| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى الأدهم

 

 

 

الأحد 31/7/ 2011                                                                                                   

 

بانو ، رفل ، و كرار: شهداء العراق في النروج

مصطفى الأدهم *

للعراق حصته في مجزرة النروج الإرهابية، التي قام بها الإرهابي أندرس برايفيك - أندرس (بن لادن), يوم الجمعة المصادف 22.07.2011. حصة العراق كانت ثلاثة شهداء، غير الجرحى. وشهداء العراق هم:

-1-

الشهيدة (بانو رشيد)، عراقية كوردية الأصل، ذات (18) ربيعا. عضو بارز وناشط في شبيبة حزب ´العمال´ النرويجي الحاكم. شاركت مع شقيقتها الصغرى (16) عاما (نجت من المذبحة) في المخيم الصيفي السنوي لشبيبة الحزب، على جزيرة ´أوتاية´. قتلت هناك، بطلق ناري من أندرس (بن لادن). كانت قد فرت مع عائلتها من العراق (فترة حكم الطاغية المقبور) إلى النروج عام 1996. تمت مراسيم تشييعها ودفنها، يوم الجمعة الماضية، في مدينة ´نيسودن´، بحضور رسمي؛ مثله وزير الخارجية النرويجي، (يوناس غاي ستوري)، وشعبي؛ من عائلتها واصدقائها، وزملائها في شبيبة الحزب. وتقدم الحشد المشيع؛ امامين، وقسيسة.

وكانت الشهيدة، وزميلها في عضوية شبيبة الحزب المذكور، (اسماعيل حاج أحمد)، أول من اقيمت لهم مراسم الدفن والتشييع، والتي أقر أن تكون على الطريقة الإسلامية والمسيحية، حسب ديانة الضحية.

قيل فيها:

ذكرت وكالة الأنباء النرويجية : ´ أنها كانت عضوا نشيطا في شبيبة حزب ´العمال´ النرويجي، كتبت عدة مقالات تنتقد بشدة العنصرية والتمييز´.

وسائل الإعلام، قالت: ´أنها كانت تريد أن تصبح محامية، وتحلم أن تصبح نائبة´.

ألقى وزير الخارجية النرويجية، (يوناس غاي ستوري)، كلمة تأبينية، جاء فيها: ´لقد فهمت بانو المثل التي تمثلها الديمقراطية وكانت تدرك أن مستقبل النروج مرتبط بها أيضا ´.

قالت والدتها السيدة (بيان رشيد) لوسائل الإعلام: ´أن الرد يجب أن لا يكون بالحقد بل بالمحبة´.

-2-

الشهيدة (رفل محمد جميل ياسين)، عراقية، ذات (20) ربيعا. طالبة جامعية. عضو في شبيبة الحزب. كانت مع شقيقها (جميل محمد جميل ياسين) في المخيم الصيفي المذكور. عثر على جثتها لاحقا، من قبل أحد قوارب فرق البحث، التي خصصتها الحكومة. كانت تقيم مع عائلتها في بلدة ´ايجر سوند´ التي تقع في الشمال النرويجي الجليدي، (315) كيلومترا عن العاصمة أوسلو. ووالدها الذي كان قد فر من حكم الطاغية المقبور، إلى النروج كلاجيء سياسي، يملك أو يدير مدرسة تحمل أسم عائلة ´ياسين´ في البلدة لأبناء اللاجئين العراقيين. وسيتم دفنها حسبما ورد في أحدى مقبرتين اسلاميتين تقعان في ضواحي أوسلو.

-3-

الشهيد (كرار مصطفى قاسم)، عراقي، (19) ربيعا. يقيم في النروج لوحده. عضو في شبيبة الحزب. شارك مع زملائه، في المخيم الصيفي المذكور. وسقط ضحية ارهاب أندرس (بن لادن) - الذي خطف شبابه، وشباب زميلاته وزملائه، من مختلف الأعراق والأديان والإعمار. وكان الشهيد (كرار) يعمل حتى مشاركته في ألمخيم الصيفي، في محطة الوقود المحلية في مدينة ´فيستو´ ، والتي يملكها (محطة الوقود) الناطق بأسم حزب  ´العمال´ في المدينة (يوهن أودبيهرس). ورد أسم الشيد (كرار) كأول أسم في قائمة أسماء الضحايا، التي نشرتها الشرطة النرويجية، بعد أن أعلنت عن انتهاء عمليات البحث عن المفقودين. وكانت الحصلية النهائية (77) ضحية.

