| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

مصطفى الأدهم

 

 

 

الأثنين 29/4/ 2013                                                                           


 

عهر الإعلام الطائفي - العربية مثالاً
(1 ـ 3)

مصطفى الأدهم

لاشك ان إعلام نظام آل سعود القرنوسوطي موجه ومنحاز بشكل طائفي مقيت بالضد من الديمقراطية الوليدة ممثلة بالعملية السياسية في العراق.
ويمثل هذا الإعلام فضائيا؛ قناة "العربية"، وشقيقتها "العربية الحدث"، أما صحفياً فتتحمل "شرف" هذا العهر صحيفة "الشرق الأوسط" وأخواتها في الرضاعة من وهابية آل سعود وآل الشيخ.
لا يكتفي إعلام آل سعود بنقل وجهة نظر واحدة والتركيز عليها ودعمها.. مع إهمال وجهة النظر الآخرى أو إهمالها بعدم إعطائها نفس المساحة من التغطية ولا نفس الوقت.. لايكتفي إعلام آل سعود بما سبق بل اتجه اليوم الى مرحلة الدعاية والترويج، بل والتحريض على إشعال نيران حرب أهلية في البلد سيخرج منها الشعب العراقي الخاسر الأكبر بما في ذلك الطابور الخامس الطائفي الذي تدعمه السعودية ومحورها الطائفي.

تغطية إعلام آل سعود لمسلسل التظاهرات في المحافظات الغربية انتقلت خطوة الى الإمام في سباقهم نحو مقبرة الاقتتال الطائفي، فها هي قناة "العربية الحدث" وفي شريطها المتحرك على الشاشة يوم السبت تقول "دخول قوات رئيس الوزراء نوري المالكي قضاء سليمان بيك"، وتضيف في خبر مقتضب آخر معلنة عن تشكيل "جيش العزة والكرامة في الأنبار"، و"انتشار عناصره لحماية الاعتصامات والتصدي للجيش العراقي".

رب قائل يقول وما هو الجديد في هذه القصة؟ - فـ "العربية الحدث" تنقل الأخبار فقط.
كلا يا عزيزي.. القصة ليست بهذه البساطة. وعذراً ليست بهذه السذاجة، اقله من الناحية الصحفية المهنية البحتة. فصياغة الأخبار بهذا الشكل.. وإختيار هذه الكلمات بالتحديد هو تزوير للخبر وخيانة للمهنية الصحفية.. لان إطلاق تسمية "قوات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي" على قوات الجيش العراقي والأجهزة الأمنية محاولة مكشوفة لتعرية هذه القوات من "ثوب الرسمية" الوطنية، وإدخالها حشراً في سروال "الشخصية والميليشياوية " الضيق بإيحاء خبيث تجاه المتلقي بأن هذه القوات تتبع بشكل شخصي لرئيس الوزراء على أساس ميليشياوي نازعا عنها الصفة الرسمية كونها - اي هذه القوات - تقع ضمن صلاحيات رئيس الوزراء بصفته القائد العام للقوات المسلحة. وهذا بدوره يعني ان هذه القوات هي قوات غير رسمية وغير وطنية بل ميليشياوية وتابعة لشخص يصور ضمنا على انه رئيس عصابة وزعيم ميليشيا.. ما "يشرعن" بالتالي "التصدي" لهذه القوات والخروج عليها ومقاومتها.. لذلك لا نستغرب إلحاق هذا الخبر المزور بآخر عن تشكيل "جيش العزة والكرامة" وليس ميليشيات "العزة والكرامة" المسلحة ومن ثم الخاتمة بخبر ثالث عن "انتشار عناصر مسلحة من جيش العزة والكرامة لحماية الاعتصامات والتصدي للجيش العراقي".. بالتوازي تمت استضافة علي حاتم سليمان عبر الهاتف وشحنه بخبر عاجل قراءته المذيعة عليه عن "امهال القوات العراقية ٢٤ ساعة لفض اعتصام الأنبار" فما كان من "ابو حسين" إلا ان زاد من عيار التهديد والوعيد بأن الكل مسلح في محافظة الأنبار وعلى "أهبة الاستعداد للتصدي للقوات العراقية".

النقلة الإعلامية والصحفية السعودية في تغطية وتبرير بل وشرعنة العمل الميليشياوي تجاه سلطة الدولة والقوات الرسمية وبنفس طائفي وقح بصراحته وصلافته تعني بما لا يدع مجالاً للشك بأن خرافة "إعتدال" السعودية التي روج لها كثيراً رئيس الوزراء وببغاوات "ائتلاف دولة القانون" لايمكنها الصمود أمام صورة الواقع الذي ترسمه ريشة آل سعود الطائفية ولا تعدو هذه الخرافة ان تكون أكثر من حالة تمن من قبيل الـ
(wishful thinking) الذي لا يسمن من جوع ولا يروي من عطش.

لايمكن الاستمرار بحالة نكران الواقع الذي تقبع في كهوفه الحكومة ووزارة خارجيتها وسفارتها العاطلة عن العمل في الرياض وتلفزيون "العراقية" وصحيفة "الصباح".

الصحيح؛ يتوجب عليهم اتخاذ القرار الصائب بمواجهة هذه الخطوة السعودية التي هي بمثابة إعلان حرب على العراق وشعبه، لان نظام ال سعود يساند بشكل علني العمل الميليشياوي الطائفي الذي يعلن بدوره وبكل صراحة عن دخوله في صراع مع الشرعية على خلفية طائفية.
ان استمرار الجهات الرسمية وأعلام الدولة المملوك من قبل الشعب عن التشخيص الصحيح للمشهد يعني وصف خاطئ لدواء خاطئ لايسعف الحالة. الحرب لا تواجه إلا بالدفاع الشرعي عن النفس ومحاولة نقل المعركة من ساحتك الى ساحة الخصم. والسن لا يواجه إلا بالسن.. فلماذا لا يتم دعم المعارضة لنظام آل سعود القرنوسوطي؟

ان هذه الأخبار المزورة على قصرها والتي صيغت في استوديوهات "العربية" السعودية تعكس حقيقة الموقف السعودي الطائفي بالضد من العراق وشعبه. وليس من الصحيح تجاهلها، ويفترض بالطاقم الاستشاري لاسيما الإعلامي ان يكون له دور في تشخيصها وإبداء الرأي في مجابهتها لان السكوت عنها وعدم قبرها في مهدها يحولها مع الوقت الى حالة أمر واقع كما هو حاصل في أماكن أخرى.

فهل وصلت الرسالة - رسالة آل سعود - لمن يعنيهم الأمر في بغداد؟

 

28.04.2013
 

* صحفي وكاتب عراقي.

free web counter