| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى الأدهم

 

 

 

السبت 2/3/ 2013                                                                           


 

العيساوي.. إستقالة متأخرة

مصطفى الأدهم

وأخيرا وليس آخراً إستقال رافع العيساوي أمام المتظاهرين في الإنبار من منصبه كوزير لمالية ما تسمى بـ "حكومة الشراكة الوطنية". الاستقالة بطبيعة الحال جاءت متأخرة جداً.. حيث كان يفترض به ان يفعلها منذ ان اتهم حكومته ورئيسها بـ "الميليشياوية والديكتاتورية والطائفية". لكنه آثر حينها البقاء بالمنصب والاحتفاظ بالامتيازات المترتبة عليه لأطول فترة ممكنة.. حتى عندما أرعدت قائمته "العراقية" وزبدت؛ فكانت المقاطعة لا الإستقالة. لان الأولى تظمن الامتيازات، والثانية تخرج صاحبها من "المولد بلا حمص" - بحسب حسابات بعض "ساسة" اليوم.

اليوم، وعلى حين اتهامات بقضايا إدارية ومالية في وزارة المالية في ظل إدارته، أعلنها العيساوي استقالة باردة ومتأخرة.. لا طعم لها.
الإعلام السعودي جعل من الاستقالة المتأخرة والباردة "كشف لحكومة المالكي من غطائها السني"، ( الشرق الأوسط ) - مختصرا سنة العراق برافع العيساوي؟ في عملية تصنيم واضحة.. ومحاولة مكشوفة لجعل العيساوي ظاهرة وزعامة بعد ان فشل هذا الإعلام الطائفي وشقيقه البعثي بجعل العيساوي ظاهرة وزعامة بعيد اعتقال بعض من أفراد حمايته بتهم إرهاب بناء على أوامر إلقاء قبض قضائية.

المضحك فعلا في تغطية الإعلام السعودي الطائفي لاستقالة العيساوي يتمثل بالحديث عن "انكشاف الغطاء السني" متناسيا هذا الإعلام ان وزير الثقافة ووزير الدفاع بالوكالة هو سني ومن الأنبار أيضاً، وان وزير الكهرباء لم يلتزم بقرار قائمته "العراقية" بمقاطعة جلسات مجلس الوزراء. ناهيك عن إمكانية تسمية، وتعيين وزراء بدلاء من المكون السني عوضا عن العيساوي ووزراء "العراقية" ان فعلوها واستقالوا؟
لكن الإعلام السعودي الطائفي تناسا كيف غطى استقالة الوزراء الشيعة من حكومة فؤاد السنيورة الأولى ما أفقدها ميثاقيتها بحسب ألف باء العملية السياسية اللبنانية التي تفرض على الحكومة الاستقالة في حال خلوها من تمثيل طائفة كبرى. مع ذلك دافع الإعلام السعودي بكل صلافة طائفية عن حكومة السنيورة التي سماها رئيس المجلس النيابي اللبناني بـ "الحكومة البتراء".
فلماذا يحرم أعلام آل سعود في العراق ما يحلله للسنيورة في لبنان؟
الجواب؛ أنها الطائفية ونقطة على السطر. مع الأخذ بعين الاعتبار الفوارق الدستورية والقانونية والديموغرافية بين الحالة اللبنانية والحالة العراقية.

مع ذلك تبقى استقالة العيساوي خطوة "إيجابية" عسى ان تتبعها "العراقية" وتفعلها ولو لمرة واحدة وتستقيل كتلتها الوزارية من حكومة "الشراكة الوطنية" الميتة.

فهل تفعلها "العراقية" كما ألمح احمد أبو ريشة، ودعا الشيخ رافع الرفاعي، وقيل ان د. اياد علاوي يفكر بها؟


02.03.2013
 

* صحفي وكاتب عراقي.

free web counter