| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى الأدهم

 

 

 

السبت 2/6/ 2012                                                                                                   

 

الحكم على مبارك.. مبروك لمحمد مرسي

مصطفى الأدهم

الحكم الذي صدر من القضاء المصري على كل من الرئيس المخلوع حسني مبارك بالمؤبد له ولوزير داخليته حبيب العادلي، إلى جانب البراءة لأبناء الأول علاء وجمال مبارك وصديقه رجل الأعمال الهارب حسين سالم، ومساعدي الثاني الستة، سيتداخل بقوة في حالة التجاذب السياسي والإستقطاب الإنتخابي الجاري في مصر اليوم على خلفية صعود كل من الدكتور محمد مرسي - مرشح حزب "الحرية والعدالة" عن جماعة الإخوان "المسلمين" إلى جانب الفريق أحمد شفيق - أخر رئيس وزراء في عهد مبارك. هذا المشهد يعتبره البعض صعودا للثورة "المضادة" لثورة "25 يناير".

التعليق على الحكم القضائي من زاوية عدم الإطلاع على ملف القضية أو الدراية القضائية والقانونية لن يسمن من جوع.
لكن، من الناحية الواقعية لا يمكن بأي حال عدم "الطعن" الشعبي والإعلامي ناهيك عن السياسي في الحكم القضائي. بل أن هذا الحكم الذي جاء على عكس "الرغبة" - الثورية الشعبية - هو بمثابة الشرارة التي ستعيد اشعال الشارع المصري لاعادة انتاج الزخم الشعبي - للثورة. خصوصا بعد "فتور" ظهر واضحا في "مليونية" الجمعة "02.05.2012" التي لم تلاقي الإستجابة الشعبية المتوقعة.

أكبر المستفيدين من حكم مبارك - هو المرشح الرئاسي لجماعة الإخوان - الدكتور مرسي، الذي سيلتف حوله أغلب القوى الثورية والأحزاب المصرية المعارضة لنظام مبارك، بالإضافة إلى بعض من مرشحي الرئاسة الذين لم يحالفهم الحظ. بعد أن كانت الصورة غير مستقرة لجهة الدعم الذي سيتلقاه مرسي من تلك القوى.
أكبر الخاسرين من حكم مبارك - سيكون الفريق شفيق - لأن الترجمة - الشعبية الثورية - له ستكون على حساب فرص شفيق بالوصول إلى سدة الرئاسة للخوف الشعبي المتوقع من شبح أعادة النظام وما يترتب عليه من احتمال تدخل الرئاسة لصالح مبارك !

الحكم على مبارك جاء من حيث يدري أو لا يدري - لصالح تجميع القوى السياسية المناهضة لنظامه - والتي شهدت حالة من الإنقسام بعيد الجولة الاولى من انتخابات الرئاسة التي وضعتهم بين "مطرقة" شفيق؛ وشبح النظام القديم .. و"سندان" الإخوان؛ وشبح الدولة الدينية !
الإستخدام السياسي والإعلامي للحكم - وما يترتب عليه من استقطاب شعبي سيشد عصب القوى الثورية ويقربها من بعضها لجهة التغاضي "حاليا" عن شبح الدولة الدينية الذي يؤرقهم واضحى فزاعة تطارد الإخوان ومرشحها الدكتور مرسي الذي حاول كثيرا في تقديم الوعود وال"ضمانات" من أجل تهدئة المخاوف من وصول اخواني للرئاسة.
اليوم، ومن خلال الاستثمار السياسي للحكم؛ أصبحت مهمة مرسي "أسهل"، بعد أن كانت تتسم ب"صعوبة" أكثر ما قبل الحكم. في المقابل ستصعب مهمة شفيق التي كانت فرصه أعلى بكثير فيما قبل الحكم.
من هنا يمكن القول مبروك للدكتور محمد مرسي - مبروك الفوز بمنصب رئيس جمهورية مصر العربية بعد الجولة الثانية من الإنتخابات الرئاسية.



02.06.2012
 

* صحفي وكاتب عراقي.
 

 

free web counter