاءا في ال "PKK"، لكن الحكومة الأردوغانية اعترفت على لسان أحد أعضائها أن الغارة استهدفت مدنيين يشتبه في كونهم مهربين. ووعد المصدر الحكومي بعدم لفلفة القضية وان التحقيق سيأخذ مجراه.

طبعا هذه المجزرة لم تلقى صداها الإنساني المستحق عند راعايا سلطان العرب أردوغان، الذين ما برحوا يسطرون المطولات في أبعاد انسانيته الواسعة التي وسعت صدر المنطقة على رحابته، بل أنها وبفضل بركة "العثمنة" ستعم العالم الإسلامي كله، فيحيي لهم ما مات من أيام دولة الطائفة فيما درسونا أنه "العصر المظلم" المسمى ب "التخلف العثماني" - الذي أصبح اليوم وبجرة قلم قومجية، ومباركة طائفية، ضربا من ضروب "الدمقرطة" المزاوجة بين الإسلامية والعلمانية !
فبينما يهتز "الباب العالي" في الأستانة الجديدة - أنقرة - على كل قطرة دم تراق في الإقليم، وتلتهب مشاعره الرقيقة فتصدح حنجرته بالمعلقات الإنسانية، لم تهتز أنسانيته عندما وصل الدم أكثر من مرة لركب أبناء شعب من شعوب بلده؛ فيما يفترض أنه رئيس وزرائهم جميعا دونما تمييز !
فهذه لم تكن المجزرة الأولى ولن تكون الأخير تجاه الشعب الكوردي في تركيا، كما لم توفر الشعب الكوردي في العراق من القصف والقتل تحت نفس الحجة.
لماذا توزع الإنسانية حسب الطلب الطائفي تارة ولماذا تخضع للشوفينية القومية تارة أخرى ؟
واين سيكون محل المصداقية في ادعاها خارج الحدود في حين لا محل لها من الأعراب داخليا ؟!

اليوم (الإثنين)، أعلن نائب رئيس الوزراء التركي، بولنت ارينج، أن تركيا ستدفع تعويضات لعائلات المهربين الأكراد ال 35 الذين قتلوا الأربعاء. وأضاف في حديث تلفزيوني بعد أجتماع حكومي أن "التعويضات ستدفع في اليومين المقبلين". إلا أنه لفت إلى أن الحكومة لن تقدم "رسميا" أي اعتذار. نقلا عن "ايلاف" السعودية.
الرابط في نهاية المقال.

السؤال الذي يطرح نفسه على السيد أردوغان هو لماذا تستنكف الحكومة التركية "الإنسانية" ذات الميول الإسلامية على تقديم الإعتذار لما يفترض أنهم ضحايا من شعبها قتلتهم قواتها أما عمدا أو سهوا ؟
وكيف يوازن السيد اردوغان بين المواعض التي ما برح يطلقها عن حرمة الدم وان لا تستكبر الحكومات على شعوبها وبين رفض حكومته الإعتذار الرسمي لمن اعترفت أنهم ليسوا حملة سلاح؟ - وان المهرب يحاكمه القانون ولا تقصفه الطائرات.

هي الشوفية التي تمنع الحكومة الاردوغانية من تقديم الأعتذار الواجب بحق شعبها، الذي هو أقل شيء تقدم عليه. لكن، فاقد الشيء لا يعطيه. والأنسانية عند هكذا حكومات تقوم على التمييز القومي مفقودة.

لن يهين الشعب الكوردي أن "يترفع" أردوغان وحكومته على تقديم الإعتذار، هي وصمة عار في جبين حكومته ونقطة سوداء في تاريخ قواتها.
أن النوروز ليس بالبعيد، وهو ما يستصرخ ربيعا كورديا سلميا للتحرر من ظلم التمييز القومي الطوراني المقيت.


 رابط الخبر: http://www.elaph.com/Web/news/2012/1/706660.html



03.01.2011
 

* صحفي وكاتب عراقي.
 

 

free web counter