كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

 

الأربعاء 30/5/ 2012

البحرين : سباق الفورمولا 1 في سجن كبير (1) مصطفى الأدهم *  بدأ يوم الأحد المصادف "22.04.2012" سباق الفورمولا 1 في العاصمة البحرينية المنامة، في الوقت الذي يواصل فيه البحارنة نضالهم من أجل الديمقراطية، العدالة، حقوق الإنسان والمساواة. بالتوازي مع استمرار الخطر على حياة الناشط عبدالهادي الخواجة، الذي تجاوز اضرابه الإحتجاجي عن الطعام شهره الثاني، والذي يحمل الجنسية المزدوجة البحرينية والدانماركية. من جانبها أعلنت وزارة الداخلية في نظام آل خليفة أن "الشرطة سيطرت على شوارع العاصمة". بالتزامن مع رفض الشعب البحراني لسباق الفورمولا 1 الذي قال له لا. لأن نظام آل خليفة يفسر هذا السباق على أنه أنتصار لديكتاتوريته الطائفية ضد دعاة الديمقراطية والعدالة والحرية. أن الغاء سباق الفورمولا 1، كان سيعطي انطباعا لآل خليفة بأن الغرب لم يعد بوسعه الإستمرار في غلق فمه وعينيه تجاه الأعمال الوحشية التي يرتكبها نظام آل خليفة الديكتاتوري ضد المتظاهرين. أن تجاهل الغرب لأفعال النظام اللانسانية يعني بحسب قاموس آل خليفة "دعم غربي لديكتاتوريتهم وطائفيتهم وتمييزهم الممنهج" - الأمر الذي يمكن استخلاصه من خلال القاء نظرة على وسائل أعلام النظام في البحرين. سباق الفورميلا 1 كان يفترض أن يتم في شوارع فرحة، لا في شوارع دامية. السيارات كان يفترض أن تجوب شوارع مفتوحة، لا في سجن مغلق كبير - كما هو حال البحرين اليوم. العالم، وخصوصا الغرب يفقد مصداقيته مع كل قطرة دم تسقط من البحارنة الذين يناضلون سلميا من أجل نيل حقوقهم المنتهكة وصولا للديمقراطية. أنه لمن العار على الغرب مضيه قدما في تحاشيه الثورة البحرانية، لأسباب نفطية. لدينا مواطن دانمراكي من أصل بحراني قد يقفد حياته في أية لحظة. وعلى عاتقنا تقع مسؤولية انقاذه. وهذا يعني أن علينا عدم الإكتفاء بأستخدام "الوسائل الديبلوماسية" - التي لا يفقها نظام آل خليفة. علينا تذكيرهم بأننا جزء من الإتحاد الأوروبي وعضو في حلف "الناتو". الدانمارك بلد صغير نعم، لكن لديه حلفاء كبار. بهذه الطريقة يمكن أن نضمن أن تصل رسالتنا ويستلمها نظام آل خليفة، قبل أن نخسر حياة مناضل من أجل الحرية، ناضل بكل سلمية. (1) نشرت في أبريل في عدة صحف دانماركية.   * صحفي وكاتب عراقي.