قيل فيه:

الناطق بأسم حزب ´العمال´ في مدينة ´فيستبو´ ، (يوهن أودبيهرس)، قال: ´لم أكن أعرفه (كرار) بشكل شخصي. لكني قد التقيته في مناسبات عدة´. يضيف (يوهن): ´أنه مهتز بشكل جلي لما حدث في الإيام الأخيرة´. ويقول أيضا: ´لا توجد كلمة يمكنها وصف ما حدث. أنها تراجيدية كبرى´.

لقد اقامت الحكومة النروجية مراسم تأبين رسمية ودينية، ونكست الإعلام منذ أسبوع حدادا على الضحايا. وشاركتها الدول الإسكندنافية في اقامة مراسم التأبين الرسمية والدينية، وتنكيس الإعلام. كما أقام حزب العمال النرويجي مراسم تأبين خاصة لضحاياه، شاركت فيها كل الأحزاب الإجتماعية الديمقراطية في أوروبا. وكان رئيس الوزراء النرويجي، (ينس ستولتنبيرغ) - رئيس حزب العمال - قد شارك في كل ما ذكر من مراسم، مع كبار رجال حكومته وحزبه، وبمشاركة شعبية واسعة وصلت إلى (200000) في مسيرات الزهور والشموع التي طافت العاصمة أوسلو، عشية التأبين الرسمي والديني.

وعلى الرغم من فداحة الخسارة، وهول الحدث، و وقع الصدمة، إلا أن المجتمع النرويجي قد أثبت رباطة جأش ملفتة في تحديه للإرهاب، عبر التلاحم الوطني، والإصرار على قيم التسامح، والمحبة، والإنفتاح والديمقراطية التي تعد أهم ركائزه؛ التي استهدفها الإرهابي أندرس (بن لادن). ومن أبلغ المصاديق لذلك التحدي، انتماء أكثر من (400) شاب وشابة من مختلف الأعراق والأديان في النروج، إلى صفوف شبيبة حزب ´العمال´، ردا على العمل الإرهابي الذي استهدفهم، وتكريسا للقيم التي ذكرت، وترسيخا لمبدأ عدم الخوف من الإرهاب، والمضي قدما في مسيرة الحياة الإنسانية، التي سوف تنتصر، عاجلا أم أجلا. 

وكان رئيس الحكومة النرويجية، (ينس ستولتنبيرغ) قد قال في كلمته التأبينية، عشية دفن الشهيدة بانو، وزميلها الصومالي اسماعيل: ´أن بانو نرويجية واسماعيل نرويجي وانا نرويجي، نحن نمثل النروج وانا فخور بذلك´.

أما في الجانب العراقي، فقد ذكرت وكالة (آكانيوز)، ´أن رئيس الوزراء، السيد نوري المالكي، أوفد وزير الشباب والرياضة، السيد جاسم محمد جعفر، إلى النرويج، للإطلاع على واقع الرعايا العراقيين المقيمين في أوسلو على خلفية الإعتداءات الإرهابية´. واضافت ´أن موفد المالكي سيقدم كل الإحتياجات الضرورية للعائلات العراقية التي تضررت جراء الإعتداءات الإرهابية´.

المطلوب عراقيا، هو، وقفة عراقية انسانية تأبينا لشهداء العراق في النرويج، بانو. رفل. و كرار، ومواساة عوائلهم، والإطمئنان على الجرحى ومساندة أسرهم. وتقديم كل التسهيلات بالتعاون مع السلطات النرويجية، اذا ما طلبت أحدى العوائل نقل جثمان فقيدها/فقيدتها إلى العراق لدفنه. وما إلى ذلك من تسهيلات.

رحم الله شهداء العراق الشباب، بانو. رفل. و كرار، واسكنهم الجنة، والصبر والسلوان لعوائلهم، والشفاء العاجل للجرحى، والصبر لأسرهم. 


31.07.2011
 

* صحفي وكاتب عراقي.
 

 

free web counter